ومضات منسية
ما كاد يصعد درجات السلم، ويميل إلى داخل الأوتوبيس، حتى طالعته في جلستها المنفردة بنظرة طويلة ثابتة، غاب فيها المعنى المحدد.
استعاد وقفته في الرصيف المقابل لمدرسة «نبوية موسى»، تهبه البنت الإشارة، فيلتقيان في ناصية الشارع، ويتجهان إلى حدائق الشلالات، معاكساته من وراء النافذة، ترد عليها البنت في شرفة الطابق الثالث بابتسامة مشجعة. النظرة المحرضة للفتاة على طريق الكورنيش، تدفعه إلى السير بجوارها ومساءلتها الكلام، التهب في داخله حنين وأشواق وخيالات. أبطأت خطواته، توقفت تمامًا. استعاد جرأته القديمة بنظرة تتأمَّل الشعر الأسود المنسدل على الكتفين، والعينين الواسعتين الثابتتَي النظرة والشفتين اللتين تعلوهما ارتعاشة خفيفة.
غابت اللحظة، واختلط الزمان والمكان، ومشاهد قريبة وبعيدة، قبل أن تقف وتخلي موضعها، ترسم على شفتيها بسمة حانية.
– تفضل.