الْأَسَدُ وَالتِّمْثَالُ
كَانَ رَجُلٌ وَأَسَدٌ يَخْتَصِمَانِ أَيُّهُمَا أَقْوَى بِصِفَةٍ عَامَّةٍ: الْبَشَرُ
أَمِ الْأُسُودُ. ذَهَبَ الرَّجُلُ إِلَى أَنَّهُ هُوَ وَرِفَاقَهُ الْبَشَرَ أَقْوَى
مِنَ
الْأُسُودِ؛ لِأَنَّهُمْ يَحْظَوْنَ١ بِنَصِيبٍ أَوْفَرَ مِنَ الذَّكَاءِ. صَاحَ الرُّجُلُ: «تَعَالَ الْآنَ مَعِي،
وَسَوْفَ أُثْبِتُ لَكَ حَالًا أَنِّي عَلَى حَقٍّ.» فَأَخَذَهُ إِلَى الْحَدَائِقِ
الْعَامَّةِ وَأَرَاهُ تِمْثَالَ هِرَقْلَ وَهُوَ يَقْهَرُ الْأَسَدَ وَيَفْسَخُ فَمَهُ
شِقَّيْنِ.
قَالَ الْأَسَدُ: «كُلُّ ذَلِكَ جَمِيلٌ جِدًّا، وَلَكِنَّهُ لَيْسَ دَلِيلًا عَلَى شَيْءٍ؛ لِأَنَّ الَّذِي صَنَعَ التِّمْثَالَ هُوَ وَاحِدٌ مِنَ الْبَشَرِ.»
•••
«بِمَيْسُورِنَا٢ دَائِمًا أَنْ نُصَوِّرَ الْأَشْيَاءَ كَمَا نَتَمَنَّى لَهَا أَنْ
تَكُونَ.»
١
يَحْظَوْنَ: يَمْلِكُونَ، يَحُوزُونَ، يَفُوزُونَ.
٢
بِمَيْسُورِنَا: مِنَ الْيَسِيرِ أَوِ السَّهْلِ عَلَيْنَا.