الجماهير الخاصة: الباحثون والْمُرَوِّجون والمنتسِبون
سنترك الأمر للدكتور جيه — لاعب كرة السلة الشهير — لتقديم وصفة طبية للشركات لعلاج ما تعانيه. وهذه الوصفة تتلخص في ثلاث كلمات: الحشود، الجماهير، الانتباه؛ فمن خلال تجربته كلاعب، شهدَ الدكتور جيه على نحو مباشر مدى قدرة التركيز المنفرد لجمهورٍ مكوَّن من آلاف الأشخاص على رفع أداء الفرد إلى مستوياتٍ لا يمكن تصوُّرها من قبل.
- (١)
الباحثون.
- (٢)
المُرَوِّجون.
- (٣)
المنتسِبون.
إن فهم الفرق بين هذه المجموعات ضروري حتى تتمكَّن من بناء جماهير تكون لك بمنزلة أصول على المدى الطويل. وعليه، دعنا نتوقف لحظة لدراسة كل منها بمزيد من التفصيل.
(١) الباحِثون
إذا كنت من محبي سلسلة «هاري بوتر»، فإن مجرد ذكر كلمة «باحِث» ربما تذكرك بلعبة الكويديتش؛ اللعبة الخيالية التي يطير فيها السحرة على مكانسهم في مطاردة ساخنة «للكرة الذهبية» (جولدن سنيتش). ومع أنه من الواضح أن هذا ليس «الباحث» الذي نقصده هنا، فإنه تشبيهٌ ملائم.
(١-١) ما يريده الباحِثون
-
المتصفحين.
-
المستمعين.
-
المرشحين المحتمَلين.
-
القُرَّاء.
-
الفاحصين.
-
المتسوِّقين.
-
المشاهدين.
-
الزوَّار.
- (١)
يبحثون عن «شيء لديهم اهتمام شخصي نحوه»؛ معلومات أو منتج أو خدمة أو مكان متجر أو مجرد الترفيه فحسب.
- (٢)
يمكنك جذب انتباههم والحفاظ عليه من خلال «توفير محتوًى ذي صلة» يشبع اهتماماتهم.
- (٣)
لا يصبحون جزءًا من جمهور «الباحِثين» الخاص بك «إلا حين يركِّزون اهتمامهم» على وسائل الإعلام المدفوعة أو المملوكة أو المكتسبة الخاصة بك.
- (٤)
«يبدءون التواصل» معك، ويتصفحون موقعك ويتركونك كما يحلو لهم. لا يمكنك بدء تواصل معهم.
(١-٢) كيفية اكتساب الباحثين
-
الأدلة.
-
الخدمات المعتمِدة على الموقع.
-
الخرائط.
-
تطبيقات الأجهزة المحمولة (طرف ثالث).
-
المجتمعات على الإنترنت (مثل كورا Quora).
-
التعقيبات النقدية.
-
محركات البحث.
-
الشبكات الاجتماعية.
(لاحظ أن مستخدمي التطبيق الخاص بالشركة «منتسِبون» وليسوا «باحثين» لأنهم «اشتركوا» في التطبيق؛ فقد نزلوه من الإنترنت؛ ومن ثَمَّ أتاحوا التواصل المباشر من جانبك عبر التطبيق و/أو الإشعارات و/أو البريد الإلكتروني.)
•••
-
مدونتك.
-
حدثك.
-
الصفحة المقصودة.
-
صورك.
-
تدويناتك الصوتية (البودكاست).
-
متجرك (مكتبك، مطعمك، مكانك … إلخ).
-
حسابك على وسائل التواصل الاجتماعي أو أحدث الأخبار عنك.
-
ملفات الفيديو الخاصة بك.
-
موقعك الإلكتروني.
-
منشوراتك الدعائية.
تمرين ٣: ابحث عن نفسك
لم يعد البحث نشاطًا قاصرًا فقط على أولئك الذين يجلسون أمام جهاز الكمبيوتر؛ فقد غيَّرت الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية عملية البحث بحيث أصبح من الممكن إجراء بحث في أي وقت وفي أي مكان. فثمة بحث على الإنترنت، وبحث عن موقع، وبحث على وسائل التواصل الاجتماعي، وبحث عن فيديو. وإذا لم تظهر شركتك في كل هذه الأنواع من البحث، فإنك إما أن تكون غير مرئي للمستهلكين أو علامة تجارية يحددها الآخرون.
-
ابحث عن شركتك في محرك البحث جوجل على الكمبيوتر، ومحرك بحث جوجل على الهاتف الجوَّال، وفي خرائط جوجل. كَرِّرْ عمليات البحث بعد التسجيل في أحد منتجات جوجل. وَثِّقْ كيف تغيَّرت نتائج البحث تبعًا للتغييرات المخصَّصة التي أجريتها.
-
ابحث عن شركتك على فيسبوك على جهاز كمبيوتر. قارن ذلك البحث بالبحث نفسه على تطبيق فيسبوك في هاتف ذكي وجهاز لوحي. افعل الشيء نفسه باستخدام لينكد إن.
-
إذا كان لديك موقع فعلي، فاذهب إليه واستخدِم تطبيقات «أرَّوِند مي»، و«فورسكوير» و«يلب» لمعرفة ما إذا كان موقعك مصوَّرًا وكيفية ذلك. وَثِّق دقة هذه المعلومات.
-
ابحث عن شركتك أو منتجاتك على صور جوجل، وفليكر، وإنستجرام، وبينترست، وفاين. وثِّق طريقة ظهورك في هذه القنوات المرئية.
ماذا وجدت؟ هل تروق لك هذه النتائج؟ إذا لم تكن تروق لك، فقد حان الوقت لتعديل ظهورك على الإنترنت؛ لأنه قد يكون الانطباع الأول (والوحيد) الذي تتركه لدى جمهور الباحثين.
(١-٣) قيمة الباحثين
-
«عميل» (قيمة مالية).
-
«مُرَوِّج» (قيمة تسويقية من خلال توسيع نطاق العلامة التِّجارية).
-
«منتسِب» (قيمة تسويقية من خلال الاتصالات المباشرة الفعَّالة من حيث التكلفة).
من الواضح أن هدفنا الأساسي هو تحويل جميع الباحثين إلى «عملاء» فعليين ومشترين (جمهور المنتسِبين النهائي). وبعيدًا عن ذلك، فإن حملهم على المساهمة إيجابيًّا في زيادة أعداد المُرَوِّجين أو المنتسِبين (المشتركين والمعجبين والمتابعين) يمثل نتيجة رائعة. ودون عملية التحويل هذه، سيختفي الباحثون على شاشة رادار التسويق الخاصة بك دون إضافة أية قيمة، وربما إلى غير رجعة. (هذا ليس صحيحًا تمامًا إذا كنت تستخدم التتبع باستخدام ملفات تعريف الارتباط. يمكن أن يتيح لك ذلك تخصيص الإعلانات بينما ينتقل الباحث إلى مواقع أخرى؛ مما يزيد من فرصة تحوله إلى «عميل»، أو «مُرَوِّج»، أو «مشترك»، أو «معجب»، أو «متابع» بعيدًا عن موقعك الإلكتروني.)
الانتقال الكبير للأجهزة المحمولة
في الفترة الأولى من عُمر الإنترنت، كان «الباحثون» لا يبرحون مكانهم، فهم يتصلون بالإنترنت عن طريق لوحة مفاتيح وماوس وأسلاك. أما اليوم، فقد أصبح في مقدورهم التحكم في نطاقهم أثناء التنقل، فهم يستخدمون الإنترنت أينما يريدون عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وغيرها من الأجهزة المتصلة بالإنترنت (نظَّارة جوجل مثلًا، هل استخدمتها؟).
ما معنى أن يحمل جميع الأشخاص داخل متجرك وخارجه جهاز كمبيوتر فائق في جيوبهم؟ هذا يعني أنه من الأفضل لك مساعدة «الباحثين» على إيجادك، وإلهام «الْمُرَوِّجِين» بخدمة العملاء الفائقة، واكتساب «المنتسِبين» لكي تتمكن من التواصل معهم في المستقبل.
(٢) المُرَوِّجون
بينما يريد «الباحثون» المعلومات، يبحث «المُرَوِّجون» عن الشعور الدافئ الغامض — والتقدير الاجتماعي — الذي ينجم عن «المشاركة».
(٢-١) ما يريده المُرَوِّجون
-
الدعاة.
-
المحللين.
-
المعلقين.
-
المبدعين. (أستخدمُ لفظ «المبدعون» كلفظ جامع للمدونين، والمشاركين في إنستجرام وبينترست، وكل أنواع العملاء الذين يُعدِّون محتوًى مقدَّمًا من قِبل المستخدمين.)
-
المؤثرين.
-
المراسلين.
-
المعقِّبين.
-
المشاركين.
***
«المُرَوِّجون» هم أفراد في جمهور لديهم هم أنفسهم جمهور، ويرغبون في أن يسمعهم هذا الجمهور.
***
- (١)
يشاركون — أي يروجون — المحتوى أو الخبرات التي تقع في بؤرة «اهتمامهم» على المستوى الشخصي أو المهني.
- (٢)
يشاركون المحتوى «متى وأين وكيف يريدون» من خلال القنوات العامة والخاصة على حدٍّ سواء.
- (٣)
يشاركون المحتوى «كخدمة لإعلام أو لترفيه» جماهيرهم الخاصة (أسرهم وأصدقائهم، ومتابعيهم، وما إلى ذلك).
- (٤)
هم «مُرَوِّجون» «يبقون فقط للفترة الزمنية التي تتطلبها مشاركة المعلومات» حول علامتك التِّجارية أو منتجاتك أو خدماتك أو محتواك أو أنشطتك.
ضع في اعتبارك أن «مُرَوِّجيك» الأعلى صوتًا ربما لا يكونون غرباء؛ فالعملاء السعداء يمكن أن يؤدوا دورًا مزدوجًا «كمُرَوِّجين» كما يستطيع «الموظفون» و«الشركاء» أداء هذا الدور أيضًا. وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل المنزل أفضل مكان في كثير من الأحيان للبدء مع وسائل التواصل الاجتماعي (سنتناول هذا الموضوع بمزيد من التفاصيل في الفصل الرابع).
المُرَوِّجون: الأشخاص الذين كانوا يُعرَفون سابقًا باسم الجمهور
أنت لا تملك العيون، ولا تملك الصحافة … ولا تسيطر على الإنتاج على المنصة الجديدة، التي لا تعمل في اتجاهٍ واحد. ثمة توازن جديد للقوى بيننا وبينك.
يرى جاي أن المُرَوِّجين هم الجمهور الجديد الخبير بالتقنيات الرقمية. إنهم مستهلكون لديهم جماهيرهم الخاصة، وهم ليسوا ملزمين بتقديم أي شكل من أشكال الدعم لعلامتك التِّجارية على الإطلاق؛ ففي الواقع، أنت من تقع على عاتقه مسئولية تقديم تجارب ومنتجات وخدمات تجعل مَنْ كانوا يعرفون سابقًا باسم الجمهور يعملون لصالحك.
(٢-٢) كيفية اكتساب المُرَوِّجين
- (١)
استهلاك أو إنشاء محتوًى عن الشركة.
- (٢)
مشاركة هذا المحتوى مع آخرين.
-
تدوينات.
-
خبرات مع علامتك التِّجارية أو منتجاتك أو خدماتك.
-
صور.
-
معلومات عن الموقع.
-
معلومات عن المنتج.
-
تعقيبات نقدية.
-
محتوى مكتوب (كتب، كتب إلكترونية، رسوم بيانية، معلومات عن المنتج … إلخ).
-
مقاطع فيديو.
مع وجود محتوًى بين يديك، يصبح العملاء جزءًا من جمهور «الْمُرَوِّجِين» الخاص بك فقط عندما «يختارون مشاركة» هذا المحتوى مع جماهيرهم الخاصة (الزملاء وأفراد العائلة والأصدقاء، وما إلى ذلك). لاحظ أن الأمر يحدث كما يحدث مع «الباحثين»، يتخذ «المُرَوِّجون» المبادرة التي تجعلهم جزءًا من جمهورك؛ فلا يوجد زر سحري يمكنك الضغط عليه لإجبار العملاء على مشاركة رسائل إيجابية عن شركتك. لذا، فإن أفضل استراتيجية هنا تشبه الاستراتيجية التي تتبعها مع «الباحثين»: أن تنشئ محتوًى وخبرات يرغب «المُرَوِّجون» في مشاركتها.
(٢-٣) لماذا يشارك المُرَوِّجون محتواك؟
-
«مشاركة المنتج»: حَفَّزَت ٣٣ بالمائة من توصيات المنتج (بالتأكيد على أنها تجربة منتج رائعة).
-
«المشاركة الذاتية»: حَفَّزَت ٢٤ بالمائة من توصيات المنتج (بتعزيز الرغبة في جذب الانتباه أو الحصول على معلومات داخلية).
-
«مشاركة الرسالة»: حَفَّزَت ٢٣ بالمائة من توصيات المنتج.
-
«مشاركة الآخرين»: حَفَّزَت النسبة المتبقية من توصيات المنتج التي تبلغ ٢٠ بالمائة (لأغراض التواصل والمساعدة أو لإظهار الصداقة).
-
يشارك ٨٤ بالمائة من أجل «إظهار الدعم والتأييد» للقضايا التي تهمهم.
-
يشارك ٧٨ بالمائة من أجل «البقاء على اتصال» مع الناس.
-
يشارك ٧٣ بالمائة لأن ذلك يربطهم بالناس ذوي «الاهتمامات المشتركة».
-
يشارك ٦٩ بالمائة لأن ذلك يساعدهم في «الشعور بانخراط أكبر» في العالم.
-
يشارك ٦٨ بالمائة من أجل «تعريف الناس بهم» على نحو أفضل.
-
يشارك ٤٩ بالمائة من أجل «إعلام الآخرين بالمنتجات» التي يهتمون بها والتأثير في آراءهم و/أو تصرفاتهم.
لاحظ طريقة تطوُّر مشاركة خبرات المنتج من عام ١٩٦٦ حتى اليوم. ما يقرب من نصف المشاركين (٤٩ بالمائة) الخاضعين للدراسة لا يزالون يشاركون من أجل ترويج المنتجات أو تعريف الآخرين بها، ولكن احتمال مشاركة المحتوى يقترب من ٦٠ بالمائة عندما يساعدهم في البقاء على اتصال مع الناس أو مقابلة آخرين ذوي اهتمامات مشتركة. بينما تفكر في كيفية إلهام جمهورك من «الْمُرَوِّجِين»، ضَعْ في اعتبارك أن «الْمُرَوِّجِين» يشاركون المحتوى عندما يتضمن ذلك بعض الفوائد الشخصية لهم.
-
المدونات (بما في ذلك تمبلر).
-
البريد الإلكتروني.
-
فيسبوك.
-
فورسكوير.
-
إنستجرام وفاين.
-
الرسائل الفورية.
-
تطبيقات الأجهزة المحمولة.
-
بينترست.
-
كورا.
-
الرسائل النصية القصيرة وسناب شات.
-
ستامبل أبون.
-
الهاتف.
-
تويتر.
-
المواقع الإلكترونية.
-
يلب.
***
«المُرَوِّجون» يشاركون المحتوى عندما يتضمن ذلك بعض الفوائد الشخصية لهم.
***
من الصور والرسوم التوضيحية إلى الترويج
ومع اكتمال المجموعة الرابعة من بطاقات جيك أويك حاليًّا، أدرك لين قوة جمهور «الْمُرَوِّجِين» مباشرةً، وقرر أن يكون هدفه وهو يبدأ كل مشروع جديد هو التأكد من إنتاج شيء مثير لهذا الجمهور كي يشاركوه.
(٢-٤) المُرَوِّجون سلاحٌ ذو حَدَّيْن
العملاء غير الراضين هم أسوأ المُرَوِّجين.
ونتيجة لذلك، يخاطر فريق العلاقات العامة مخاطرةً كبيرة أثناء تطوير جماهير شركتك الخاصة؛ فلا يكفي دفع المستهلكين إلى الترويج لمحتوى علامتك التِّجارية فحسب. عندما تقع العلامة التِّجارية في أزمة ما وتسوء الأمور على نحو كارثي، فإنك تحتاج إلى جماهير أخرى غير «الْمُرَوِّجِين» و«الباحثين» لرواية القصة من وجهة نظرك. تحتاج إلى جماهير استجابتها فورية ومؤثرة.
وهنا نصل إلى دور «المنتسِبين».
(٣) المنتسِبون
إنَّ «المنتسِبين» هم أكثر الجماهير التي يمكنك بناؤها لشركتك من حيث القيمة، وهذا أمرٌ عليك أن تعلمه جيدًا؛ فهم أساس «التسويق بالإذن»؛ لأنهم جماهيرك الذين على بُعد ضغطة زر منك (أي، يمكنك أنت بدء التواصل معهم).
(٣-١) ما يريده المنتسِبون
-
العملاء.
-
المستهلكون.
-
المتبرعون.
-
الموظفون.
-
المشجِّعون.
-
المتابعون.
-
الشركاء.
-
المشتركون.
***
«المنتسِبون» هم أكثر الجماهير التي يمكنك بناؤها لشركتك من حيث القيمة.
***
- (١)
يمنحونك الإذن «لإرسال رسائل مباشرة» إليهم.
- (٢)
يقدِّمون لك «وسيلة تواصل» لتخاطبهم على نحو فردي.
- (٣)
تفاعلهم مع علامتك التِّجارية يوفر لك «بيانات شخصية» عن كل «منتسِب»؛ وهي البيانات التي يمكنك استخدامها في تخصيص الرسائل وفقًا لاحتياجاتهم وخدمتهم في مراكز البيع على نحو أفضل.
العملاء هم العنصر الأهم من جماهير «المنتسِبين»؛ فهم يدفعون الفواتير ويحيلون الآخرين إليك عندما يكونون راضين (ومن ثمَّ، يصبحون «مُرَوِّجين»). أما «الموظفون» و«الشركاء»، على الجانب الآخر، فهم أشخاص مختلفون قليلًا.
على غرار «الْمُرَوِّجِين»، فإنَّ «الموظفين» و«الشركاء» هم جمهور له جماهير (من الأصدقاء والأسرة والعملاء، وما إلى ذلك). ولكن الفرق أن «الموظفين» و«الشركاء» يعملون معك بمحض إرادتهم؛ ومن ثمَّ فإنهم يمنحونك الإذن بإرسال رسالة إليهم في سياق العمل التِّجاري العادي. ومع ذلك، إذا انتهت علاقتهم التِّجارية بك، فربما تنتهي أيضًا رغبتهم في أن يكونوا جزءًا من جماهيرك الخاصة.
(٣-٢) الحصول على إذن من المنتسِبين
لاحِظ أن الشرط الأساسي للحصول على أي جمهور من «المنتسِبين» هو الحصول أولًا على إذن لإرسال الرسالة. وقد يأتي هذا الإذن في صورة عملية الاشتراك أو الضغط على زر «إعجاب» أو «متابعة». وفي الظروف والقنوات المحدودة — مثلما هي الحال مع بعض رسائل البريد الإلكتروني الخاصة ﺑ «العملاء» و«الموظفين» و«الشركاء» — ربما يكون الإذن «ضمنيًّا» على أساس «العلاقة التِّجارية الموجودة مسبقًا.» (تأكَّد من مراجعة القوانين والأعراف السائدة في بلدك لتحديد ما يمثل إذنًا لإرسال رسالة.)
عندما كتب سيث هذا، لم يكن فيسبوك وتويتر موجودَيْنِ، وكان البريد الإلكتروني هو القناة الرئيسية للتسويق بالإذن. أما في الوقت الراهن، فيمكنك بناء «مشتركين»، و«معجبين»، و«متابعين» من خلال قنوات عديدة. وهؤلاء «المنتسِبون» الذي يبعدون عنك مقدار ضغطة زر فقط يوفرون لك قدرًا أكبر من التحكم في محتوى الرسالة وتصميمها وتوقيتها وتواترها؛ وهو التحكم الذي تفتقده مع «الباحثين» و«الْمُرَوِّجِين». وعلى الرغم من أن القنوات المختلفة التي تستخدمها في التواصل مع «المشتركين» و«المعجبين» و«المتابعين» قد تقيِّدك على المستوى الإبداعي (تخيَّل الفرق بين رسالة البريد الإلكتروني التي تتضمن كثيرًا من التفاصيل البصرية والتغريدة المقصورة على ١٤٠ حرفًا)، فإن هذه القيود لا تستثني أحدًا؛ إذ تنطبق على كل الشركات التي ترسل رسائل إلى «المنتسبين».
يرجع تميُّز «المشتركين» و«المعجبين» و«المتابعين» وتفرُّدهم أيضًا إلى أنك «تُخَصِّص» محتواك ومنتجاتك وخدماتك وفق احتياجاتهم؛ بفضل «وسائل التواصل» التي تخاطبهم من خلالها على نحو فردي (البريد الإلكتروني، حساب فيسبوك، حساب تويتر، وما إلى ذلك). يوفر كل عنوان فردي الأساس الذي يمكِّنك من إضافة بيانات إلى حساب كل «منتسِب»، وذلك باستخدام المعلومات التي يقدمونها أو التي تجمَعها. ويمكن أن تشمل هذه المعلوماتُ المعلوماتِ الديموجرافية، وتدفق النقرات، وعمليات البحث، والترويج، وبيانات الشراء، وهي تدعم إدارة علاقات العملاء وأتمتة التسويق وجهود إعادة التسويق المفيدة للغاية.
يتمثل الهدف الأسمى بالطبع في بناء علاقاتٍ من النوعية التي يقدِّر فيها «المنتسِبون» كل رسالة من علامتك التِّجارية. وهذا لا يزيد فقط من الاستجابة للرسالة، ولكن يمنحك أيضًا الفرصة لتحويل «المنتسِبين» إلى «مُرَوِّجين» بطرق تجذب «باحثين» جُددًا. باختصار، «المنتسِبون» يعززون جهود «تنمية جمهورك الخاص».
***
إذا لم تكن رسائلك مفيدة على المستوى الشخصي، ومرسَلَة في الوقت المناسب، وذات مغزًى «للمنتسبين» لديك، فإنك ستفقدهم.
***
(٣-٣) الشروط الأربعة لجذب المنتسبين
- (١)
توجيه الرسالة المناسبة.
- (٢)
إلى الشخص المناسب.
- (٣)
في الوقت المناسب.
- (٤)
من خلال القناة المناسبة.
في الواقع، يمكن تلخيص الشروط الأربعة في توصية واحدة إلى كل مسوِّق مهتم ﺑ «تنمية جمهور خاص»، وهي: «كُنْ مباشرًا.» عليك دائمًا أن تعمل على تلبية توقعات «المنتسِبين» أو تجاوزها؛ لأن رسائلك إذا لم تكن مفيدة لهم على نحو شخصي، ومرسَلَة في الوقت المناسب، وذات مغزًى لهم، فسوف يفتر اهتمامهم، وسوف تخسرهم.
أما الآن، وقد فهمنا أهمية الإذن وهذه الشروط الأربعة، فقد حان الوقت للتعمق أكثر في جماهير «المنتسِبين» الخاصة الرئيسية: «المشتركين» و«المعجبين» و«المتابعين». وفي النهاية، هم يمثلون بعضًا من أصول التسويق الأهم التي يمكنك بناؤها لشركتك في الوقت الحالي.