حيرة الشاذلي في مسالك الأحبَّة
«أسيرُ إلى جوار الناس، أرى — من حيث أسيرُ أو أقف — كلَّ شيء دونَ أن يراني أحد، لا يراني وإن لامستُه، يذوب المرء في الصوفية حتى يَشفَّ، لم يَعُد الناس يرَونني، أراهم ولا يرَونني، أخاطبهم، أهتف في خواطرهم، دون أن يتبيَّنوا مصدرَ الصوت.»
رواية بديعة ذات طابع صوفي، تدور حول «أبي الحسن الشاذلي»؛ أحدِ أولياء الله الصالحين، وواحد من أقطاب الصوفية، وصاحب الطريقة الشاذلية. يترك الوليُّ ضريحَه في جبل «حُميثرا» المطلِّ على البحر الأحمر، ويسافر وحيدًا إلى «حي بحري» في الإسكندرية ليتعرَّف إلى رجال الحقيقة؛ العلماءِ والزُّهاد والعارفين وأرباب القصد والوسيلة. يجوب شوارع الحي وأزقَّته دونَ أن يراه أحد، يتنقَّل بين أضرحة أحبَّته وتلامذته من أولياء الله الصالحين؛ «أبي العباس»، و«البوصيري»، و«ياقوت العرش»، و«علي تمراز» وغيرهم، ويتذكَّر طريقتهم وأفكارهم، وكيف كانت أحوالهم في الماضي، وكيف أصبحَت الآن. تنتابه الحيرةُ وهو يرصد أحوال أهل البلاد؛ كيف تغيَّرت الحياة وتبدَّلت هذا التبدُّل؟! يظلُّ يتنقَّل هنا وهناك آملًا أن يجد تفسيرًا لما يعانيه الناس، فهل لحيرته من نهاية؟