ما وراء دون درابر: وسائل الإعلام المدفوعة والمملوكة والمكتسبة
أساليب وسائل الإعلام المباشرة | أساليب وسائل الإعلام الجماهيرية |
---|---|
الأحداث | الإعلانات الخارجية |
البريد المباشر | اللافتات |
المنشورات التسويقية | الدعاية المطبوعة |
التسويق عبر الهاتف | الإذاعة |
التليفزيون |
نظرًا لما كانت تتسم به هذه القنوات من «استقرار»، فقد سمحت لإبداع دون أن يتجلَّى دون عوائق ناتجة عن تقلبات التكنولوجيا. بالتأكيد، تحوَّل التليفزيون من الأبيض والأسود إلى الألوان، وحلَّت إذاعات إف إم محل إذاعات إيه إم، وبدأت طباعة الصُّحف بالألوان، ولكن هذه التحوُّلات لم تسفر عن تغييراتٍ شاملة في آليات الدعاية أو طريقة تفاعل المستهلكين مع كل وسيلة من وسائل الإعلام. وهذا جعل حياة دون درابر المهنية سهلة للغاية.
إذا كنت بصدد عَدِّ ما عرضناه توًّا، فإن هذه أكثر من خمسين طريقة تستطيع الشركات من خلالها في الوقت الحالي التواصل مع جماهير المستهلكين؛ مقارنةً بتسع طرق فقط منذ عقودٍ قليلة. وبالكاد كان لدينا الوقتُ لنستوعب الكثير من هذه الأساليب كمستهلكين، ناهيك عنا نحن المسوِّقين. في الواقع، تغيَّر مشهد وسائل الإعلام جذريًّا، وهذا هو السبب في أن التوجيه الأول من توجيهات «حتمية الجمهور» حيوي للغاية.
لا تستخدِمْ وسائل الإعلام المدفوعة والمملوكة والمكتسَبَة للبيع على المدى القصير وحسب، ولكن أيضًا لزيادة حجم جمهورك الخاص وزيادة ارتباطه بك وقيمته على المدى الطويل.
أساليب وسائل الإعلام المباشرة | أساليب وسائل الإعلام الجماهيرية |
---|---|
الأحداث | اللافتات |
البريد المباشر | الإعلانات الخارجية |
المنشورات التسويقية | الدعاية المطبوعة |
التسويق عبر الهاتف | الإذاعة |
الفاكس المباشر | التليفزيون |
البريد الإلكتروني | إعلانات التسويق عبر التليفزيون |
خدمة الرسائل الفورية | الألعاب الإلكترونية |
خدمة الرسائل النصية القصيرة | خدمة المحادثة عبر الإنترنت |
خدمة رسائل الوسائط المتعددة | المواقع الإلكترونية |
الرسائل الصوتية الآلية | غرف الدردشة |
تنسيق آر إس إس | نتائج البحث الأصلية |
التراسل المباشر عبر الشبكات الاجتماعية | الإعلانات على الإنترنت |
الإشعارات المباشرة (عبر تطبيقات الأجهزة المحمولة) | نتائج البحث المدفوعة |
تطبيقات التراسل المجاني عبر الإنترنت* (مثل سناب شات) | الصفحات المقصودة |
المواقع الإلكترونية المصغرة | |
المنتديات عبر الإنترنت | |
التسويق بالعمولة | |
مقاطع الفيديو عبر الإنترنت | |
المدونات | |
المدونات الصوتية | |
الإعلانات السياقية | |
الإعلان داخل الألعاب | |
مواقع الويكي | |
الشبكات الاجتماعية | |
الإنترنت عبر الأجهزة المحمولة | |
الإعلانات الخارجية الرقمية | |
الدعاية وفق سلوكيات التصفح | |
الدعاية الاجتماعية | |
عوالم افتراضية | |
عناصر واجهة المستخدم | |
تويتر | |
تطبيقات الأجهزة المحمولة | |
التطبيقات القائمة على الموقع | |
سلايد شير | |
إنستجرام | |
بينترست | |
فاين |
إنَّ وسائل الإعلام المدفوعة والمملوكة والمكتسَبَة تُعَدُّ فعليًّا موضوعًا واسعًا يَصلُح لأن تتناوله كُتب بأكملها في الوقت الحالي. وما يهمنا فيما يتصل بأغراض هذا الكتاب هو كيف يمكن للأشكال المختلفة من وسائل الإعلام أن تساعد في جهود «تنمية الجمهور الخاص». في عصر دون، كان يكفي لوسائل الإعلام أن تبيع وحسب، ولكن في عصر «التسويق الهجين»، لم يعد الأمر كذلك.
(١) وسائل الإعلام المدفوعة
سبق أن ناقشنا وسائل الإعلام المدفوعة (المعروفة أيضًا باسم «الإعلانات») مُطوَّلًا، وأشرنا إلى أنها بمنزلة الوقود الحفري للتسويق ولا تزال واحدة من أكثر الطرق الفعَّالة التي يمكن أن تحقق مبيعات. والسؤال الأكبر هو: هل شركتك تطلب ما فيه الكفاية — وتتلقى ما يكفي في المقابل — من دعايتها أم لا؟
القُرعة قبل المباراة بإلقاء العملة.
إنَّ قرعة إلقاء العملة في مباراة السوبر بول هي قُرعة إلقاء العملة الأكثر مشاهدةً في العالم، ومع ذلك، فقليلٌ من المشاهدين هم مَنْ يهتمون بها باستثناء الْمُراهنين الداعمين العَرضيين في فيجاس. ولكن عام ٢٠١٢، ومرةً أخرى عام ٢٠١٣، راهنت سلسلة بابا جونز رهاناتٍ كبيرة جدًّا على النتيجة.
في التليفزيون وغيره من الإعلانات التي سبقت مباراة السوبر بول، شجَّعت بابا جونز «المشاهدين» على التنبؤ بما إذا كانت العُملة سوف تستقر على الصورة أم على الكتابة. وبمجرد أن يسجِّل «المشاهدون» في برنامج «جوائز بابا» من خلال تقديم عنوان البريد الإلكتروني الخاص بهم (ليصبحوا بذلك «مشتركين») يستطيعون الإدلاء بأصواتهم. وعندما استقرت العملة على وجه «الصورة» في مباراة السوبر بول السابعة والأربعين، تلقى كل متنبئ مصيب رمزًا عبر البريد الإلكتروني للحصول على بيتزا كبيرة بمكوِّن واحد مجانًا. وحصل «المستهلكون» على عدد لا يُحصى من البيتزا المجانية. وفي الوقت نفسه، بنت بابا جونز قاعدة بيانات خاصة من «المشتركين» على خلفية دعايتها، وهو أمرٌ لم يفعله أيٌّ من منافسيها.
إذا كنتُ منافسًا لسلسلة بابا جونز، فإنني كنتُ سأسألَ فريقي التسويقي: «لماذا لم نفعل ذلك؟» أو «لماذا لا نفعل ذلك الآن؟!»
تمرين ٤: شاهِد التليفزيون لبعض الوقت
شاهِدْ ساعة من البرامج التليفزيونية المليئة بالإعلانات دون انقطاع. دوِّن كل حَثٍّ على الشراء، سواءٌ ظهر في الفواصل الإعلانية أو في البرنامج نفسه (مثل علامات الوَسْم (الهاشتاج)، أو عناوين تويتر، أو ترويجة (برومو) البرنامج). كَمْ وجدت؟ ما النسبة المئوية التي بنت أو أشركت «الباحثين» أو «المُرَوِّجين» أو «المنتسِبين»؟ هل اعتنقت أيٌّ من العلامات التِّجارية قوة التسويق الهجين؟
والآن، عُدْ مرةً أخرى إلى جدول مواعيدك المنتظمة الخاصة بكتابك …
ربما تهزُّ رأسك الآن وتقول: «لكنني لا أمتلك ميزانية دعاية تكفي للسوبر بول.» لا بأسَ في هذا. ثمة عددٌ لا يُحصى من العلامات التِّجارية تشاركك الموقف نفسه. ولكن، كونك تمتلك ميزانية تسويقٍ محدودة لا يقلِّل من قوة قرار استخدام وسائل الإعلام المدفوعة الخاصة بك من أجل تنمية جماهير خاصة، لو لم يزده قوةً. ويتمثل مفتاح النجاح في التأكُّد من أنك وضعت أهدافًا للمبيعات و«تنمية جماهير خاصة» في «بداية» تخطيطك الإبداعي، وإلا، فإن إضافة تنمية الجمهور ستكون فكرة متأخرة. وعلى الرغم من أن هذا الأمر قد يساعد، فإنه لن ينتج أبدًا النتائج نفسها التي تنتج عندما تجعل «تنمية الجماهير الخاصة» هدفًا أساسيًّا بجانب المبيعات.
توقَّفْ من فضلك عن الدعاية المجانية لفيسبوك وتويتر
كان أحدُ الأسباب الأخرى لاستيائي أثناء مشاهدة السوبر بول السابعة والأربعين (عدا انتصار فريق بالتيمور ريفنز) أنها تعرض ممارسات دعاية «يجب أن تتوقف الآن»: الدعاية المجانية لفيسبوك وتويتر.
انتهى عددٌ لا بأس به من الإعلانات التِّجارية في السوبر بول بقائمة أظهرت بوضوح رَمْزَيْ فيسبوك وتويتر دون أي تفسير على الإطلاق. لماذا تضع العلاماتُ التِّجارية هذه الرموز في إعلاناتها التِّجارية؟! ليس الأمر كما لو أن «المشاهدين» يستطيعون النقر عليها، ولا تنطوي على أي حَثٍّ ذي مغزًى على الشراء. إنها مجرد شعارات لعلاماتٍ تجارية، وسواءٌ كانت في إعلاناتك التليفزيونية، أو على نافذة متجرك أو موقعك الإلكتروني، فإنها غالبًا لا تقدم أكثر من إعلاناتٍ تجارية مجانية لفيسبوك وتويتر.
إذا كنت تريد حقًّا أن تسهم دعايتك في بناء «المعجبين» و«المتابعين»، فعليك أن تتخلَّص من الرموز لصالح حَثٍّ هادف على الشراء يخبر «المشاهدين» بالسبب الذي يُوجِب عليهم التفاعل معك على فيسبوك وتويتر. امنحهم أسبابًا حقيقية للتعامل مع علامتك التِّجارية. ولا ينبغي أبدًا أن تُزَيِّن شعارات الشركات الأخرى واجهة إعلاناتك المدفوعة.
إذا كان هذا مطلبًا كبيرًا من وجهة نظرك، يُرجى إذًا البدءُ في مطالبة فيسبوك وتويتر وإنستجرام وبينترست وما إلى ذلك بالدفع مقابل كل مرات الظهور المجانية التي تمنحها لعلاماتهم التِّجارية؛ فهي في نهاية الأمر وسائل الإعلام المدفوعة الخاصة بك.
مهما كانت الميزانية التي تخصِّصها لوسائل الإعلام المدفوعة كبيرة، يمكنك توظيفهما فيما هو أكثر من مجرد البيع. يمكنك أيضًا استغلالها في بناء جماهير خاصة تضعك على الطريق نحو خيارات تسويق مباشر أكثر فعالية من حيث التكلفة في المستقبل.
وسائل الإعلام المدفوعة ليست السلاح الوحيد الذي تمتلكه؛ فربما لديك أيضًا موقع إلكتروني ومدونة وصفحة على فيسبوك وحساب على تويتر وأصول رقمية أخرى تنتظر فحسب أن تجذب اهتمام العملاء المُحتمَلين. ونطلق على هذه الأصول «وسائل الإعلام المملوكة»، وهي تقود ثورة التسويق عبر المحتوى.
(٢) وسائل الإعلام المملوكة
-
المنشورات التسويقية.
-
البريد المباشر.
-
العروض الدورية داخل المتاجر.
-
تغليف المنتج.
-
اللافتات (أسطول المركبات، أو داخل المتاجر، أو ما إلى ذلك).
-
المدونات.
-
رسائل البريد الإلكتروني.
-
محتوى فيسبوك.
-
محتوى إنستجرام.
-
محتوى لينكد إن.
-
تطبيقات الأجهزة المحمولة.
-
محتوى بينترست.
-
المدونات الصوتية.
-
الرسائل النصية القصيرة.
-
محتوى تويتر.
-
مقاطع الفيديو.
-
الموقع الإلكتروني.
-
المنشورات الدعائية.
-
قناة يوتيوب.
يتمثل إغراءُ وسائل الإعلام المملوكة الأساسي في «السيطرة»؛ إذ إنه نظرًا لعدم وجود شبكة أو وسيط مع وسائل الإعلام المملوكة، فإنك تستطيع فعل ما تريده تمامًا بها. وبخلاف تكاليف الإنتاج والصيانة، فإنك لا تكون مضطرًّا لدفع أي تكاليف لأطرافٍ ثالثة لتوزيعها. وكلُّ ما تفعله أنك تضع لافتة في متجرك فيستطيع العملاءُ رؤيتها. وتنشر تسجيلًا صوتيًّا فيكون متاحًا للعالَم للاستماع إليه. وتطلق موقعًا إلكترونيًّا، فيستطيع شخصٌ ما على الجانب الآخر من العالَم زيارته لمعرفة المزيد عن منتجاتك وخدماتك.
بطبيعة الحال، مجرد صنع وسائل إعلام مملوكة لا يضمن وجود جمهور لها. ألقِ نظرة على قائمة وسائل الإعلام المملوكة مرةً أخرى. يشمل العمود الأيمن محتوًى يأتي مع جمهور مُدمَج اعتمادًا على الأصول المادية للشركة (المتاجر والسيارات وما إلى ذلك). ومع هذا، ما زلت بحاجة إلى شراء أو بناء قاعدة بيانات بريد مباشر من أجل منشوراتك التسويقية ونظام توزيع لمنشوراتك الدورية ومنتجاتك ولافتاتك من أجل الوصول إلى «المتسوقين» في المتجر.
***
إنَّ مجرد خلق وسائل إعلام مملوكة لا يضمن وجود جمهور لها.
***
وفي المقابل، يتضمَّن العمود الأيسر وسائل الإعلام المملوكة التي تظهر أولًا أمام «الباحثين» عبر محركات البحث أو غيرها من أدوات الاكتشاف على الإنترنت. ومن ثمَّ، فإن فرصة وسائل الإعلام المملوكة الأولى هي مساعدتك على تنمية جماهير خاصة من «الباحثين»: الأشخاص الذين يبحثون عن أنواع المنتجات أو الخدمات أو المعلومات أو الترفيه التي تقدمها. وهذا هو السبب في أن مسئولي تحسين محركات البحث ومسئولي تسويق المحتوى متشابهون للغاية؛ فهم يتأكَّدون من فهرسة محتواك عن طريق محركات البحث، وأن مستخدمي الأجهزة المحمولة يجدونه، ويتصفحه الزوار بسهولة.
يجب أن تقدم وسائل الإعلام المملوكة الخاضعة لعملية تحسين محركات البحث تدفقًا متواصلًا من «الباحثين». ومع ذلك، فهؤلاء هم الأشخاص الذين يأتون ويذهبون كما يشاءون. ولتحقيق مزيد من القيمة من وسائل الإعلام المملوكة، فإنك بحاجة إلى اغتنام كل فرصة لتحويل كل «باحث» إلى «منتسِب». وبقيامك بهذا، يمكنك تحويل الزوار العابرين إلى جماهير خاصة من «المشتركين» و«المعجبين» و«المتابعين» عند الطلب؛ الجماهير التي يمكنك الوصول إليها في المستقبل بضغطة زِرٍّ.
-
نموذج اشتراك في البريد الإلكتروني على موقع الويب الخاص بك أو في نقاط البيع.
-
أزرار المشاركة على فيسبوك وتويتر وغيرهما من وسائل التواصل الاجتماعي على موقع الويب الخاص بك.
-
الترويج لتطبيقات الأجهزة المحمولة الخاصة بك عن طريق موقع الويب الخاص بك أو وسائل التواصل الاجتماعي.
-
عناصر واجهة المستخدم بوسائل التواصل الاجتماعي التي تُعرِّض جمهور «الباحثين» إلى المحتوى الاجتماعي.
-
نموذج جمع بيانات استهلالي على ورقة بيضاء أو موارد أخرى قابلة للتحميل.
-
الرسائل النصية القصيرة للحث على الشراء في المناسبات أو داخل المتجر.
يجب أن يبدو هذا الكلام مألوفًا؛ لأنه كذلك بالفعل. يتشابه مبرِّر تسويق المحتوى تمامًا مع مبرِّر «تنمية الجماهير الخاصة»، وهو امتلاك الانتباه بدلًا من استئجاره. وكلُّ ما في الأمر أن تسويق المحتوى يُركِّز على تطوير وسائل الإعلام المملوكة، في حين ينصب تركيزنا على بناء جمهور خاص لاستهلاك وسائل الإعلام المملوكة الخاصة بك والترويج لها.
في واقع الأمر، إنَّ تسويق المحتوى و«تنمية الجماهير الخاصة» وجهان لعملة واحدة؛ يقدِّم أحدهما «محتوًى للاستهلاك»، ويقدِّم الآخر «الجمهور الذي يستهلك». وهما حلقة التسويق الحديثة التي لا تنتهي؛ مهمتان متصلتان ومستمرتان للأبد. وتواصلان ببساطة تغذية إحداهما الأخرى من أجل خدمة هدف الشركة؛ فمزيدٌ من المحتوى يعني مزيدًا من الجماهير.
***
تسويق المحتوى و«تنمية الجماهير الخاصة» وجهان لعملة واحدة؛ يقدِّم أحدهما محتوًى للاستهلاك، ويقدِّم الآخر الجمهور الذي يستهلك.
***
حقيقة أفضلية اللَّعب على أرضك
إنَّ ميزة اللَّعب على أرضك حقيقية في الرياضة وكذلك في مجال الأعمال التِّجارية؛ فلا يقتصر الغرض من متجرك أو مطعمك أو مكتبك — أو أيًّا كان الحيز المادي الذي تملكه — فقط على إيواء عملك، بل يجب أيضًا أن يعمل «لصالحه» ويخدم أغراضه. وهذا يعني في الوقت الحالي تحسين اللافتات في المتجر على النحو الأمثل من أجل بناء جماهيرك الخاصة. ويعني أيضًا تدريب موظفيك على تعريف العملاء بالطرق التي لا تعد ولا تحصى التي تُمكِّنُهم من البقاء على دراية بالتخفيضات القادمة والعروض الخاصة أو الفرص الفريدة من نوعها «للمعجبين». ويعني كذلك القيام بكل ما يناسب علامتك التِّجارية من أجل تحويل كل مَنْ تطأ قدماه متجرك إلى «مشترك» و«معجب» و«متابع» قبل خروجه من المتجر. وهذه هي طريقة التغلب على المنافسين.
اذهب للتعرف على الأشخاص الذين يصمِّمون موقعك الإلكتروني، ويطوِّرون لافتاتك، ويديرون وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بك، ويراسلون جمهورك إذا كنت لا تعرفهم بالفعل؛ فكلٌّ منهم سيلعب دورًا حاسمًا في ضمان أن تساعد وسائل الإعلام المملوكة لديك في بناء جماهيرك الخاصة، بينما تُحفِّز جماهيرك الخاصة نسبة استخدام الشبكة الخاصة بوسائل الإعلام المملوكة لك.
(٣) وسائل الإعلام المُكتسَبة
النوعُ الآخر من وسائل الإعلام التي تساعد في جهود «تنمية جماهيرك الخاصة» هو وسائل الإعلام المُكتسَبة. ولكن إليك المفاجئة: وسائل الإعلام المُكتسَبة ليست في الحقيقة وسائل إعلام على الإطلاق؛ ففي حين تمثل وسائل الإعلام المدفوعة وسائل إعلام مستأجَرة بفعالية، وتتكوَّن وسائل الإعلام المملوكة من أصول التسويق لديك، نجد أن وسائل الإعلام المُكتسَبة هي «عملية» يُنتِج فيها أحد أفراد الجمهور محتوًى يفيد علامتك التِّجارية ويوزِّعه. ولكي نفهم هذا على نحو أفضل، حَريٌّ بنا العودة إلى الكلية.
(٣-١) طريقة صناعة وسائل الإعلام المُكتسَبة
أستطيعُ أن أرى عددًا ليس بالقليل منكم تعلوه نظرات إقرار عابرة. ولكن قبل أن تؤذي نفسك في محاولة لتذكر التفاصيل، اسمح لي بتنشيط ذاكرتك. وُضِعَ نموذج شانون ويفر في البداية لتوضيح التفاصيل التقنية للاتصالات الإلكترونية للمهندسين، إلا أنه تطوَّر بمرور الوقت ليصبح أيضًا واحدًا من النظريات الأكثر انتشارًا لوصف الاتصالات التسويقية.
في نموذج شانون ويفر، ينقل «المرسِل» «رسالةً» من خلال «وسيلة اتصال» (أي قناة) للوصول إلى الجمهور. ويمكن للتشويش (سواءٌ كان تقنيًّا أو بيئيًّا أو أي تداخل آخر) أن يؤثر سَلبًا على الرسالة. وعند استلام الرسالة، يستطيع الجمهور تقديم «تغذية راجعة» إلى المرسِل بخصوص الرسالة.
يتضمَّن نموذج شانون ويفر عملية خَطِّيَّة هادئة تقوم على مرسِل ورسالة ووسيلة اتصال وجمهور واحد. وبالطبع، هذا يختلف تمام الاختلاف عن العالَم الذي نعيش فيه اليوم؛ فجمهورنا لديه جماهير؛ هو نفسه. وبوصفهم «مُرَوِّجين»، فإنهم يُصوغون رسالتنا ويشكِّلونها ويضيفون إليها أثناء تمريرهم إياها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا مصطلحٌ نستخدمه كثيرًا حتى إن الأمرَ يستحق توضيح ماهية «وسائل التواصل الاجتماعي» في الواقع.
بالطبع، ثمة رغبة عارمة في تقمُّص شخصية تشارلتون هيستون والصياح قائلًا: «وسائل التواصل الاجتماعي هي الناس!» (تقديرًا لعبارة هيستون الشهيرة في فيلم «المشروب الأخضر» (سويلانت جرين)، عندما يكتشف أن الحصص الغذائية البائسة التي تقدَّم مصنوعة فعليًّا من بقايا البشر.) ومع ذلك، وسائل التواصل الاجتماعي ليست هي الناس، بل هو مصطلحٌ جامِع «للقنوات» التي يستخدمها الناسُ لتمرير رسائلهم. وتشمل هذه القنواتُ القنواتِ المعتادة مثل فيسبوك وتويتر، وجوجل بلَس ولينكد إن وإنستجرام وبينترست، وتشمل أيضًا القنوات التي نميل إلى نسيان أنها اجتماعية مثل البريد الإلكتروني والهاتف والتسويق الشفوي. ونحن نجمع كلَّ هذه القنوات تحت مُسمَّى «وسائل التواصل الاجتماعي» لأنها تُيَسِّر اتصالًا ذا اتجاهين بين أناسٍ حقيقيين. (نحن المسوقين (بما في ذلك الشركة الحالية) نشير باستمرار إلى الناس كمستهلكين. ومن الأفضل لنا أن نعود إلى الوراء بين الحين والآخر ونفكر في أمهاتنا أو آبائنا أو أصدقائنا أو شركاء حياتنا أو أي شخص آخر حقيقي؛ فهذا يساعدنا في التركيز على احتياجاتهم بدلًا من مجرد التركيز على احتياجاتنا نحن، وهو المنظور الذي ثبتت قيمته الكبيرة للغاية في وسائل التواصل الاجتماعي.)
-
الدعاة.
-
المحلِّلون.
-
المعلِّقون.
-
المبدعون.
-
المؤثرون.
-
المراسِلون.
-
المراجِعون.
-
المشاركون.
إنَّ مجرد استخدامك لوسائل الإعلام المكتسبة المُنتَجَة لا يعني أنك قد بنيتَ جماهير خاصة دائمة لشركتك.
يُعتبر «المُرَوِّجون» الذين ينتجون وسائل إعلامك المكتسبة هم أكثر أعضاء جماهيرك الخاصة جيئةً وذهابًا. فيمكنهم الإعجاب أو المشاركة أو التغريد، ثم الرحيل دون ترك أثر. وربما لا يقيِّد هذا من تأثير وسائل إعلامك المكتسبة في هذه اللحظة، لكنه يتطلب منك أن تدفع من أجل بناء أو تبني جمهور من البداية في المرة القادمة التي تحتاج فيها إلى جمهور.
لهذا السبب، وكما هي الحال مع وسائل الإعلام المدفوعة والمملوكة، لا بد أن تُشَجِّع «الْمُرَوِّجِين» على أن يصبحوا أيضًا «مشتركين» و«معجبين» و«متابعين». وهذا يمكِّنك من مراسلتهم مباشرةً كلما أردت، ويَحْتَمِلُ أن ينشِّط أجزاء وسائل الإعلام المكتسبة. وإذا لم تتمكَّن من تحويل بعضٍ من أعضاء جمهور «الْمُرَوِّجِين» العابرين إلى «مشتركين» و/أو «معجبين» و/أو «متابعين»، فإن الأمرَ يُترجَم إلى خسائر مالية.
(٤) وسائل الإعلام المتلاقية
-
«إعلانات فيسبوك المُموَّلة»: التي تسمح للمُعْلِنين بالدفع مقابل ترويج مشاركات المستهلك بطرق تزيد من مشاهدتها والوصول إليها والتفاعل معها وحجم جمهور «المعجبين» (عن طريق عمليات «الإعجاب»).14
-
«جماهير فيسبوك المُخصَّصة»: التي تسمح للمُعْلِنين بربط عناوين البريد الإلكتروني «للمشتركين» أو أرقام هواتف «العملاء» ﺑ «معجبيهم» على فيسبوك الحاليين من أجل تسهيل الدعاية شديدة التوجيه داخل منصة فيسبوك.15
-
«حسابات تويتر المُرَوَّج لها، والمواضيع المتداولة المُروَّج لها، والتغريدات المُروَّج لها»: التي تسمح للعلامات التِّجارية بدفع المال مقابل زيادة عدد «المتابعين»، وزيادة ظهورها مع مواضيع متداولة ذات صلة، وترويج أفضل القصص عن منتجاتها وخدماتها.16
النتيجة الحتمية الواضحة لتلاقي وسائل الإعلام هي تنمية جماهير خاصة. ومهمتنا هي التأكُّد من أن ذلك ليس مجرد فكرة تالية بل هي هدف رئيسي. إذا كنت لا تستخدم وسائل إعلامك المدفوعة والمملوكة والمكتسبة لزيادة حجم جماهيرك الخاصة ومشاركتهم وقيمتهم، فإن أداءك التسويقي ربما لا يكون في أفضل حالاته.