الطب والأطباء والصيدلة
وأما الطب، فهو من العلوم التي يقوم عليها المشارقة أكثر من غيرهم ويُوفَّقون فيها، ومن الأطباء الشرقيين من يقيمون الآن في أوروبا ويشتهرون بالنبوغ بين أهلها، وقد كانت الدولة العثمانية من الدول الراقية في علم الطب حتى كان يقال إنها في الدرجة الخامسة بالنسبة إلى الدول الأخرى، وقد نبغ فيها عدد كبير من الأطباء الجراحين يُعَدون في الطبقات العليا بالنسبة إلى أطباء أوروبا وجراحيها أنفسهم؛ منهم أتراك ومنهم عرب ومنهم أروام ومنهم أرمن. ولا نقدر أن نقول أن سوريا متأخرة في حلبة الطب هذه عن غيرها، بل إني أتذكر أنه لما نشبت الحرب العامة، واحتاجت الدولة إلى أطباء لجيشها ساقت إلى الجيش ٢٠٠ طبيب ذي شهادة من جبل لبنان وحده وبقي عدد كبير منهم في البلاد. واليوم قد ازداد هذا العدد على ما كان من قبل، وبلغني أن في دمشق وحدها اليوم ١٥٠ طبيبًا، وأنا نرى خريجي مدارس الطب من السوريين يتعاطون صنعتهم هذه في مصر والعراق والسودان والحجاز وغيرها. وما يُقال في الطب يُقال في الصيدلة التي لها ممثلون كثيرون من أبناء سوريا، وكذلك بدأ كثير من الشبان يدرسون في أوروبا علم الجراثيم «البكتريولوجيا».