الأذان
مضوا — بالصمت السادر — إلى مدخل المدينة. الشوارع خاليةٌ تمامًا. نوافذ البيوت مفتوحة، وإن خلتْ من المُطلِّين وما يَشِي بوجودِ حياة.
سبَقَ الضابط جنوده، وأشار إليهم ليتبعوه.
قبل أن ينطلقوا في الشارع المُفضي إلى قلب المدينة؛ ترامى الأذان من المسجد القريب. تبِعَه توالي الأذان في أماكنَ قريبةٍ وبعيدة. انسَجَم الأذان في تنافُر الأصوات واختلاطها. سَرَت الحياة في الصمت السادر.
تطلَّع الضابط — بعينَين متلفِّتتَين — إلى الأسطح والنوافذ المفتوحة والأبواب والمُدى.
أشار إلى جنوده بالتوقُّف.
سبَقَهم إلى خارج المدينة.
(منقولة — بتصرُّف — من كتاب «جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار».)