كتاب من حضرة صاحب السُّمُوِّ الأمير إلى صاحب الدولة رئيس لجنة الدستور العموميَّة
حضرة صاحب الدولة حسين رشدي باشا
إنَّ لجنة الدستور التي ترأسونها دولتكم، يجب أن يكون عملها مطابقًا لرغبات الأُمَّة. ومسألة السودان من أمهات المسائل الشاغلة للرأي العام المصري. وكان الواجب على الوزارة الحاضرة أن تحصل على الاعتراف ببطلان اتفاقية السودان سنة ١٨٩٩م، وتجعل حل هذه المسألة من الشروط الأساسيَّة التي لا يمكن تشكيل الوزارة قبل البتِّ فيها، ولكن إذا كان هذا قد فات الوزارة مع مزيد الأسف، فلا يصحُّ أنْ يفوت دولتكم وحضرات إخوانكم أعضاء لجنة الدستور.
لذلك جئت بخطابي هذا مذكِّرًا دولتكم بوجوب اعتبار السودان ضمن حدود البلاد، كما كان قبل الاحتلال، ووجوب تشكيل مجلس نُوَّابنا من المصريين والسودانيين على حد سواء؛ حتى يجلس نُوَّاب إخواننا سكان السودان المصري مع زملائهم سكان الوجهين البحري والقبلي، ويعمل الجميع للمصلحة المشتركة التي لا انفصام لها أبدًا.
واقبلوا فائق احترامي.