المترو
اجتذبتْني وقفةُ الشابِّ على الإفريز الحجري بين جانب المترو والرصيف. في حوالي العشرين. وجهه مجدور، ونظراته متلفِّتة، يرتدي بنطلونًا من الجينز، وقميصًا أسودَ بنصف كُم، وحذاء كوتشي. المسافة الضيِّقة بين الرصيف ومبنى محطة المعلِّمين تخلو من الواقفين، والمصباح المتدلي من كُشك ناظِر المحطة يُريق ضوءًا خافتًا. يبِين عن فتياتٍ وشبَّان. أدركت أنهم قدموا من مبنى كلية التربية القريب. وقفوا يتأمَّلون رصَّات الصحف والمطبوعات أمام الأكشاك، في الممر الموصل بين طريق المترو والشارع الموازي.
توقعت أن يتحرَّك المترو، فتزلَّ قدمه تحت العجلات الحديدية؛ تركز اهتمامي في عينيَّ تتابعان، وتخشيان ما هو متوقع. الشاب ينقل خطواته بالكاد على الإفريز الحجري، ويستند براحتيه على جانب المترو المغلق.
لم أستطع التخمين فيما إذا كان يشغله السير على الإفريز إلى نهايته، أو أنه يريد أن يقفز من إحدى النوافذ المفتوحة؟
كتمت صيحة لتحرك المترو، فرضت التوقعات نفسها … لكن الشاب فرد طوله فجأة، في انطلاق المترو … توالت صفعاته بسرعة على الأجزاء التي طالتها يده من أجساد الجالسين لصق النوافذ.
وكان المترو يزيد من سرعته.