الْأَرَانِبُ الْبَرِّيَّةُ وَالضَّفَادِعُ

كَانَتِ الْأَرَانِبُ مُضْطَهَدَةً مِنْ قِبَلِ الْحَيَوَانَاتِ الْأُخْرَى، وَلَمْ تَكُنْ تَعْرِفُ أَيْنَ تَذْهَبُ، فَمَا تَكَادُ تَرَى حَيَوَانًا وَاحِدًا يَقْتَرِبُ مِنْهَا حَتَّى كَانَتْ تُمْعِنُ فِي الْفِرَارِ،^١ وَذَاتَ يَوْمٍ رَأَتِ الْأَرَانِبُ حَشْدًا كَبِيرًا مِنَ الْأَحْصِنَةِ الْبَرِّيَّةِ فِي فِرَارٍ جَمَاعِيٍّ وَقَدْ شَتَّتَهَا الْفَزَعُ فِي كُلِّ صَوْبٍ،^٢ وَفِي ذُعْرٍ بَالِغٍ أَخَذَتِ الْأَرَانِبُ تَعْدُو إِلَى بُحَيْرَةٍ قَرِيبَةٍ، وَقَدْ عَقَدَتِ الْعَزْمَ عَلَى أَنْ تُغْرِقَ نَفْسَهَا فَلَا تَعِيشَ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْحَالِ مِنَ الْخَوْفِ الدَّائِمِ، وَلَكِنْ مَا إِنِ اقْتَرَبَتِ الْأَرَانِبُ مِنْ ضِفَّةِ الْبُحَيْرَةِ حَتَّى كَانَ فَصِيلٌ كَبِيرٌ مِنَ الضَّفَادِعِ الَّتِي رُوِّعَتْ^٣ بِدَوْرِهَا مِنَ اقْتِرَابِ الْأَرَانِبِ قَدْ أَخَذَتْ تَجِدُّ فِي الْعَدْوِ وَتَقْفِزُ فِي الْمَاءِ، هُنَا قَالَ أَحَدُ الْأَرَانِبِ: «حَقًّا، إِنَّ الْأُمُورَ لَيْسَتْ مِنَ السُّوءِ كَمَا تَبْدُو.»