الأميرة والراعي
أمَرَت الأميرةُ؛ فأعلن المنادي في الميادين والأسواق: أنَّها ستُوافق على الزواج من الشابِّ الذي يقتل الذئب؛ قتَلَ الذئبُ جدَّتها. حاول قتْلَ الأميرة، لولا أنْ فضَحَه صوتُه، وهو يتخفَّى في زيِّ الجدَّة. كان الراعي يحبُّ طلَّة الأميرة في شُرفة قصرها، وحين ترامى إليه طلَبُ الأميرة؛ سأل نفسه: هل لا بد أن أقتُل الذئبَ؛ لأفوز بقلب الأميرة؟!
لم يعُد الذئبُ يغادر السهلَ إلى المدينة منذ منَحَه الراعي الأمان. أظهَرَ ندَمَه على أفعاله الشريرة، ورجاه أن يجعله حارسًا على غنمه؛ فلا يأكل إلا ما يُعطيه له، ولا يتسلَّل إلى المدينة.
قال الراعي للذئب: وعَدَت الأميرةُ مَن يقتُلك بالزواج منها.
قال الذئب: سيظلُّ لحْمُ الأميرةِ الشهيُّ من نصيبي.
قال الراعي: لكنَّك وَعَدتَني بأن تظلَّ حارسًا للغنم!
قال الذئب: ما تقدِّمه لي من طعامٍ هو لبطني؛ لكنَّ الأميرة حُلم حياتي.
تقلَّصتْ يدُ الراعي على العصا الغليظة. رفَعَ العصا، وهوى بها على رأس الذئب. أثاره العِواء وتناثُر الدم. رفَعَ العصا ثانيةً وهوى بها. ظلَّ يضرب ويضرب؛ حتى تخاذلتْ يده. ألقى بالعصا فوق جثَّة الذئب، ورنا إلى قصر الأميرة في موضعه أعلى الجبل.