الْأَسَدُ وَالْفَأْرُ
كَانَ الْأَسَدُ نَائِمًا ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ أَخَذَ فَأْرٌ صَغَيرٌ يَجْرِي عَلَيْهِ صَاعِدًا وَهَابِطًا، الْأَمْرُ الَّذِي أَيْقَظَ الْأَسَدَ فِي الْحَالِ، فَوَضَعَ عَلَيْهِ كَفَّهُ الضَّخْمَ وَفَتَحَ فَكَّيْهِ الْعَظِيمَيْنِ لِيَلْتَهِمَهُ. صَاحَ الْفَأْرُ الصَّغِيرُ: «عَفْوًا أَيُّهَا الْمَلِكُ، سَامِحْنِي هَذِهِ الْمَرَّةَ، وَلَنْ أَنْسَى إِحْسَانَكَ؛ مَنْ يَدْرِي لَعَلَّ بِإِمْكَانِي أَنْ أَرُدَّ لَكَ مَعْرُوفَكَ يَوْمًا مَا!» اهْتَزَّ الْأَسَدُ لِفِكْرَةِ أَنْ يَكُونَ بِإِمْكَانِ الْفَأْرِ أَنْ يُسَاعِدَهُ، حَتَّى أَنَّهُ رَفَعَ كَفَّهُ عَنْهُ وَتَرَكَهُ يَمْضِي.
•••
«الْأَصْدِقَاءُ الصِّغَارُ قَدْ يَثْبُتُ أَنَّهُمْ أَصْدِقَاءُ عِظَامٌ.»