الفصل الرابع
منطق قراءة الرسوم البيانية العمودية
عند دراسة رسم بياني عمودي، نمرُّ بعملية تقييم تتابُعي. وتتكوَّن هذه العملية عادةً
من
مقارنة حركة الأسعار الحالية مع أحدث أعمدة الأسعار، ومن هذه المقارنة، نصل لاستنتاجات
أو
استدلالات حول ما يُمكن توقُّعه في الفترة الزمنية التالية. وبطبيعة الحال، نُواجه دائمًا
حقيقة أن أي شيء يُمكن أن يحدث؛ فالسوق التي نراقبها يمكن أن تتعرض لفجوة صعودية أو هبوطية
حادة بسبب أحداثٍ مُهمة غير متوقَّعة. وهذه هي الحدود القصوى للمُنحنى الاحتمالي، ولكنها
يجب أن تكون مقبولة كجزء من الاحتمالات من قِبَل أي شخص يخوض المضاربة. والتدريب التالي
مجرَّد تمامًا؛ إذ لا توجد أي أدلة سياقية مثل خطوط الاتجاه، أو القنوات، أو مستويات
الدعم/المقاومة، أو الحجم. ولنَفترِض أمرَين؛ أولًا: أن كل عمود رأسي يُمثِّل يومًا واحدًا.
وثانيًا: أن الأسعار في اتجاه هبوطي. ويُمثِّل العمود الأول اليوم
a ويمثل الثاني اليوم
b. ومن خلال هذا الحد الأدنى من المعلومات، ماذا تتوقَّع أن
يحدث في اليوم c؟ أُدرك أنه يوجد دائمًا احتمالان (فالكوب
يكون إما مملوءًا نصفه أو فارغًا نصفه)، ولكن ما هو أفضل استنتاج لك؟ ربما يوجد بعض الحالات
التي يكون فيها الموقف غامضًا للغاية. تأمل النِّطاق السِّعري وموقع الإغلاق، ولا تنظر
لتلك
التتابُعات ذات العمودين ﮐ «قوالب كعك» لدراسة حركة الأسعار في المستقبل. نحن ندرس سلوك
السِّعر الخاص بيومين من أجل بناء مجموعة منطقية من التوقُّعات لليوم التالي. وإليك
ملاحظاتي واستنتاجاتي.
شكل
٤-١،
1#: يعكس حجم العمود
a سهولة الحركة الهبوطية ويصف ما نَعنيه بمصطلح «العمود
الكبير». وبما أن الإغلاق في منتصف النطاق، فإننا نَفترض أن عمليات الشراء ظهرت في
المُستويات الدنيا من اليوم. وفي اليوم
b، ضاق النِّطاق،
مما يعكس عدم وجود سهولة في الحركة الهبوطية. وقاع هذا اليوم أقل قليلًا وحسب من قاع
اليوم
a حيث تراجعت حدة الاندفاع. وفي النهاية، كان الإغلاق
في منتصف النطاق مرةً أخرى، مشيرًا إلى أنَّ المشترين كانوا حاضرين في المستويات
الدنيا.
على مدار يومين مُتتاليَين، أُغلقت الأسعار في منتصف النطاق وتراجعت حدة الاندفاع
الهبوطي. وكانت السوق تبدي عدم رغبة في التحرُّك نحو مزيد من الانخفاض؛ لذلك، نتوقع محاولة
ارتفاع في اليوم c. وإذا تجاوز الارتفاع قمة اليوم
b، وتراجعَت الأسعار تحت قاع اليوم
b، فسنتوقَّع المزيد من الضعف.
شكل
٤-١،
2#: توجد سهولة في الحركة
الهبوطية في اليوم
a، ويَعكس الإغلاق عند أدنى مستوًى
انتصارًا كاملًا للبائعين. ويُعَد النطاق الضيق في اليوم
b
أكثر صعوبة في التفسير. فهل يعني ذلك أن البائعين لم يتمكَّنوا من تحقيق تقدُّم كبير؟
هل
يعني ذلك أن المشترين أخذوا جميع عروض البائعين؟ يَمنحنا موقع الإغلاق فكرة أفضل. فبما
أن
الإغلاق كان عند قاع اليوم
b وتحت قاع اليوم
a، فإنَّنا نستنتج أن البائعين كانوا لا يزالون
مُسيطِرين. ولو كان الإغلاق عند قمة النطاق، لكانت النتيجة ستَميل أكثر لصالح المشترين
الآملين في صعود الأسعار.
ونظرًا لموقع الإغلاق في اليوم b، فإننا نتوقع مبدئيًّا
مزيدًا من الضعف في اليوم c. وإذا حدَث قليل من المتابعة
الهبوطية أو لم يَحدُث على الإطلاق في اليوم c وارتفعت
الأسعار فوق قمة اليوم b، فإن المكاسب الأكبر مرجحة.
شكل
٤-١،
3#: يُجسد اليوم
a حالة الضعف؛ سهولة في الحركة الهبوطية وإغلاق بالقرب
من قاع النطاق. وتحدُث فجوة هبوطية صغيرة في اليوم
b، ولكن
يَضيق النطاق. ويَحدث الإغلاق في اليوم
b بالقرب من القاع
وتحت مُستوى إغلاق اليوم السابق وقاعه.
على الرغم من أنه لم توجد سهولة في الحركة الهبوطية في اليوم
b، فإن كل عمليات التداول حدثت تحت قاع اليوم السابق.
ولم تتواجد قدرة على الانتعاش. وبالإضافة إلى ذلك، انتهى اليوم مع إغلاق عند القاع، وظل
البائعون مسيطرين؛ لذلك توقَّع انخفاضًا للأسعار. ولو أن السعر انعكس لأعلى فوق إغلاق
اليوم
a — خاصة بعد الانخفاض تحت قاع اليوم
b — لحدث تحوُّل بدرجة غير معروفة. وهذا التكوين المكون
من يومين يعد تكوينًا هبوطيًّا على نحوٍ أكبر من 1# أو
2#.
شكل
٤-١،
4#: النِّطاق السعري أضيق
في اليوم
a، والإغلاق كان بالقرب من قاع النطاق. وهكذا، فإن
البائعين كانوا مُسيطرين ظاهريًّا في نهاية اليوم
a. وفي
اليوم
b، انخفض السعر لأدنى من قاع اليوم السابق وانعكس
ليغلق فوق قمة اليوم السابق.
يُمثل الفعل الانعكاسي في اليوم b الانعكاس الرئيسي
الكلاسيكي. ويُخبرنا أنه لم يكن يوجد اهتمام بالبيع تحت القاع السابق. وخلق عدم وجود
ضغط
بيعي فراغًا ودخل المُشترون السوق. وربما يكون الكثير من عمليات الشراء تلك تغطية المركز
القصير. ولكن الإغلاق القوي فوق قمة اليوم السابق يشير إلى أن خط الدعم قد تَشكَّل مؤقتًا
على الأقل. وقد يتوقع المرء متابعة صعودية في اليوم c.
والانعكاس والإغلاق تحت قاع اليوم b سيكونان هبوطيين
للغاية. ويُمكن استخدام قاع اليوم b كنقطة توقف لأي مركز
طويل جديد.
شكل
٤-١،
5#: ثمة سهولة في الحركة
الهبوطية في اليوم
a والإغلاق بالقرب من قاع النطاق. وفي
اليوم
b، يفشل الارتفاع فوق قمة اليوم السابق في الاستمرار
وتتراجَع الأسعار لتغلق بالقرب من القاع. ويَتساوى سعر الإغلاق في اليومين تقريبًا. هل
تَعتقد أن تساوي هذين الإغلاقين يعكس دعمًا قويًّا؟
لأنَّ الارتفاع في اليوم b فشل في الاستمرار ومُحيت 99
بالمائة من المكاسب عند الإغلاق، فإنَّنا نتوقع المزيد من الضعف في اليوم
c. وهنا، لدينا يومان مُتتاليان من سلوك الثبات، ولكن
موقع الإغلاق يعكس ضعفًا وعدم قدرة على الحفاظ على الارتفاع؛ لذا، لا يمكن عادةً أن نعتبر
تساوي هذين الإغلاقين دعمًا قويًّا، بل يبدو أكثر كدعم مؤقَّت في اتجاه هبوطي.
شكل
٤-١،
6#: على الرغم من وجود
سهولة في الحركة الهبوطية في اليوم
a، فإن موقع الإغلاق
بعيد عن القاع وأقرب كثيرًا للقمة. ويُعد اليوم
b واحدًا من
أعمدة النطاقات الضيِّقة الغامضة حيث تتزحزَح الأسعار بالكاد عن مستوى إغلاق اليوم
السابق.
يُشير موقع الإغلاق في اليوم a إلى ظهور عمليات الشراء في
المستوى الأدنى من النِّطاق. وهذا له دلالة صعودية. ويُظهر اليوم
b افتقادًا تامًّا للحركة. في مصطلحات ويكوف، يُسمَّى
هذا النوع من الأيام باسم «المفصل»، والذي منه قد يحدث تأرجح أكبر للأسعار. وفي سياق
هذين
اليومين، يُشير اليوم المفصلي إلى أن الأسعار قد وصلت إلى نقطة ثبات، وهذا وحده لا يكشف
عن
الاتجاه، لكنه يُخبرنا أن نكون مُنتبِهين للغاية لحدوث أمر حاسم في اليوم
c.
شكل
٤-١،
7#: كما هي الحال في المثال
السابق، ثمَّة سهولة في الحركة الهبوطية في اليوم
a، وكان
الإغلاق بالقُرب من قمة النِّطاق. ومع ذلك، يتضمَّن اليوم
b
فجوةً كبيرةً بين قمته وإغلاق اليوم السابق. إنَّ النطاق الفعلي ضيق، ويُغلق السعر بالقرب
من القاع وتحت قاع اليوم السابق.
على الرغم من أن النِّطاق الفعلي في اليوم b ضيِّق فإن
النطاق الحقيقي true range — الذي يَشتمِل على الفجوة
— كبير إلى حدٍّ ما. نرى هنا أنَّ كل المكاسب التي تحقَّقت في اليوم
a قد مُحيَت تمامًا. وربما تَنبع هذه الفجوة من أحداث
هبوطية مفاجئة أو تقرير سابق لافتتاح التداول. لاحِظ مدى ضَعف الحركة السِّعرية بعد حدوث
الفجوة. ويَعكس ذلك حالةً هبوطية حيث لم يكن المشترون مُستعدين للقيام بأي محاولة لبدء
حركة
نحو الجانب الصعودي. ولم يكن البائعون مُتلهِّفين إلى جنْي الأرباح. وأبقَت ضغوط البيع
وانعدام الشراء الأسعار مُنخفضةً خلال الجلسة؛ لذا، توقع مزيدًا من الضَّعف في اليوم
c.
شكل
٤-١،
8#: هنا لدينا عكس
7#. فنرى سهولة في الحركة الهبوطية في اليوم
a، مع إغلاق ضَعيف بالقُرب من قاع النطاق. وفي اليوم
b، تُحدث الأسعار فجوةً أعلى وتَنتعِش فوق قمة اليوم
السابق. ومع ذلك، كان الإغلاق عند قاع النِّطاق الفعلي وأقل قليلًا من قمة اليوم
a.
يبدأ النطاق الحقيقي لليوم b من إغلاق اليوم
a. تسبَّبت بعض الأخبار الصعودية على نحو غير متوقَّع
في هذه الفجوة لأعلى. كان السلوك في اليوم b صعوديًّا
بالتأكيد لأنه مَحى كل ضعف اليوم السابق. وباستِثناء موقع الإغلاق، فإنه يحلُّ في المرتبة
الثانية على المستوى الصعودي بعد الانعكاس الرئيسي في 4#.
ربما يشعر المرء بالقلق إزاء الإغلاق «الضعيف» في اليوم b،
ولكنَّه لا يكون ضعيفًا عندما نضع في الاعتبار النطاق الحقيقي.
شكل
٤-١،
9#: كان النطاق في اليومين
a و
b ضيقًا وقد أُغلقا
بالقرب من قاعَيهما. وفي اليوم
b، افتتح السِّعر تحت قاع
اليوم السابق وظلَّ تحت قاعه طوال الجلسة بأكملها.
ولا نرى أي سهولة في الحركة الهبوطية في أيٍّ من اليومَين. ويعكس هذان العمودان
السِّعريَّان سوقًا متآكلة على نحو مطَّرد يخرج منها المُشترون. وربما يكون الحجم مُنخفضًا
إلى متوسِّط. ولم يَحدُث سلوك مُتهوِّر، ولا متأرجح، ولا كبير هنا؛ بل بدلًا من ذلك،
لدينا
يومان هبوطيان بطيئان وثابتان وغير بارزين (يَشيان بمزيد من الضعف) مع عدد قليل من
الارتفاعات البسيطة الناجمة على الأرجح عن تغطية قليلة للمراكز القصيرة أو عدد قليل من
مُتصيِّدي القيعان المُجازِفين؛ لذا، توقَّع مزيدًا من الضعف في اليوم
c.
شكل
٤-١،
10#: لا يعكس نطاق اليوم
a سهولة كبيرة في الحركة الهبوطية وأُغلق السعر في
المنتصف. وفي اليوم
b، ارتفع السِّعر بسهولة أكبر إلى حدٍّ
ما ولكن أُغلق في موضع جيد بالنسبة لقمة اليوم، وتحت قمة اليوم
a، أعلى بجزء صغير وحسب.
يُشير الإغلاق في منتصف النطاق في اليوم a وعدم وجود هامش
واسع للأسعار إلى وجود عمليات شراء. وفي نهاية اليوم a، كان
يبدو أن الارتفاع مرجَّح. وحدث ارتفاع قوي في اليوم b، ولكن
يُشير موقع الإغلاق إلى حدوث عمليات بيع. ويُمثِّل إغلاق اليوم
b نقطة الوسط في يومَي التداول. ويُمكننا أن نفترض أن
التداول كان سريعًا، وربما مُتقلبًا. ومع ذلك، لم يتحقَّق إلا تقدَّم صعودي قليل. وما
زال
البائعون يظهرون في موضع السيطرة؛ ومن ثمَّ توقع ضعفًا في اليوم
c. واعتمادًا على مكان افتتاح اليوم
c، فإنَّ المعلومات هنا يُمكن أن تناسب بسرعة قصة
صعودية أو هبوطية على حدٍّ سواء. ومن نواحٍ عديدة، يُمثِّل التكوين
10# الوضع الأكثر غموضًا.
في شكل
٤-٢، رتبتُ التتابعات العشرة المُكوَّن كل منها من يومين التي
ناقشناها للتوِّ في صورة انخفاض ممتد
20 يومًا. وحافظت على الترتيب كما هو تمامًا. وفي حين
أن هذا الرسم يُمثِّل حالة افتراضية بحتة، صُنعت عشوائيًّا، فإنه يتضمَّن مظهرًا واقعيًّا
مع مزيج قياسي من الوضوح والغموض. ولقد رسمتُ خطوط الدعم/المقاومة وقناة اتجاه هبوطي
عادية
تربط قمتين وقاعًا متداخلًا. وتمثل هذه الخطوط معًا إطارًا للحركة السِّعرية. كما تُساعد
على معرفة أماكن تَشكُّل نطاقات التداول الصغيرة وأماكن حدوث حالات كسْر الدعم؛ إذ تسلَّط
الضوء على حالات كسر الدعم/المقاومة الوهمية وزاوية الانخفاض.
عند النظر إلى أعمدة الأسعار في سياق أوسع، يكتسب بعضها معنًى جديدًا. أشارَت حركة
السِّعر عند إغلاق العمود 1b إلى ارتفاع. وكما نرى، فإن
الارتفاع الناتج كسر على نحوٍ وهمي قمة 1a وانعكس السعر
لأسفل على نحو هبوطي. وأدركنا الدلالات الهبوطية للعمود 2b
والتي أصبحَت أكثر وضوحًا مع تمسُّك السوق بقاعها مع عدم قدرة على الارتفاع. تبين سهولة
الحركة الهبوطية في 3a أن البائعين أصبح لهم اليد العليا،
وظلُّوا مُهيمِنين في 3b
و4a. وأوقف الانعكاس الرئيسي في
4b مؤقتًا عملياتِ البيع الجماعية. ويرسم السلوك السعري
في 5a و5b صورة هبوطية. ومع
ذلك، في 6a، يُشير الإغلاق القوي إلى أن المشترين كانوا
يُحاولون استيعاب عمليات البيع المفرط. ويصل السعر إلى نقطة ثبات في
6b ونَنتظر أن تبين السوق مَن المسيطر عليها.
وكالمعتاد، هذا أمر صعب ومُتقلِّب. وفي 7a يَخترق قاع نطاق
التداول الحالي، ومع ذلك يَنعكِس السِّعر صعودًا. يمتلك هذا السلوك الذي يُشبه الكسر
الهبوطي الوهمي إمكانات صعودية طالَما ظلَّ قاع 7a وكما
اتَّضح، تسبب تطور هبوطي مفاجئ في فجوة انخفاض حادة في سعر افتتاح
7b. ومرةً أخرى كانت النتيجة هبوطية للغاية وتَسارَع
هبوط الأسعار في 8a وعندما نظرنا إلى اليوم
8b كجزء من مثال منفصل للتداول خلال يومين، بدا هذا
التعافي صعوديًّا. ومع ذلك، على هذا الرسم البياني، نرى 8b
كمُحاوَلة للصعود فوق خط الدعم السابق. وينذر موقع الإغلاق في
8b بفشل هذه الجهود. ويعكس النطاقان الضيِّقان في
9a و9b سهولة حركة
قليلة، ويُشير إلى اختبار ثانوي للقاع الأخير. واليوم 10a
الذي بدا غامِضًا للغاية في الوضع المجرَّد، يبدو أكثر وضوحًا هنا؛ فقد انخفَض السِّعر
تحت
قاع نطاق التداول، ولم يَحدُث سوى تقدُّم هُبوطي ضئيل. ولو تمكَّنا من قياس المساحة التي
تغطيها الحركات الهبوطية تحت 1b
و4b و8a
و10a، فسيكون من الواضح أن حدَّة الاندفاع الهبوطي
تراجَعَت. وموقع الإغلاق كان في مُنتصَف النطاق وفوق مستوى إغلاق
9b ويُشير هذا إلى توقع المزيد من المكاسب. وفي اليوم
الأخير 10b ارتفع السِّعر عبر خط الاتجاه الهبوطي. ومع ذلك،
فإنه لم يُصحِّح الوضع لأن مستوى الإغلاق كان بالقرب من قاع نطاق هذا اليوم. ولكن نجح
السِّعر بالفعل في تجاوز قِمَم الأعمدة الثلاثة السابقة وأغلق أعلى بفارق ضئيل. وإذا
حدث
قليل من الضغط الهبوطي في اليوم 11a، فسوف يكون السِّعر على
استعداد لارتفاع أكبر.
حتى الآن، أشرنا إلى سهولة الحركة، والكسور الهبوطية الوهمية، والكسور الصعودية الوهمية،
والاستيعاب، وتراجع حدة الاندفاع. وهذه الأمور سنتطرَّق لمناقشتها على مدار الفصول التالية.
لكن الحجم هو العنصر الوحيد الناقص الذي لم نُشِر إليه. ومن أجل دمج موضوع الحجم في هذه
المناقشة، رسمت مُدرَّجًا تكراريًّا افتراضيًّا للحجم تحت أعمدة الأسعار. ولأنَّ هذه
الرسوم
البيانية مرسومة يدويًّا، فإن المسافات بين الأيام ليست متساوية تمامًا. ورغم أن الرسم
البياني قد لا يَمتلك قدرًا كبيرًا من الدقة
الرسومية، فإن السلوك هنا يُكمل العناصر الأخرى التي ناقشناها. ولكن دعنا أولًا نتحدَّث
قليلًا عن الحجم، والذي يقيس القوة. إننا نقارن قوة (أو جهود) الشراء والبيع مقابل الناتج
(الربح أو الخسارة في السعر) لتحديد الجانب المُهيمِن وتحديد علامات التغيير الوشيك في
الاتجاه. يُختزَل تفسير الحجم عادةً إلى مجموعة من الصيغ العامة: ارتفاع السعر والحجم
=
اتجاه صعودي؛ ارتفاع السعر وانخفاض الحجم = اتجاه هبوطي؛ انخفاض السعر وارتفاع الحجم
=
اتجاه هبوطي؛ انخفاض السعر وانخفاض الحجم = اتجاه صعودي. وهذه الصيغ مفرطة التبسيط؛ فهي
لا
تُعبِّر عن الفروق الدقيقة في سلوك السعر/الحجم. فلا تستخدمها إلا كمبادئ توجيهية فقط.
على
سبيل المثال، ثمة حالات يرتفع فيها السعر مع انخفاض الحجم؛ لأن عددًا أقل من التجار يريدون
الرهان على عدم حدوث اتجاه صعودي قوي. وعلى العكس من ذلك، تنخفض الأسعار مع تقلُّص الحجم
في
كثير من الأحيان؛ لأنَّ المشترين قد خرجوا من السوق أو تخلوا عنها. ويُمكن أن تشير
الارتفاعات وعمليات البيع الجماعية مع حجم كثيف جدًّا إلى سلوك الوصول للذروة أو التوقُّف.
وغالبًا ما تُشير الارتفاعات وعمليات البيع الجماعية مع حجم منخفض جدًّا إلى الإنهاك.
وتبدأ
العديد من الاتجاهات باندفاع كبير في الحجم، والذي يكون بمنزلة المحرِّك الرئيسي، وقوة
الدفع اللازمة لتأرجُح أكبر. وبعد هذه الدفعة الأولى، يتضاءل الحجم في كثير من الأحيان.
ويُعَد وصفُ ويكوف البليغ التالي لقوى السوق مفيدًا في هذا الإطار:
تُشبه السوق عجلة تدور ببطء، ويعتمد ما إذا
كانت العجَلة سوف تستمرُّ في الدوران في الاتجاه نفسه أم ستَتوقَّف أم ستعكس
اتجاهها كليًّا على القوى المُرتبطة بمحورها وسطحها الخارجي. وحتى عندما يُكسر هذا
الارتباط، ولا يبقى شيء يؤثر على مسارها، فإن العجلة تحتفظ بدفعة معينة من القوة
المهيمنة الأخيرة، وتدور حتى تصل إلى حالة الثبات أو تتعرَّض لتأثيرات
أخرى.
1
يُفسَّر الحجم على أفضل نحو بالاقتران مع النطاق
السعري وموقع الإغلاق. في شكل
٤-٣، تتأكد هبوطية الكسر الصعودي الوهمي
والانعكاس الهبوطي في اليوم
2a من خلال ضغوط البيع الثقيلة
المُنعكِسة في الحجم الكبير. ويروي كسر الدعم في اليوم
3a،
حيث نرى سهولة في الحركة الهبوطية وإغلاقًا ضعيفًا، قصة هبوطية في حدِّ ذاته. ويُشير
الحجم
الكبير حينما انخفضت الأسعار تحت الدعم إلى أن قوة البيع تغلَّبت على قوة الشراء. وفي
اليومين
3b و
4a، انحدَرت
الأسعار في ظلِّ حجم قليل. وهنا، يُشير الحجم القليل — مثل ضعف الإغلاق — إلى نقص الطلب.
ويُعزِّز الحجم الكبير في اليوم
4b الانعكاس الرئيسي. ومع
ذلك، فشل الحجم في إظهار طلب كبير في الأيام
5a
و
5b و
6a حيث تأرجحت
الأسعار صعودًا وهبوطًا في نطاقٍ صغير. وخسرت جهود البيع الكبيرة في اليوم
7a أمام جهود الشراء مع تعافي السِّعر. وسيوحي عدم وجود
مكاسب مقابل الجهد بأن المشترين لهم اليد العليا. ثم ضربت الأخبار الهبوطية السوق في
اليوم
7b، وظهَرت الفجوات السِّعرية تحت القاع السابق.
وحقَّقت عمليات البيع ارتفاعًا تدريجيًّا في اليوم
8a، ولكن
الإغلاق الضَّعيف ظلَّ يُنذِر بانخفاض الأسعار. ولا يوجد تقدُّم هبوطي في اليوم
8b حيث حدثت الفجوة السِّعرية بسِعر مُرتفِع، ولكن
السعر فشل في تجاوز خط الدعم السابق المرسوم عبر قاع يوم
4b. وكان خط الدعم السابق بمنزلة خط مقاومة. ولكن لا
يُمكننا أن نتجاهل حقيقة أن الحجم في هذا اليوم الصعودي يُمثِّل ثاني أكبر حجم في أي
يوم
صعودي على الرسم البياني.
يُمكن للمرء أن يبني قصة تُفيد أن المشترين
ربما يكونون قد بدءوا في البروز تحت غطاء ذروة الحجم في اليوم
8a. وعندما يكون السُّوق مليئًا بعمليات البيع، فإن
عمليات الشراء في كثير من الأحيان لا تكون ملحوظة. لقد ظهر الطلب في يوم
8b، ولكنه لم يكن كافيًا لكسر المقاومة. وكان سلوك
السعر/الحجم في اليومين 9a
و9b — النطاق الضيق والحجم المنخفض — هو ما يُشير إلى
أن ضغوط البيع تتعرَّض للإنهاك. (يُمكن للمرء أن يتساءل عن سبب عدم تفسير اليومين
9a و9b على أنهما
هبوطيين مثل اليومين 3b و4a
وقد كان اليومان 3b و4a في
وسط الانخفاض، أما اليومان
9a و9b فكانا في إعادة
اختبار لانخِفاض كبير الحجم.) ولكن لأن سعر الإغلاق في اليومين
9a و9b وبقيَ قريبًا من
قاعهما، فلا يزال من المُمكن اختراق قاع 8a وهذا ما حدث في
اليوم 10a. إنَّ تضاؤل الحجم في اليوم
10a جدير بالملاحظة. فمنذ بداية الحركة الهبوطية
بأكملها، يُمثل هذا اليوم أقل حجم يخترق الدعم. (قارنه مع
3a و8a). إن موقع
الإغلاق في اليوم 10a قريب من منتصف النطاق، والأهم من ذلك
أنه فوق قاع اليوم 8a. وهذا يُشير إلى أن ضغوط البيع
أُنهكت. وعلى أحد المستويات، يُمثِّل السلوك في اليوم 10a
كسرًا هبوطيًّا وهميًّا طفيفًا لليوم 8a. وفي سياق الحركة
الهبوطية الكاملة، نرى تراجع حدة الاندفاع (SOT) في اليوم
10a. ومُحيت الكثير من المكاسب في اليوم
10b عند الإغلاق. وإذا كانت هذه حالة تداول حقيقية، فإن
المرء كان سيُراقب سمة التراجُع من قمة اليوم 10b لمعرفة ما
إذا كان ضغط البيع تعرَّض للإنهاك أم لا. وفي حالة تقلُّص الحجم، ستَتواجد فرصة شراء
مُنخفِضة المخاطر. وثمَّة استراتيجية شراء أخرى وهي أن تتَّخذ مركزًا طويلًا عبر نقطة
توقُّف فوق قمة اليوم 10b.
دعنا الآن نُلقي نظرة على الرسم البياني للنمط
الاستمراري لمؤشِّر ستاندرد أند بورز لعام
2003. يُبيِّن شكل
٤-٤،
17
يومًا من السلوك السِّعري تبدأ من وسط اتجاه صعودي. ما السلوك الأكثر هيمنة على الحركة
السِّعرية؟ أنا لا أُشير إلى يوم واحد معيَّن، ولا إلى خطوط الاتجاه أو الحجم، ولا إلى
قدرة
السوق على تحقيق قِمَم وقيعان أعلى. أنا أسأل عن السلوك الذي حدث على نحو متكرِّر وسمح
باستمرار الاتجاه الصعودي. على المستوى اللاشعوري، أنت تعرف الجواب. وتحتاج وحسب إلى
معرفة
المفهوم الذي يقف وراءه.
ما السلوك الأكثر هبوطًا على الرسم البياني لمؤشِّر ستاندرد أند بورز (شكل
٤-٤)؟ كيف تُفسِّر معنى اليومين
16
و
17 في سياق الرسم البياني بأكمله؟ ماذا تتوقَّع أن
يحدث في اليوم
18؟ ما مستوى السِّعر القريب الذي يجب
اختراقه للإشارة إلى أنَّ البائعين يَكتسِبون اليد العليا؟ إذا كنت ستتخذ مركزًا طويلًا،
فأين ستضع نقطة التوقف الوقائية؟ افترض أنك اتَّخذت هذا المركز في اليوم
12. هذه هي أنواع الأسئلة التي نطرحها على أنفسنا بينما
ننظر للرسم البياني.
من وجهة نظري، فإنَّ الاتجاه الصعودي في شكل
٤-٤ يستمر من خلال قدرة
المشترين المتكررة على التغلب على جميع جهود البيع. بعبارة أخرى، كلما لاحت فرصة للبائعين
لخفض الأسعار، خسروها. فلا توجد متابعة هبوطية أو توجد متابعة قليلة. ويوضح اليومان
3 و
4 هذه النقطة. أشار
ضيق النطاق السِّعري وموقع الإغلاق إلى أن الطلب كان مُنهكًا بعد الحركة الصعودية الكبيرة
في اليوم
2. وواجه السوق على الأرجح عملية جني أرباح عن
طريق أصحاب المراكز الطويلة. ومِن ثَمَّ، حذَّر اليوم
3 من
عملية تصحيح. وزاد اليوم
4 احتمالية حدوث تراجُع أعمق.
وهنا، ارتفع السوق فوق قمَّة اليوم السابق، وانعكس تحت قاع اليوم السابق، وأغلق ضعيفًا.
وتحوَّلت الأفضلية ظاهريًّا إلى البائعين. ومع ذلك، فإنَّ عدم المتابعة في اليوم
5 حفَّزت عمليات شراء جديدة واستؤنف الاتجاه الصعودي.
وبعد التسابق صعوديًّا في اليومين
5
و
6، جنى المُتداولون الأرباح مرة أخرى. لاحظ موقع
الإغلاق في اليوم
6، والذي يُشير إلى مواجهة السوق لعمليات
بيع. ومهَّد عدم وجود المتابعة بالبيع في اليوم
7 الطريق
لجولة إضافية من عمليات الشراء. ومرةً أخرى، نرى أن السوق واجه عمليات بيع في اليوم
10، كما يَنعكِس في موقع الإغلاق. وحدث السلوك الأكثر
هبوطًا في اليوم
11، حيث مُحيَت
معظم مكاسب الأيام الثلاثة السابقة. ومع ذلك، فشل
البائعون مرة أخرى في الاستفادة من ضعف السوق. وفي النهاية، أنذر التقدُّم الصعودي الطفيف
والمكاسب القليلة في اليوم
14 من أن الطلب ربما يكون
مُنهكًا. وسرعان ما استسلمت السوق في اليوم
15، ولكن لم
تَظهر أي عمليات بيع مُتواصِلة مع ارتفاع السِّعر إلى قمة جديدة في اليوم
16.
هذا يقودُنا إلى السؤال بشأن اليومَين 16
و17، في سياق الرسم البياني بأكمله، وليس في
التَّتابُعات المُنفرِدة. يُمكن تشبيه الكسر الحاد في اليومين
10 و11 بجرح جندي. إنه
ليس جرحًا مميتًا، ولكنه يتطلب وقتًا للشفاء؛ ومِن ثَمَّ فإن السوق تماسَكَت في نطاق
التداول. وتغيَّر التوازن بين قوى العرض والطلب في اليوم
16. وأظهرت السوق هنا سهولةً في الحركة الصعودية، وأُغلقت
عند القمة، وأُغلقت عند أعلى سعر على الرسم البياني. وارتفع العلم الصعودي مرة أخرى؛
فهذا
هو عهد صعود الأسعار. ومع ذلك، فإن اليوم 17 يُثير المخاوف؛
فهو يتَّسم بمتابعة صعودية ضعيفة، ونطاق سِعري ضيق، وإغلاق في منتصف النطاق. ويُنذر هذا
بأن
الطلب ربما يكون منهكًا. ولا ينبغي تجاهل نطاق سِعري ضيق ضمن حركة إلى قمم جديدة؛ لأنه
غالبًا ما يؤدي إلى ضعف.
في اليوم
18
(شكل
٤-٥)، فشل مؤشِّر ستاندرد أند بورز في تجاوز قمة اليوم السابق
وانخفض تحت قاعه. خفَّف الإغلاق من الرسالة الهبوطية من خلال الانتهاء في منتصف النطاق
وأقل
قليلًا. ومع ذلك، لا بدَّ أن نشعر بالقلق إزاء النطاقات الضيقة التي تشير إلى حدوث كسر
صعودي وهمي. على الجانب الآخر، من المُمكن أن يُعتقَد أن السوق تخضع لعملية استيعاب.
وعند
إعادة اختبار مستوى المقاوَمة السابق، يجب على المُشترين أن يَستَوعِبوا تسييل أصحاب
المراكز الطويلة لأَسهُمهم التي اشتروها في اليوم
10، وجنْي
أصحاب المراكز الطويلة الذين اشتروا عند المُستويات الأدنى للأرباح، وعمليات البَيع على
المكشوف الجديدة التي جذبها السعر المرتفع. ولذلك، علينا أن نُقارن الكسر الصعودي الوهمي
المُحتمَل ضد احتمالية حدوث الاستيعاب. ويجب على أي صاحب مركز طويل أن يَرفع نقاط التوقف
إلى أسفل قاع اليوم
18.
يُصبح الجواب واضحًا في اليوم
19 (شكل
٤-٦). فبعد محاولة قصيرة
للارتفاع فوق سِعر الافتتاح، انخفض سعر المؤشر تحت قاعي اليومَين الماضيَين. ومُحي الكثير
من المكاسب التي تحققت في اليوم
16. لاحظ
كيف أن الأحجام اليومية تبدو جميعًا واحدة ولا
تخبرنا سوى القليل عن قوة الشراء والبيع. علينا في الغالب الاعتماد على حجم النطاق وموقع
الإغلاق في قراءة الرسم البياني. امتلك البائعون الآن السيطرة، وكان الكسر فوق نطاق التداول
في الواقع كسرًا صعوديًّا وهميًّا. الدرس المستفاد هنا بسيط: كن دائمًا على أهبة الاستعداد
عندما يتحرَّك السوق فوق القمم السابقة ويضيق النطاق. ويُصبح تحديد انتهاء نطاق التداول
أسهل من خلال معرفة المزيد عن تاريخ الأسعار. على سبيل المثال، كان الكسر من قمة اليوم
10 إلى قاع اليوم
11
أكبر انخِفاض لمدة يومين على مدار ثلاثة أشهر. وبرز هذا التغيُّر الهبوطي في سلوك الأسعار
على الرسم البياني اليومي. أما عمليات البَيع على المكشوف التي تمَّت عند نقطة توقف تحت
اليوم
18 فستكون محمية بنقطة توقف فوق قمة اليوم
17. ويَنبغي بعد ذلك خفض نقطة التوقُّف إلى قمة اليوم
19.
ويُبين شكل
٤-٧ جلسات التداول الثمانية التالية. بعد اليوم
21، حقَّقت السوق تقدُّمًا هبوطيًّا قليلًا. يبدو أن
السلوك الانعكاسي في اليوم
23 مهدَّدًا تمامًا، حيث أغلقَت
الأسعار تحت الحد السُّفلي لنطاق التداول. وعلى الرغم من
عدم وجود متابعة فورية بالبيع، فلم تتمكَّن السوق من الارتفاع بعيدًا عن نقطة الخطر.
وعندما
تتشبَّث الأسعار باستمرار بقاع نطاق التداول، فإن الاحتمالات تكون في صالح الاختراق على
الأقل وفي أحيان كثيرة في صالح حركة هبوطية حادة. (لاحظ كيف صمدت الأيام من
24 إلى
26 ضمن نطاق
اليوم
23). وفي اليوم
27،
انخفَضَت السوق تحت قيعان الأيام الستة السابقة وانعكسَت صعودًا إلى نطاق التداول. صنع
هذا
كسرًا هبوطيًّا وهميًّا محتملًا لنطاق التداول الذي بدأ من قمة اليوم
10. ويقع قاع اليوم
27
في «منطقة التقاطع» بين قمة اليوم
4 وقاع اليوم
7 حول خط
962. ظهر الطلب عند الحركة الصعودية من اليوم
7 وظهَر مرةً أخرى في اليوم
27. إننا نَنظُر للرسم البياني بعين قارئ شريط الأسعار،
مع إيلاء الاهتمام إلى أماكن حدوث الصِّراعات السابقة التي قد تُقدِّم الدعم
للسلوك.
كما هو مبيَّن في شكل
٤-٨، خضَع الكسر الهبوطي الوهمي في اليوم
27 للاختبار بعد
يومين حيث انخفض الحجم وأغلق السعر بعيدًا عن القاع. عاد الطلب في اليوم
30، كما تبيَّن سهولة الحركة الصعودية والإغلاق القوي.
ومع ذلك، ضاق النطاق في اليوم
31 مع اقتراب السوق من قمة
النطاق. وبسبب الإغلاق القوي، بدا أن المُشترين يستطيعون استيعاب العرض المُفرط. ثم كان
لدينا انعكاس هبوطي خارجي طفيف إلى حدٍّ ما في اليوم
32.
وتخلَّت السوق عن جزء من المكاسب في اليوم
33، ولكن لم
تَحدُث أي مُتابعة هبوطية في اليوم
34. وهذا يَفتح الباب
لاختبار آخر للمُقاوَمة المفرطة. وفي اليوم
35، ارتفعت
الأسعار فوق قمة اليوم
32 ولكنَّها عادت أدراجها وأغلقَت
بالقرب من قاع الجلسة. واجه السوق العرض، كما يتَّضح من ضعف الحركة السِّعرية وزيادة
الحجم.
وحسَمَ اليوم
36 مصيرَ السوق؛ ففيه فشلت محاولة أخرى لتجاوز
المقاومة وأغلقت السوق بالقرب من قاع اليوم. وتدعم الاحتمالات حدوث هبوط آخر. وقد استمرَّ
هذا الانخفاض حتى
5 أغسطس وانتهى بكسر هبوطي وهمي لقاع اليوم
27. ومن هناك ارتفعت الأسعار لمدة ستة أشهر.
يَظهر جزء من الاتجاه الصعودي المُمتد لستة
أشهر في شكل
٤-٩ لمؤشِّر داو جونز الصناعي. يبدأ هذه الاتجاه من قاع
21
نوفمبر
2003 وهي المرحلة الأكثر انحدارًا في الاتجاه الصعودي. ومن أجل هذه الدراسة، أدرجتُ
مدرجًا تكراريًّا للنطاق الفعلي تحت السلوك السِّعري. وطبيعته أنه يُمثِّل قراءة يوم
واحد
وليس مقارنة مع قراءات أيام أخرى. وكما سترى، يُمكن النظر إلى النطاقات اليومية كمؤشِّر
جيِّد على الحجم. لم يقدم الحجم الفعلي تمايُزًا بين قراءات القمة والقاع. أتذكر يوم
2
يناير
2004، عندما لاحظتُ تغيُّرًا في السلوك. عاش مؤشر داو في هذا اليوم أول انعكاس هبوطي
خارجي منذ قاع نوفمبر. كان الأمر الأبرز هو أن نطاقه كان أكبر من أي عمود انخفاضي سابق.
اعتقدتُ أن هذا كان تغيُّرًا هبوطيًّا في السلوك. مع ذلك، محا اليوم التالي كل هذا الضعف.
وبعد خمسة أيام (
9 يناير)، بيعت الأسهم بنطاق واسع آخر. وفي
13 يناير، رأينا انعكاسًا
هبوطيًّا آخر واسع النطاق. لاحظ طريقة اختبار الانخِفاض في
9 يناير و
13 يناير لنطاق
2
يناير. ومع ذلك، فإنَّ موقع الإغلاق في
13 يناير يشير إلى وجود عمليات شراء. وخلال الجلسات
الثمانية التالية، ارتفع المؤشر
340 نقطة. وكانت وتيرة هذه الحركة أكثر صعوبةً من التقدُّم
في ديسمبر. إلا أنَّ الارتفاع الكبير خلال يوم
21 يناير امتدَّ إلى
153 نقطة، وهو الأكبر
خلال عدة أشهر، وحدث أداء قوي آخر في
26 يناير. وبدا المُشترون للوهلة الأولى مُتمتِّعين
بالسيطرة الكاملة، ومع ذلك لم تَحدُث أي متابعة صعودية في اليوم التالي، وفي
28 يناير،
عانَت السوق من أكبر عمليات بيع جماعية داخل يوم واحد منذ أبريل
2003، مما أدى إلى محو جميع
المكاسب التي تحقَّقت بين
21 و
26 يناير. كان هذا تغيُّرًا خطيرًا في السلوك. كان بوب إيفانز
— المحاضر الأكثر شُهرة في تدريس دورة ويكوف — يَنصح بتمييز هذا العمود وذلك لإيلائه
أهمية
كبيرة في فكرك. لكن سرعان ما ضعف البيع، وظلَّت الأسعار لمدة ستِّ جلسات في نطاق ضيق.
بلغ التأرجُح الصعودي السِّعري التالي ذروته بأداء قوي يوم 11 فبراير، حيث ارتفع مؤشر داو
174 نقطة من القاع، وأغلق عند القمة، وحقق قمة جديدة لهذا العام. وعلى الرغم من ظهور
المشترين بمظهر المسيطرين، فإن الارتفاع توقف لخمس جلسات متتالية. دفع المشترون في اليوم
الخامس — 19 فبراير — السوق إلى قمة كسرية جديدة قبل أن تَنعكِس لتُغلق بالقرب من قاع
اليوم. عند هذه النقطة، دخل كل السلوك بدءًا من 2 يناير بؤرة التركيز وأشار إلى توقع عملية
بيع جماعية أكبر. ومُحيَت جهود الشراء التي بذلت في 1 مارس في اليوم التالي، حيث أُغلقت
الأسعار بالقرب من قاع اليوم السابق. وفي 3 و4 مارس، ظلَّ المؤشر في نطاقات ضيقة. ولا يمكن
التقليل من أهمية هذه النطاقات؛ فهي تدلُّ على نقطة الثبات البارزة في منتصف نطاق التداول،
حيث يجب على السوق أن تَرتفع إذا أراد المُضاربون الآملون في صعود الأسعار استعادة السيطرة.
ظاهريًّا، يبدو يوم 5 مارس غامضًا: فقد تأرجَحت الأسعار صعودًا وهبوطًا، واستقرَّت في
مُنتصف النطاق وأغلقت عند مستوى أعلى بالكاد. السؤال الآن: مَن فاز بالصراع؛ المشترون
أم
البائعون؟ سندرس كيف تغيرت طبيعة الحركة الصعودية بين 13 و26 يناير، والكسر الواسع النطاق
في 28 يناير، وفقدان الفرص بالنسبة للمُشترين بعد 11 فبراير و1 مارس، والكسر الصعودي الوهمي
في 19 فبراير. في هذا السياق، يؤكِّد التذبذب في 5 مارس على ضَعفِ السُّوق.
تراجُع مؤشر داو جونز يوم الاثنين 8 مارس وأغلق بالقرب من قاع اليوم السابق. ولم يدعُ
مجالًا للشك في حدوث تراجُع أكبر في مؤشِّرات الأسهم. أما بالنسبة لمؤشِّر داو جونز،
فقد
أشار ذلك إلى بداية انخفاض بمقدار 600 نقطة. وتُعزِّز موقف داو الضعيف بعد 5 مارس عن طريق
سلوك الأسعار في العديد من مؤشِّرات/متوسطات الأسهم الأخرى. على سبيل المثال، شهد مؤشِّر
داو المتوسط لشركات النقل بحلول 5 مارس أكبر عملية بيع جماعية على مدار أكثر من عام. وعانَى
مؤشِّر ناسداك المُركَّب من انكسار مُماثل. وفي 5 مارس، ارتفَعَ مؤشِّر ستاندرد أند بورز
للعقود النقدية ومؤشِّر راسل 2000 إلى أعلى مُستوياتهما خلال العام. وعندما عكسا اتجاههما
هبوطيًّا في 8 مارس، أعلَنَ كسراهما الصعوديان الوهميان عن اتجاهِهما للهبوط.
عند مناقشة شكل
٤-٩، برزت عمليات البَيع الجماعية خلال اليوم الواحد
في
2 و
9 و
28 يناير كتغيُّرات هبوطية في السلوك. وذكر ويكوف في دورة قراءة الشريط السِّعري
أنَّ الاتجاهات الصعودية تنتهي عندما «تبدأ زيادة موجات البيع في الوقت والمسافة أو تقصر
موجات الشراء.» وكان يُشير إلى الاتجاه الصعودي أو تأرجح السعر صعوديًّا في الرسوم البيانية
الموجية للحركة داخل اليوم. ومن وجهة نظر قارئ الشريط السعري، يُمكن النظر لتلك النطاقات
السِّعرية الواسعة في هذه الأيام الهبوطية الثلاثة بالطريقة نفسها. فالنطاقات الضيِّقة
على
القدر نفسه من الأهمية. وأدرك ويكوف وزملاؤه اللاحقون بالتأكيد أهميَّتها. واعتمادًا
على
نماذج تراكمها وتوزيعها، فهي تَلعب دورًا مهمًّا في تحديد نقطة التحوُّل الأخيرة ضمن
نطاق
التداول قبل ارتفاع السعر أو انخفاضه. وبطبيعة الحال، وكما هو مبيَّن في المناقشة السابقة،
فإن النطاقات الضيقة تُخبرنا شيئًا عن سهولة الحركة؛ لا سيما عندما نَضع في الاعتبار
موقع
الإغلاق.
تلعب النطاقات الضيقة دورًا رئيسيًّا في الكتابات التحليلية لتوبي كرابيل؛ التاجر/المحلل
الأُسطوري الذي حاول، بعد نشر كتابٍ يتناول اكتشافاته عن طبيعة الأسواق، شراء كل نسخِه
من
الناشر. ولكن هرَبت بعض النسخ من بين يديه وسرعان ما أصبحت كتبًا نادرة. يُشير توبي كرابيل
في كتابه «التداول اليومي في ظلِّ أنماط الأسعار قصيرة المدى وكسر نطاق الافتتاح» إلى
عمل
آرثر ميريل كمصدَر إلهامه. لكنه يُظهر أيضًا فهمًا دقيقًا لمفهومي ويكوف «آخر نقطة عرض»
و«آخر نقطة دعم» كمصدر لنمط نطاق ضيِّق معين. ينظر كرابيل لمنهج ويكوف من وجهة نظر
المُحلِّل الكمي. فقد اختبر نتائج التداول اليومي على أساس كسر نطاق الافتتاح بالشراء
أو
البيع من خلال عدة مجموعات من الأيام ذات النطاق الضيق. وكتب في فقرة بارزة على نحوٍ
خاص يقول:
يَنبغي توضيح أنه على الرغم من تقديم هذه الاختبارات في شكل نظامي، فلا ينصح بأن
تَخضع للتداول على هذا النحو. فالغرض من عملي هو تحديد طبيعة الأسواق. وهذا المفهوم
للسوق يساعدني في ذلك. فعند تطبيق مفهوم النطاق الضيق ذي العمودين (أو أي مفهوم
للسوق)، يجب الوضع في الاعتبار السياق الكامل للسُّوق. وأعرِّف سياق السوق بأنه
مجموع الاتجاه والسلوك السِّعري ودراسات نمط الأسعار والدعم/المُقاومة. والأهم في
كلِّ ما سبق هو الاتجاه، وهو يَتجاوز جميع العناصر الأخرى.
2
مفهوم النطاق الضيِّق ذي العمودَين يُمثِّل أضيقَ نطاقٍ مكوَّن من يومَين مُتتاليين
بالمقارنة مع أيِّ نطاق من يومين خلال آخر
20 جلسة في السوق. وهو يُمثِّل ما يُسميه «مبدأ
الانكماش/التوسع»، وهو يُفسِّر طريقة تبديل الأسواق بين فترات النشاط وفترات الراحة.
ومن
خلال وصف حجمٍ نسبي بدلًا من حجم محدد، فإن مفهوم النطاق الضيق ذي العمودَين يَنطبِق
على
ظروف السوق المتقلِّبة أو الكاسدة. في شكل
٤-٩، حدث نطاق ضيق ذو
عمودَين في
3-4 مارس. وقبل افتتاح يوم
5 مارس، كنا نعلم أن السوق كانت في موقفٍ ينبغي أن
تَرتفِع منه. ويُضيف فشل استمرار الحركة الصعودية في
5 مارس إلى فَهمِنا لضَعف السوق. كما
رسمتُ دائرتَين أيضًا على حالتَين أُخريَين للنطاق الضيق ذي العمودَين. أدى السلوك السِّعري
في
9-10 فبراير إلى استجابة صعودية لمدة يوم واحد. ويُقدم كرابيل العديد من الأنماط
السِّعرية الضيقة الأخرى. ويُعد نمط النطاق الضيق ذي الأعمدة الثلاثة أحد أبرز تلك الأنماط،
وهو النطاق السِّعري الأضيق المُمتد لثلاثة أيام خلال الأيام العشرين السابقة للسوق.
وفيما
يَتعلَّق بهذا النمط، فإنه قدم بعض التعليقات الموضِّحة:
إنَّ الآثار النفسية لنمط من هذا النوع (النطاق الضيِّق ذي الأعمدة الثلاثة)
مُثيرة للاهتمام. فعمومًا، بينما يَتشكَّل النمط، يكون المضاربون غائبين؛ بل إنهم
في الواقع يَميلون إلى تجاهُل السوق التي ضاق نطاقها إلى هذا الحد. وهذه هي النقطة
التي تكون فيها السوق أكثر استعدادًا للتحرُّك وتقديم الفرصة الأكبر. من المُثير
للسُّخرية أن الخروج من هذا النمط لا يَحصل إلا على قليل من الاهتمام في البداية.
والتجار المدرَّبون تدريبًا جيدًا هم الذين يدركون هذه الفرص ويمهدون للقوة التي
تأخذ السوق إلى الاتجاه المنشود. وأقترح أن يُنظر إلى هذه الأنماط بعناية فائقة عند
تَشَكلها من أجل توقُّع السلوك التالي. ومرة أخرى، يسمح لك التحديد الكمي لهذا
النمط أن تفعل ذلك تمامًا. وتُظهر الاختبارات عدة أمور: أولًا: وجود ميل لدى السوق
نحو تغيير الاتجاه داخل اليوم في اليوم الذي يلي تشكل النمط. وثانيًا: امتلاك
الاتجاه العام للسوق تأثيرًا على قُدرة النمط على مواصلة الاتجاه من يومَين إلى
5
أيام بعد تشكُّل النمط. يَختلِف هذا عن نمط النطاق الضيِّق ذي العمودَين الذي يُظهر
توجُّهًا في اتجاه الكسر بغضِّ النظر عن الاتجاه.
3
على الرسم البياني لمؤشِّر داو جونز، تشكَّل نمط النطاق الضيق ذي الأعمدة الثلاثة
خلال
3–5 فبراير. تشكَّلت هذه الأيام الثلاثة الضيِّقة ضمن نطاق 2 فبراير. وبما أن كرابيل رأى
هذه الأيام الداخلية باعتبارها «مؤشِّرًا على السلوك الاتجاهي»، فإن هذا النمط المحدَّد
له
احتمالية أكبر، كما ثبت من الارتفاع الناتج بمقدار 250 نقطة. وأشار ويكوف إلى هذا الضيق
السِّعري كمفصل. ويُمكن تشبيهه بالمفصلة التي تسمح للباب بأن يفتح. يمثل المفصل مؤشرًا
لتأرجح السِّعر. وعادةً ما يؤدي المفصل على الرسم البياني الأسبوعي أو الشَّهري إلى العديد
من التقلبات السعرية الكبرى. واختبر كرابيل نمطًا ضيقًا آخر يسمى نمط النِّطاق الضيق
ذي
الأعمدة الأربعة. وهو يتألَّف من يوم نطاقه اليومي أضيق من نطاقات الأيام الثلاثة السابقة.
ولوحظت نتائج الاختبار الإيجابية أيضًا عندما وقَع هذا النمط كيَوم داخلي. ويبدو هذا
النمط
أقل تواتُرًا من نمط النطاق الضيق ذي الأعمدة الأربعة. وحدث هذا النمط في 24 ديسمبر، إلا أن
ظروف العطلة أدت إلى تخفيف أثره. ويُعد 21 و28 نوفمبر نموذجَين لنمط النطاق الضيق ذي
الأعمدة الأربعة. وقد أعطى الكسر الهبوطي الوهمي الطفيف وموقع الإغلاق في 21 نوفمبر لهذا
النمط قصة جديدة أكثر إقناعًا. وكما رأينا، تَدمج طريقة ويكوف النطاق السِّعري وموقع
الإغلاق والحجم والتفاعل مع الدعم/المقاومة وخطوط الاتجاه لتفسير ما يجري على الرسم
البياني. لكن يُركز كرابيل على تشكيل سيُنتِج يوم اتجاه للسَّماح بتداول ناجح يمتدُّ
ليوم
أو تأرجُح سِعري من 2 إلى 5 أيام. وكثيرًا ما يزيد هذا من بداهة نهج ويكوف الحدسي
أكثر.
يسعى كرابيل جاهِدًا لوضع قواعد تداول يومي محدَّدة. ويقرأ ويكوف الصراع بين المُشترين
والبائعين دون قواعد ثابتة. على سبيل المثال، ظلَّت الأيام الأربعة بين 12 و18 فبراير ضمن
نطاق 11 فبراير. ويعدُّ يوم 12 فبراير هو اليوم الداخلي الوحيد ضمن نمط النطاق الضيِّق ذي
الأعمدة الأربعة، لكنه لم ينتج يوم اتجاه. وعلى نحو تراكمي، أثقلت هذه الأيام الأربعة
الآملين في الهبوط بعبء إثبات ذلك. يُشير هذا الضيِّق إلى أن السوق لا تَستسلِم؛ إذ يُحاول
المشترون استيعاب العرض المفرط؛ لاحظ طابع الحركة الصعودية التالية. ولكن الأداء الضَّعيف
في اليوم التالي نقل القصة إلى الجانب الهبوطي. وهذه هي الطريقة التي أُفضِّل أن أجمع
من
خلالها بين عمل كرابيل وأساليب ويكوف.
مع وضع هذه الأفكار في الاعتبار، دعنا ننتقل
إلى شركة يو إس ستيل في خضمِّ اتجاهٍ صعودي (شكل
٤-١٠). في أواخر أكتوبر
2003، قفز هذا السَّهم فوق المقاومة الرئيسية عند
22 نقطة. وعندما تغلب الطلب على العرض
(D/S)، اتَّسعت نطاقات الأسعار وزاد الحجم.
وتباطَأ التقدُّم الصُّعودي فوق
24 نقطة. وفي
5 نوفمبر (النقطة
1)، حذر السلوك الانعكاسي من حدوث تصحيح. وبعد يومين
(النقطة
2)، حاول السَّهم اختبار القمة. ومع ذلك، كان
النطاق أضيق من أي نطاق في الأيام الستة السابقة (نمط النطاق الضيق ذي الأعمدة السبعة)،
وأغلق السِّعر دون تغيير في منتصف النطاق. وأشار كسر الدعم في اليوم التالي إلى مزيدٍ
من
الضعف. وفي الأيام الأربعة الأخيرة من الانخفاض، ضاقت نطاقات الأسعار وتقلَّص الحجم؛
وهو
السلوك المثالي لاختبار كسر المقاومة. ويجب اتخاذ المراكز الطويلة عند افتتاح اليوم التالي
مع تحديد نقطة توقُّف أقل بقليل من
20.95؛ قاع الأعمدة التي تغلب عندها الطلب على العرض.
وتُمثِّل الأيام الثلاثة الأخيرة أيضًا نمط النطاق الضيق ذي الأعمدة الثلاثة. وصلنا هنا
إلى
نقطة حيث يتطلَّب كلا أسلوبي التداول القيام بعمل ما. يَمنحُنا سلوك السعر/الحجم التراجع
المثالي لاختبار كسر المقاومة (ارجع لشكل
١-١)، ويُشير نمط النطاق الضيق
ذي الأعمدة الثلاثة إلى ضرورة أن تتَّخذ مركزًا طويلًا (قصيرًا) على عدد محدَّد من النقاط
فوق (تحت) نطاق الافتتاح. وبالنظر إلى الاتجاه الصعودي الضمني، يُفضَّل المركز
الطويل.
كما ترى في شكل
٤-١١،
حقَّقت أسعار أسهُم شركة يو إس ستيل قِمَمًا، وقيعان، وأسعار إغلاق أعلى لستِّ جلسات
مُتتالية. وفي اليوم السادس
1 ديسمبر، توسَّع النطاق ليَصِل إلى
1.64 نقطة، وهو الأكبر منذ
30 أكتوبر عندما كان النطاق الحقيقي يُساوي
1.97 نقطة. حدَثت هذه السهولة في الحركة
الصعودية عند كسرِ المقاومة فوق قمة نوفمبر. وتوقَّفت الحركة الصعودية على مدى الجلسات
الثلاث التالية حيث جنى أصحاب المراكز الطويلة الأرباح. ويتوقع المرء عادة أن يتراجع
السهم
ويختبر كسر المقاومة. مع ذلك، فإن التصحيح الضحل لم يمنح أحدًا فرصة لشراء المَزيد من
الأسهم بسعر أرخص عند الضَّعف. وهذا يشهد على القوة الكامنة لهذا الاتجاه. وكما ذكرنا،
يعتبر كرابيل الأيام الداخلية «مؤشِّرًا للسلوك الاتجاهي» ربما تختلط هذه الأيام الثلاثة
مع
نمط النطاق الضيق ذي الأعمدة الثلاثة، إلا أنَّ ثمة ثلاثة أيام أضيق نطاقًا حدثت خلال
العشرين يومًا الماضية (عند قاع نوفمبر). ومرةً أخرى، بالنظر إلى ضحالة النطاقات وتجمع
الإغلاقات، فإن الاحتمالات تكون في صالح مزيد من التقدُّم الصعودي. للوهلة الأولى، يبدو
اليوم
3 مخيبًا للآمال. فهنا، ارتفع السَّهم فوق قمم الجلسات الأربع السابقة وانعكس ليُغلق
دون تغيير بالقرب من قاع نطاقه. يشبه هذا السلوك سلوك سهم داو جونز في
19 فبراير (شكل
٤-٩) في نواحٍ كثيرة، ولكن السلوك التراكمي في تلك الحالة أشار إلى
الانكماش، وهذا ليس حال سهم شركة يو إس ستيل. فضمن مُنحنى الاحتمالات جرسي الشكل المُتعلِّق
بأداء اليوم التالي، يُشير اليوم
3 إلى كسر صُعودي وهمي محتمل. بدلًا من ذلك، حقق السهم
فجوة لأعلى في اليوم التالي (
8 ديسمبر) — تقريبًا فوق قمة
النقطة
3 — وتُسارع صعودًا مع اتساع هامش السعر (بلغ
النطاق الحقيقي
1.99 نقطة) وإغلاق قوي. تقع فجوة الافتتاح القوية في أقصى الاحتمالات. ومع
ذلك، يجب على التاجر المنتبه أن يستجيب فورًا للوضع. فعندما يتسارع السهم صعودًا فوق
قمة
اليوم السابق، يجب على التاجر المغامر شراء المزيد من الأسهم والحماية بنُقطة توقُّف
مُباشرة تحت إغلاق اليوم السابق. لا يوجد ضمان للنجاح، ولكن تسلسُل السلوك في صالح استمرار
الاتجاه الصُّعودي. وفي حين أني لم أجرِ أي دراسة إحصائية لمثل هذه الارتفاعات الصعودية،
فإنَّ خِبرتي تُخبرني أن الغالبية العظمى منها تحدث في الاتجاه الصعودي. وعلى الرغم من
أن
السلوك في اليوم
3 يُشير إلى كسر صعودي وهمي، فإنه من
المألوف بالنِّسبة لها أن تفشل في الاتجاه الصعودي مثلما تمتلئ الاتجاهات الهبوطية بكسور
هبوطية وهمية فاشلة. سنتحدَّث عن هذا أكثر لاحقًا.
يُمكن رؤية مبدأ الانكماش/التوسُّع عمليًّا
في شكل
٤-١٢. فبعد
8 ديسمبر، ظلَّ السهم لمدة يومين في نطاق ضيق. وظلَّ
النطاق الثاني من هذَين النطاقين داخل الأول. ومع ذلك، بالمقارنة مع الحجم في الأعمدة
الهبوطية السابقة منذ قاع نوفمبر، فإنَّ الحجم الهبوطي هنا هو الأكبر، وهو يُشير إلى
وجود
الطلب حيث إن جهود البيع الكبيرة لم تُحقِّق أي تقدم نحو الانخفاض. وأخيرًا، لاحظ كيف
بقيت
الأسعار في كلا اليومين فوق قمة
8 ديسمبر. ومرةً أخرى، نرى تصحيحات ضحلة أبعدت بعض
المُشترين المحتملين. ثم استأنف الاتجاه (
11 ديسمبر) صعوده باتِّساع النطاق السعري بما
يساوي
1.97 نقطة. وهنا يتضخَّم حجم التداول إلى أعلى مستوًى له منذ أبريل. وربما يُشير إلى
حركة ذروة أو بداية ارتفاع أكثر حدة. نحن نعلم أن السَّهم قد وصل إلى نقطة تشبع شرائي
داخل
القناة الصعودية. وفي
12 ديسمبر (النقطة
4)، يتضخَّم الحجم
إلى مستوى أعلى. ويُمكن أن يكون الحجم المجمع لليومين مؤشرًا على ذروة الشراء. ويُمكن
أن
تؤدِّي عملية البيع الجماعي تحت قاع هذَين اليومين (
28.11) إلى تهديد الاتجاه الصعودي؛ لذلك
رُفعت نقاط التوقف للمراكز الطويلة عند
28.09.
حقق سهم شركة يو إس ستيل فجوة صعودية في
15
ديسمبر (شكل
٤-١٣)، مع نطاق حقيقي يُعادل
1.26 نقطة، وهو رابع أكبر نطاق
منذ
21 نوفمبر. وفي اليوم التالي (النقطة
5)، أغلق السهم
بسعر أقل ﺑ
55 سنتًا، وهي أكبر خسارة منذ بدأت الحركة
الصعودية. ولا يُمكن تصديق أنها تُمثِّل أيضًا أو مرة يُغلق فيها السهم مُنخفِضًا عن
قاع
اليوم السابق. ومع ذلك، في
17 ديسمبر، انعكس السهم صعودًا ليغلق فوق قمَّتَي اليومين
السابقين. وبعد الأداء القوي في
18 ديسمبر، يُمكن رفع نقاط التوقُّف لبضعة سنتات تحت
30.51؛
أي قاع الجلسة السابقة. وتُرسَم قناة صعودية أكثر حدة عبر قاعي
11 ديسمبر (
28.11) و
17
ديسمبر. ومع تقدُّم الاتجاه الصعودي، نلاحظ وجود يومين داخليين في
23 و
24 ديسمبر (النقطة
6). ويُمثِّل اليوم الأخير منهما نمط النطاق الضيق ذي
الأعمدة السبعة، وظلَّ السهم فوق قمة
18 ديسمبر. وتُفسِّر ظروف التداول في العطلة انخفاض
حجم التداول في اليوم التالي. وفي
29 ديسمبر، حقق السهم نطاق آخر يبلغ
1.97 نقطة، ووصل إلى
قمة القناة الصعودية. ثم تحرك جانبيًّا لمدة خمس جلسات بينما ظل فوق القمة السابقة. ويحذر
يومان من الأيام الخمسة من تصحيح أكبر. أولًا: تُعدُّ حركة السعر في
30 ديسمبر الأكثر أهمية
على الإطلاق؛ فهي تُمثِّل التغيير الأكثر هبوطًا
في السلوك منذ
21 نوفمبر. وهنا حقَّق السهم أكبر كسر خلال
اليوم وأكبر خسارة؛ كل ذلك في اليوم الداخلي. قارن السلوك
السِّعري في هذا اليوم مع سلوك مؤشر داو جونز في
2 يناير
2004 (شكل
٤-٩). وثانيًا: حقَّق اليوم الأخير على الرسم البياني قمة جديدة طفيفة ولكنه فشل في الحفاظ
على مكاسبه، مما أدى إلى وجود كسر صعودي وهمي محتمل. هذه تغييرات طفيفة في السلوك وتُشير
فقط إلى تصحيح. وسوف يجني التاجر المتأرجح الأرباح، في حين أن التاجر المتأنِّي الذي
يَحتفظ
بمراكز طويلة سيُحدِّد نقاط التوقف عند
30.51. وانخفَضت عمليات البيع الجماعية الناتجة بعد
تسع جلسات لاحقة عند
33.19. وبلغت الحركة الصعودية ذروتها في مارس
2004، بعد شهرين من
انتهاء دراستنا، عند
40.15. وتشكَّلت قاعدة كبيرة في الرسم البياني ليو إس ستيل بين نوفمبر
2000 ومارس
2003. وتوقَّع الرسم البياني بالنقطة والرقم
المعتمد على هذه القاعدة ارتفاعًا أقصى يصل إلى
43.
وبالاستناد إلى المعلومات المقدَّمة بالفعل بشأن قراءة الرسوم البيانية العمودية،
انظر
إلى ارتفاع أسعار عقود السكَّر في أكتوبر
2012 (شكل
٤-١٤)، ودوِّن أكبر
قدر تستخلصه من الملاحظات فيما يتعلَّق بالخطوط وسلوك السعر/الحجم؛ فهي تُفسِّر جيدًا
ما
حدَث، وتُقدِّم دليلًا قويًّا على الاتجاه المستقبَلي للسوق. وبدءًا من الارتفاع في
2
يونيو، رقمتُ كل يومٍ خامس من أجل النقاط المرجعية. وآخر يوم ظاهر في الرسم البياني هو
اليوم
34. تخيَّل أنك تُدرِّس هذا الرسم البياني بعد
الإغلاق في اليوم
34، وتبدأ بتأطير حركة السِّعر بخطوط
أُفقية وقطرية. إليك فيما يلي ملاحظاتي:
- (١)
تُرسَم الخطوط الأفقية عبر قِمَم اليوم 2
(20.29)، و12 (21.14)،
و24 (23.05)،
و32 (23.99). وتُوضِّح هذه الخطوط تُراجع
حدَّة الاندفاع على مدار الموجات الصعودية المُتتابعة. وتُرسم خطوط أفقية أصغر
عبر قاعَي اليوم 3 واليوم
26. ويَحدُث كسر هبوطي وهمي عند عملية
البيع الجماعي الصَّغيرة تحت اليوم 3.
- (٢)
يَقترِب خط الاتجاه العكسي من تحديد القمة؛ فيُرسَم عبر قمَّتي اليوم
2 واليوم
21.
- (٣)
يُنشئ الخط المُوازي المرسوم عبر قاع اليوم 8
قناةَ اتجاه عكسية. لاحِظ أن قاع اليوم 30
يظلُّ داخل هذا الخط.
- (٤)
يُمكن رسم خطٍّ موازٍ ثانٍ عبر قاع اليوم
14.
- (٥)
كما رأينا في شكل
٤-٤، استمرَّ الاتجاه الصُّعودي لأنَّ
أعمدة الأسعار المُهدِّدة لم تُسفِر عن مزيد من الضَّعف؛ بعبارة أخرى، لم تسفر
عن متابعة هبوطية. وحدَثت الحركة السِّعرية المهدِّدة في اليوم
2 و
13
و
17 و
21
و
24 و
26.
وباستِثناء اليوم
26، كان كلُّ يوم من هذه
الأيام الهبوطية مصحوبًا بحجم تداول كبير. وباستثناء اليوم
2، كان لجميعِها نطاقات واسعة.
- (٦)
يُعدُّ الحجم في اليوم 32 الأكبر على الرسم
البياني. ويحتلُّ نطاقُه المرتبة الثالثة بين أكبر نطاقات الأيام الصعودية. كما
يُشير إلى سلوكِ ذروة.
- (٧)
تُمثِّل الحركة من قاع اليوم 30 إلى قمة
اليوم 32 — عند النظر لهما معًا — الارتفاع
الأكثر حدَّة لثلاثة أيام على الرسم البياني (179 نقطة)، مما يُؤكِّد على سلوك
الذروة.
- (٨)
حاوَلتِ السوقُ في اليوم 33 أن تَنخفِض ولكن
الأسعار تعافَت وأُغلقت بالقرب من القمة أدنى منها قليلًا وحسب. وعدم وجود
متابعة صعودية بعد اليوم 33 أكَّد الصورة
الهبوطية.
وعند هذه النقطة، ينبغي أن يفهم المرء العوامل التي أطالَت الحركة الصعودية من قاع
يونيو
ويُدرك ضعف السوق عند إغلاق اليوم
34. ويُبيِّن شكل
٤-١٥ الجلسات الثماني التالية. من المؤكَّد أن النطاق الضيق في اليوم
35 منح المشترين فرصة أخرى لزيادة ارتفاع الأسعار حيث
ظلَّت السوق فوق قمة اليوم
24. لم نكن لنعرف أن السوق ستكون
لها أكبر عمود هبوطي في اليوم التالي، ولكن حدث ذلك. يُمثل اليوم
36 تغيُّرًا هبوطيًّا واضحًا في السلوك بسبب نطاقِه
الحقيقي، وحجمه الكبير، وإغلاقه الضعيف. كما يزيد من احتمالية حدوث حركة هبوطية أكبر
بكثير.
وعلى الرغم من ذلك، على مدى الجلسات الثلاث التالية، ظلَّت عقود السُّكر فوق الخط المرسوم
عبر قاع اليوم
26. وحدَث انعكاسٌ هبوطي خارجي في اليوم
39 ولكن موقع الإغلاق خفَّف الرسالة الهبوطية لتلك
الجلسة. وفي اليوم
40، انسلَّ السِّعر تحت خط الدعم لكنه
تعافى ليُغلِق بالقرب من القمة وأقل منها بمقدار
0.08 نقطة فقط. وهنا، لدينا كسر هبوطي وهمي
مُحتمَل، ومرةً أخرى، لا يُمكننا أن نَستبعِد محاوَلةً أخرى للارتفاع. ويُعد اليوم
41 «ضربة قاضية»؛ فلا توجد مُتابعة صعودية مع الإغلاق
تحت قاع اليوم السابق. وفي هذه المرحلة، نعرف بيقين شبه مؤكَّد أن الأسعار تتجه نحو
الانخفاض. ويجب أن تبدأ عملية الانخفاض على نحوٍ جدي. بدلًا من ذلك، ضاق النطاق، وقل
الحجم،
وأُغلقت العقود أقل من اليوم السابق بأربع نقاط وحسب. تخيَّل أنك اتَّخذت مركزًا قصيرًا
في
اليوم
34 أو اليوم
41. هل
تعتقد أن سلوك اليوم الأخير سيُناقِض رجحان السلوك الهبوطي الذي سبقه؟ وهل يضمن ذلك إغلاقًا
خارج المركز القصير؟ لدينا هنا واحدة من تلك اللحظات في تطور التداول؛ حيث يكون علينا
أن
نكون على استعدادٍ لتعريض أنفسنا للمجهول. أُسميها «اكتشاف التكلفة». فمن إغلاق اليوم
42، انخفَض السكر في أكتوبر
183 نقطة خلال الجلسات
التِّسع التالية. وكان كل يوم في هذا الانخفاض له قمَّة وقاع وإغلاق أقل، واستقرَّ كل
إغلاق
تحت قاع اليوم السابق.
من خلال الأمثلة المعروضة في هذا الفصل، يجب أن تكون قد تحسَّنت قدرتك على قراءة أي
رسم
بياني عمودي — من الرسوم البيانية للحركة السِّعرية داخل اليوم إلى الرسوم البيانية
الشَّهرية — وزادت سهولة تلك العملية كثيرًا بالنسبة لك. وبدلًا من تحليل مجموعة من
المؤشِّرات أو الخوارزميات، يجب أن تكون قادرًا على الاستماع إلى ما تقوله أي سوق عن
نفسها.
تأتي هذه المعرفة القوية من المراقَبة المُتكرِّرة لقصة الخطوط وسلوك السعر/الحجم
معًا.
هوامش