الفصل السادس
الكسور الصعودية الوهمية
عندما يَتحرَّك السهم أو المؤشِّر أو السلعة فوق خط مقاومة سابق ويَفشل في متابعة
صعوده،
يجب على المرء أن يضع في الاعتبار إمكانية حدوث انعكاس هبوطي. ويُسمَّى كسر المقاومة
الفاشل
هذا «كسرًا صعوديًّا وهميًّا»، وعلى غرار الكسر الهبوطي الوهمي، يُمكن أن يحدث بعدة طرق
ويمكن إعادة اختباره لاحِقًا. وعلى غرار الكسر الهبوطي الوهمي أيضًا، فإنه يُوفِّر فرصة
تداول عند نقطة الخطر حيثما تكون المُخاطَرة في أقل حالاتها. وبالمثل يُمكن أن يمثل منعطفًا
سريعًا جدًّا للتداول داخل الاتجاه أو يظهر عند ذروة رئيسية. وأرى أن التداوُل عند الكسور
الصعودية الوهمية أكثر صعوبةً من التداول عند الكسور الهبوطية الوهمية. وقد يكون أحدَ
أسباب
ذلك رغبة العامة في شراء قِمَم جديدة؛ فهم لا يقلقون كثيرًا من اتخاذ مراكز قصيرة عند
القيعان الجديدة. وهكذا، يُمكننا في كثير من الأحيان تمييز شراء التاجر المُحترِف على
نحوٍ
أكثر وضوحًا عند الكسر الهبوطي الوهمي. وربما يُحجب بيع المُحترِفين عند الذروة تحت غطاء
من
شراء العامة، وهذه الأوقات هي البيئة المفضَّلة للتاجر المحترف الذي يعمل انطلاقًا من
مركز
طويل وينشئ مراكز قصيرة.
وبسبب احتمالية وجود كسر صعودي وهمي، فأنا لستُ ميالًا للشراء عند كسر المقاومة.
أعرب
جيسي ليفرمور في كتابه «كيفية التداول في الأسهم» عن وجهة النظر العكسية:
قد يتفاجأ الكثيرون عند معرفة أنني في طريقتي للتداول عندما أرى من خلال سجلاتي
أن الاتجاه الصعودي في سبيله للحدوث، أصبح مشتريًا بمجرَّد أن يُحقق السهم قمة
جديدة في حركته السِّعرية، بعد مروره برد فعل طبيعي.
1
يُعَد الشراء عند القمم الجديدة واحدةً من الدعائم الأساسية لفلسفة التداول وَفق
صحيفة
«إنفستورز بزنس ديلي». وتَنجح هذه الاستراتيجية نجاحًا باهرًا في السوق الصعودية. وكتب
ويليام أونيل في كتابه المتميز «كيفية تحقيق الأرباح في عمليات تداول الأسهم»: «المفارقة
الكبيرة في سوق الأسهم التي يَصعُب قبولها هي أن ما يبدو بعيد المنال ومحفوفًا بالمخاطر
بالنسبة للأغلبية عادةً ما يحقق مستويات عالية، وما يبدو سهل المنال ورخيصًا عادةً ما
يُحقِّق مستويات منخفضة.»
2
إنَّ الاعتقاد بأنَّ هذه النصيحة حكيمة يستغرق وقتًا طويلًا. وعلى نفس المنوال، يُمكِن
أن
أضيف أن الاستراتيجية الشائعة المُتمثِّلة في أن تخالف الاتجاه القائم (سواء كان صعوديًّا
أو هبوطيًّا) يُمكِن أن تكون لها نتائج كارثية. فكيف سنَعرف إذن ما إذا كان كسر مُقاوَمة
ما
سيَفشل أم لا والاتجاه يُمثِّل الاعتبار الأكثر أهمية في هذا الشأن؟ وكما سنُبيِّن في
هذا
الفصل، فإن الكسور الصعودية الوهمية المفترضة في الاتجاه الصعودي نادرًا ما تَنجح. ومع
ذلك،
في الاتجاه الهبوطي، فإنَّ للكسور الصعودية الوهمية التي تَحدث فوق قمة تصحيح سابقة
احتمالًا أكبر للنجاح.
ثمَّة عدد لا حصر له تقريبًا من الطرق التي يُمكن أن يحدث بها الكسر الصعودي الوهمي.
الشرط الأساسي الأول لحدوثها هو وجود قمة سابقة يُرسم من خلالها خط مقاومة. والحركة السعرية
فوق هذا الخط تُصبح كسرًا صعوديًّا وهميًّا «محتملًا». وربما لا يكون الارتفاع فوق قمة
سابقة السلوك السعري المحدِّد؛ فغالبًا ما يكون السلوك التراكمي على أعمدة الأسعار السابقة
وبخاصة أعمدة الأسعار التالية هو من يَروي القصة. ويُمكن أن يحدث الكسر الصعودي الوهمي
على
أي رسم بياني بغضِّ النظر عن الفترة الزمنية. وعندما تتداول السوق عند قِمَم قياسية،
عادةً
ما تُصبح التقلُّبات أكبر في غضون عدة أشهر. وفي مثل هذه البيئة، يمكن للكسر الصعودي
الوهمي
في الرسم البياني للساعة أن ينتج حركة هبوطية أكبر من نطاق السنة السابقة. ويَحضرني هنا
أسعار الفضة في عام
2011. وبصفة عامة، فإنَّ الكسر الصعودي الوهمي في الرسوم البيانية
الأسبوعية يَبرُز على نحو أوضَح. يُبيِّن شكل
٦-١ ذروة مارس-أبريل
2011
الصعودية على الرسم البياني الأسبوعي لشركة سيلفر ويتون. حدث تغيُّر هبوطي في السلوك
السِّعري في الأسبوع المنتهي في
11 مارس، حيث انخفضَت الأسعار
7.74 نقاط من القمة إلى
القاع. وكان هذا الأسبوع هو أكبر أسبوع هبوطي في تاريخ السهم. وبعد أربعة أسابيع (
8 أبريل)
ارتفع السهم ليُغلَق فوق قمة
11 مارس. وبدا أن المُشترِين قد استعادوا السيطرة. ولكن عند
إغلاق الأسبوع التالي،
15 أبريل، انعكس السهم هبوطيًّا. وعند هذه النقطة، أشار السلوك
التراكُمي إلى حدوث كسر صعودي وهمي.
يُوضِّح شكل
٦-٢ الرسم البياني اليومي لشركة سيلفر ويتون. وهنا، لم
تَبرُز عمليات البيع الكثيفة في أسبوع
11 مارس. وفي يوم «كسر المقاومة»،
8 أبريل، كان ضيق
النطاق وموقع الإغلاق بالتأكيد سيُثيران شكوكًا حول احتمالية حدوث كسر صعودي وهمي. فكسرُ
المقاومة الضيِّقُ النطاق لا يُشير إلى طلب كبير قادر على استئناف الاتجاه الصعودي، ولكن
عمليات البيع الجماعي الكبيرة الحجم في الجلستَين التاليتَين،
11 و
12 أبريل، هي ما أثبتت
سيطرة البائعين. ويُبرِز شكل
٦-٢ العديد من خصائص الكسر الصعودي
الوهمي. أولًا: سعر الإغلاق في
11 أبريل أقل من قاع
8 أبريل و
7 أبريل، وهكذا، فإنه يمحو
تمامًا «كسر المقاومة». ثانيًا: إنه يُعدُّ عمودًا سعريًّا هبوطيًّا كبيرًا على نحوٍ
غير
عادي. ويُمثل النطاق الحقيقي في
11 أبريل النطاق الأكبر لأيِّ عمود سعري هبوطي منذ
10
نوفمبر
2010، الذي كان بالضبط قبل ستة أشهر. وبعد القاع المؤقت في
12 أبريل، لاحِظ طريقة
تأرجُحِ الأسعار صعودًا وهبوطًا وأنها أُغلقت مرارًا بالقرب من قيعان الأعمدة
السعرية.
وصل سهم يو إس ستيل (شكل
٦-٣) في
3 يناير
2011 إلى أعلى نقطة (
61.18)
لارتفاع امتدَّ على مدار خمسة أشهر. وبعد تصحيح حاد بدأ السهم موجة صعودية أخرى، وتجاوَزت
الفجوة الصعودية في
15 فبراير قمة يناير. ورغم أن السهم أغلق بالقرب من قاع نطاقه، فإنَّ
النطاق الحقيقي منح الإغلاق شحوبًا أقوى، وقد زاد الحجم على نحو مناسب وبدا أن المشترين
تغلَّبوا على البيع، وضاق النطاق في اليوم التالي حيث حقَّق السهم تقدمًا صعوديًّا قليلًا،
ولكن الإغلاق القوي ظلَّ منفتحًا على إمكانية ارتفاع الأسعار أكثر. وحدث مزيد من ضيق
النطاق
في
17 فبراير، لكن الإغلاق القوي والانعكاس الصعودي الخارجي أبقيا القصة الصعودية على قيد
الحياة. ويُمكننا أن نَلتمِس أعذارًا لا نهاية لها لهذا الارتفاع الضعيف، ولكنَّه يحتاج
إلى
إحراز تقدم أكبر. بدلًا من ذلك، فإن الانعكاس الهبوطي الخارجي في
18 فبراير كان يُمثِّل
تغييرًا هبوطيًّا في السلوك، ووفَّر فرصة ممتازة لاتخاذ مركز قصير مع وضع نقطة التوقف
فوق
قمة اليوم السابق مباشرةً. وفي حين أنَّ الحجم لم يتسع على نحوٍ حاد، فإن الإغلاق تحت
قيعان
الجلسات الأربع السابقة دليل كافٍ على حدوث الكسر الصعودي الوهمي. وأدى الانخفاض الواسع
في
يوم الثلاثاء
22 فبراير إلى مضاعفة احتمالات انخفاض الأسعار ثلاثة أضعاف. وستمرُّ سنواتٌ
عديدة قبل تجاوز قمة هذا اليوم. لاحِظ الحركة السِّعرية في
2 فبراير؛ فهنا اخترَق السهم قمة
يناير بالكاد وانعكس هبوطًا، وبعد يومين حدث السلوك السِّعري الهبوطي نفسه. وعند العمل
مع
سهم بسعر
60 دولارًا، إنني نادرًا ما أعتبر القمة الجديدة الأعلى ﺑ
18 سنتًا كسرًا صعوديًّا
وهميًّا؛ إنها اختبار ثانٍ، أو ربما، قمة مزدوجة، وربما تمثل القمة الجديدة الكسرية لسهم
بسعر دولارين كسرًا صعوديًّا وهميًّا. وعمومًا، لا يوجد قياس دقيق يجب أن يصل إليه حجم
الكسر الصعودي الوهمي. وتبدو القمة الجديدة بنسبة
10 إلى
15 بالمائة حدًّا معقولًا لهذا
الكسر الوهمي. على سبيل المثال: بلغَت العقود الآجلة للذهب ذروتها في مارس
2008 عند
1040،
وفي ديسمبر
2009 انعكست هبوطًا من
1240. ولم يكن هذا كسرًا صعوديًّا وهميًّا لقمة
2008، بل
كان قمة ارتفاع ضمن الاتجاه الصعودي.
يُشتهر مؤشر ستاندرد أند بورز باشتماله على كسور هبوطية وصعودية وهمية. وقد انتهى
العديد
من حالاته المتطرفة عن طريق هذَين النوعين من السلوك. وقد كان تقدمه الذي امتد
60 شهرًا من
قاع أكتوبر
2002 مليئًا بالكسور الصعودية الوهمية. وأنتجَ انخفاضًا قصير المدى أو حركة
جانبية ولكن ليس انكماشًا خطيرًا. ويمكن تحديد ثمانية كسور صعودية وهمية «محتملة» على
الرسم
البياني الشهري لمؤشِّر ستاندرد أند بورز للعقود النقدية (شكل
٦-٤).
وكانت خمسة من بين هذه الكسور الوهمية تُمثِّل انعكاسات هبوطية خارجية. وكانت الاستثناءات
هي
1 و
4
و
8، وبلغ متوسط عمليات البيع الجماعي في الكسور
الصعودية الوهمية الستة الأولى
88 نقطة. وباستثناء التصحيح من قمة رقم
2، فإنَّ الحركات الهبوطية لم تَدُم قطُّ أكثر من ثلاثة
أيام. لقد كنت أكتب تقريرًا ليليًّا عن هذا المؤشِّر خلال هذا الاتجاه الصعودي، وأنا
مُتأكِّد من أنني ذكرتُ الآثار الهبوطية لكل واحد من هذه الانعكاسات، ورغم أنها حقَّقت
بعض
الأرباح الصحية، فلم يكن لها آثار على المدى الطويل، وبدا أن الكسر الصعودي الوهمي السابع
في يوليو
2007 يُمثِّل فرصةً كبيرة، ونتَج عنه انخفاضٌ بلغ
155 نقطة، وسبَّب عمليات بيع
هائلة. ولكن في أكتوبر
2007، تمكَّن المؤشر من تحقيق قمة أخيرة جديدة، ولكن الارتفاع هذه
المرة كان بمقدار
21 نقطة فقط. وحدَث انعكاس هبوطي خارجي في
11 أكتوبر، وهو يوم القمة.
وكانت هذه القمة أيضًا كسرًا صعوديًّا وهميًّا بلغ
24 نقطة من قمة
2000، الأمر الذي جعله
أكثر أهمية. وأدَّى إلى انخفاضٍ حادٍّ إلى قاع
2009.
ويظهر كلا الكسرَين الصعوديَّين الوهميَّين لعام
2007 بمزيد من التفصيل على الرسم البياني
الأسبوعي للنمط الاستمراري للعقود الآجلة لمؤشِّر
ستاندرد أند بورز (شكل
٦-٥). حدَث
الكسر الصعودي الوهمي
7 خلال أسبوع
20 يوليو
2007. وهنا
تَبرز قمة الشهر السابق على نحوٍ أوضح، ولكن التدفُّق الهائل للعرض عند عمليات البيع
الجماعية من قمة يوليو هو الذي هيمَنَ على الرسم البياني. في ذلك الوقت كان هذا هو أكبر
حجم
في تاريخ العقود الآجلة الخاصة بالمؤشِّر. تذكر أنَّ الحجم الكبير على الرسم البياني
لشركة
سيلفر ويتون (شكل
٦-١) قدَّم تحذيرًا هبوطيًّا مماثلًا في أوائل مارس
2011 قبل كسره الصعودي الوهمي، ولكن كان حجمُه أصغر بكثير مما كان عليه الحجم في مؤشِّر
ستاندرد أند بورز. وصافي الانخفاض الناتج عن عمليات البَيع الجماعية لمدة أربعة أسابيع
من قمة يوليو
2007 بلغ
192 نقطة. وعند الكسر الصُّعودي الوهمي رقم
8، ضاق النطاق وأغلقت الأسعار بعيدًا عن القمة. وينبغي
أن تكون هذه الكسور ضيِّقة النطاق دائمًا في موضع شك. فبالقُرب من خط
1500، أُحبِطت
محاوَلات الارتفاع على نحو متكرر حيث دانت السَّيطرة للبائعين.
من قمة الكسر الصُّعودي الوهمي في أكتوبر
2007، انخفض مؤشِّر ستاندرد أند بورز للعقود الآجلة
921 نقطة إلى قاع مارس
2009. ربما يبدو
هذا الانخفاض بنسبة
58 بالمائة كافيًا لترك هذه السوق، ولكن حتى كتابة هذه السطور، عاد
المؤشِّر ضمن نطاق
120 نقطة من قمة
2007. ويُمكننا أن نعرف مِن هذا التعافي والعديد من
حالات التعافي الأخرى ذات الحجم الأكبر من ذلك أنَّ الكسر الصعودي الوهمي لا يعني بالضرورة
الوصول إلى قمة دائمة؛ فكلمة «دائم» — على غرار كلمة «مُطلَق» — هي كلمة ينبغي تجنُّبها
فيما يتعلق بالأسواق، ويُمثِّل الكسر الصعودي الوهمي سلوكًا إنهائيًّا ولكن ليس بالضرورة
أن
يكون سلوكًا نهائيًّا. ألقِ نظرة على الرسم البياني الشهري للنحاس (شكل
٦-٦). كان الكسر الصعودي الوهمي خاصته في عام
2008، فوق قمة عام
2006،
يُشبِه نهاية اتجاه صعودي طويل المدى. وانخفضت أسعار النحاس بنسبة
66 بالمائة خلال سبعة
أشهر. وفي فبراير
2011، ارتفع النحاس إلى أعلى قناته الصعودية وتجاوَز قمته السابقة. لاحِظ
تجمع أسعار الإغلاق بين ديسمبر
2010 وفبراير
2011. وعلى أساسٍ واضح، كشف هذا عن عجز السوق
عن التحرُّك صعودًا. وأعيد اختبار الكسر الصعودي الوهمي في يوليو
2011، وظهرت عملية بيع
قياسية في الحركة الهبوطية في أغسطس-سبتمبر، وشهدت العديد من أسواق السلع الأخرى مثل
هذه
التقلُّبات الكبيرة بعد الكسور الصعودية الوهمية؛ فالقطن، على سبيل المثال، وصل إلى ذروته
في عام
1980، ثم اخترق هذه القمة وهميًّا في
1995، ولكن بحلول عام
2011 كان قد وصَل إلى سعر
يصل إلى ضعف ما كان عليه في ذروة
1995. فأي شيء يُمكن أن يحدث. ويظهر الرسم البياني السنوي
لعقود زيت فول الصويا (شكل
٣-٦) الكسور الصعودية الوهمية في عامَي
1974
و
1984 فوق قمة
1947. وقد انفجرَت الأسعار فوق هذه القِمَم في عام
2008 ثم زادت على نحوٍ
هائل في عامَي
2011 و
2012.
لا تظهر الطبيعة الانتقالية للكَسر الصُّعودي الوهمي على نحوٍ أكثر تواتُرًا سوى
في
الرسوم البيانية داخل اليوم الواحد. وفي هذه البيئة، يَمنح الكسر الصعودي الوهمي — جنبًا
إلى جنبٍ مع الكسر الهبوطي الوهمي — التُّجار ميزةً كبيرةً مُنخفضةَ المخاطر. تناول الفصل
الثالث أهمية تأطير نطاقات التداول بخطوط الدعم والمقاومة. وتحدث الكسور الهبوطية والصعودية
الوهمية حول هذه الخطوط، وهي لا تَعتمِد دائمًا على التقلبات الكبيرة؛ ففي كثير من الأحيان
يتكوَّن الكسر الصعودي الوهمي من عمود واحد مُمتد لخمس دقائق يخترق خط المقاومة وينعكس
هبوطًا. لا شيء يُمكن أن يكون أكثر بساطة من ذلك. ويُوضِّح شكل
٦-٧ هذا الموقف التداوُلي بالأمثلة. هنا، في
5
أغسطس، انخفض مؤشِّر ستاندرد أند بورز لسبتمبر
2011 من القمة السابقة للجلسة، وبلغ القاع
الأول لهذا البيع الجماعي
1202.75، وأصبح هذا السعر لاحقًا بمنزلة خطِّ محور. وقبيل الساعة
13:00 ارتفعت السوق إلى
1210.25 ثم شكَّلت نطاق تداول على جانبَي خط المِحور. وعند الساعة
13:55، تحقَّقت قمة جديدة طفيفة (
1212.50) وفشلت السوق في المتابعة. وفي هذه الحالة، لم
تحدث زيادة كبيرة في الحجم تدلُّ على سيطرة البائعين. بدلًا من ذلك، تفاعلَت الأسعار
بردِّ
فعل ضعيف في البداية، وحدَث اختبارٌ ثانٍ في الساعة
14:40، وأشار الحجم المُنخفِض إلى إنهاك
الطلب. جنَتِ الصفقات التي أقيمت عند الانعكاس من قمة
13:55 أو عند الاختبار الثاني
(
1205.75) أرباحًا سخية. إنَّ مثل هذه الكسور الصعودية الوهمية الصغيرة تظهر كل يوم، وكان
لهذا الانعكاس احتمالية نجاح كبيرة؛ لأنه اختبر على الرسم البياني النقطة التي انكسرت
الأسعار عندها سابقًا، وعلاوةً على ذلك، لا يعكس الحجم المُنخفِض الذي أدى إلى الكسر
الصعودي الوهمي شراءً كثيفًا. وبدا كتصيُّد لأوامر وقف الخسارة أكثر من بداية حركة صعودية
مُستمرة.
يُوضِّح شكل
٦-٨ (الرسم البياني ذو الإطار الزمني الممتد لخمس دقائق
لمؤشر ستاندرد أند بورز) قصةً مختلفةً؛ فزيادة الحجم في عمود كسر المقاومة يبدو إيجابيًّا.
ومع ذلك، فإنَّ ضيق النطاق وموقع الإغلاق يُلغيان التفسير الصعودي؛ ففي هذا السياق يعكس
الحجم المرتفع جهدًا كبيرًا مع مكاسب قليلة، ويُؤكِّد الانعكاس الهبوطي الخارجي بعد
10
دقائق الصورة الهبوطية، ولكن تضيق أعمدة السعر عند إعادة اختبار خط الدعم، وتبيَّن أن
ضغوط
البيع لا تزداد قوةً، وظلَّ آخر عمود هبوطي في الساعة
11:25 صباحًا مُرتفعًا فوق القاع، ولم
يجذب عمليات بيع كبيرة، وأغلق في منتصف النطاق. وعمومًا هذا ليس سلوكًا هبوطيًّا. تُشير
الحكمة هنا إلى ضرورة تصفية أيِّ عمليةِ تداوُل قصيرة المدى. وبسبب تقلُّب السوق في هذا
اليوم، كان من المُمكِن تحقيق ربح سريع عندما اتَّضح أنه كسر صعودي وهمي. وكان الاتجاه
الصُّعودي الأساسي قويًّا جدًّا لدرجةٍ لم تَسمح بانخفاضٍ أكبر. ومع ذلك طالَما أن المخاطر
معقولة، فيُمكن للتاجر اليومي الذكي تحقيق المكاسب من خلال البحث عن هذه الكسور الصعودية
الوهمية المُحتمَلة.
في تشكيل الذروة الصعودية، ربما يَحدث العديد من الكسور الصعودية الوهمية قبل بدء
انخفاض
السِّعر. يبين شكل
٦-٩ ذروةً مُتوسِّطةً لسهم شركة فريبورت مكموران
خلال شهر أبريل
2011. تشكل نطاق تداول بين قمة الساعة الأولى وقاع الساعة الثانية في
25
أبريل. واحتوى هذا النِّطاق الضيق على معظم الحركة السِّعرية خلال جلسات التداول الخمس
التالية. وكما يَحدث مع الكثير من الأسهُم، يظهر الحجم الكبير عادةً في الساعة الأولى.
ولكن
عندما يحدث حجم الساعة الأكبر في فترة لاحقة، يَجدُر الانتباه لذلك. وأودُّ أن أُشير
إلى
مثل هذه الانحرافات في نمط حجم الساعة بسهم مزدوَج الاتجاه. وفي
26 أبريل، حقَّق السهم قمةً
جديدةً طفيفة، ولكن ضيق نِطاقات الساعة والحجم المُنخفِض نسبيًّا يُحذِّران من أن تأمل
كثيرًا في صعود الأسعار. وحدثَت محاولة أفضل لكسر المُقاوَمة في
28 أبريل. وهنا أُغلق
السَّهم عند أعلى سعر له، وبدا قادرًا على تحقيق المزيد من المكاسب. ومع ذلك، بنهاية
اليوم،
مُحيَت المكاسب، وفَشلَت محاولة الصعود في
29 أبريل في جذب متابعة شرائية. وتواجد أكبر حجم
صعودي في نطاق التداول في الساعة الأولى من يوم
2 مايو؛ وهو كسرٌ وهمي فاشل. وهذا مثال على
الجهد الكبير مع عدم وجود مكاسب (
E/R). ويُمكن اعتبار هاتين
الموجتَين مجتمعتين اختبارَين ثانيَين للكسر الصعودي الوهمي في
28 أبريل. لاحظ كيف ضعف
السهم في الساعة الأخيرة يوم
2 مايو وأغلق على نحو سيِّئ عند قاع نطاق التداول. وتجاوَز حجم
الساعة الثانية يوم
3 مايو حجم الساعة الأولى وزاد سرعة الحركة الهبوطية. ووصَل السهمُ إلى
أدنى مستوًى له عند
46.06 يوم
17 مايو.
باختصار، يُعَد الاتجاه عنصرًا بالغ الأهمية عند تقييم الكسور الصعودية الوهمية. وإنه
سلوك السعر/الحجم على الأعمدة السابقة واللاحقة الذي عادةً ما يَكشف ما إذا كان كسر صعودي
وهميٌّ مُحتمَل سيتطوَّر في الواقع أم لا. وعادةً ما تُؤدِّي الكسور الصعودية الوهمية
على
الرسوم البيانية الأسبوعية والشَّهرية إلى اتجاهات هبوطية أكبر من تلك التي تظهر على
الرسوم
البيانية اليومية؛ فعلى الرسوم البيانية اليومية، الكسور الصعودية الوهمية عند ذروات
الارتفاعات ربما تنتج وحسب عملية تصحيح. وأخيرًا، يُمكن أن يُحدث أكثر من كسر صعودي وهمي
واحد في تشكيل الذِّروة قبل أن يحدث انخفاض السعر. وعندما يستمر السوق في التمسُّك بمُستوى
مقاومة ويرفض الاتجاه هبوطيًّا بعد عدة حالات من السلوك السِّعري المهدِّد، يتعين على
المرء
أن يضع في الاعتبار حدوث عملية استيعاب. وهذا هو موضوع الفصل التالي.
هوامش