الْأَسَدُ وَالثَّعْلَبُ وَالْحَيَوَانَاتُ
ذَاتَ يَوْمٍ صَرَّحَ الْأَسَدُ بِأَنَّهُ عَلَى فِرَاشِ الْمَوْتِ، وَدَعَا الْحَيَوَانَاتِ لِكَيْ تَأْتِيَ إِلَيْهِ وَتَسْمَعَ وَصِيَّتَهُ الْأَخِيرَةَ؛ لِذَا فَقَدْ أَقْبَلَتِ الْمِعْزَاةُ إِلَى كَهْفِ الْأَسَدِ حَيْثُ مَكَثَتْ هُنَاكَ تَسْتَمِعُ زَمَنًا طَوِيلًا، عِنْدَئِذٍ دَخَلَتْ نَعْجَةٌ، وَقَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ أَقْبَلَ عِجْلٌ لِكَيْ يَتَلَقَّى الْوَصَايَا الْأَخِيرَةَ لِمَلِكِ الْحَيَوَانَاتِ.
وَلَكِنْ سُرْعَانَ مَا بَدَا أَنَّ الْأَسَدَ قَدْ تَعَافَى، وَذَهَبَ إِلَى مَدْخَلِ كَهْفِهِ، فَرَأَى الثَّعْلَبَ الَّذِي بَقِيَ مُنْتَظِرًا بِالْخَارِجِ بَعْضَ الْوَقْتِ، قَالَ الْأَسَدُ للثَّعْلَبِ: «لِمَاذَا لَا تَأْتِي لِتُقَدِّمَ لِي فُرُوضَ التَّحِيَّةِ؟» فَقَالَ الثَّعْلَبُ: «مَعْذِرَةَ جَلَالَتِكَ! وَلَكِنِّي لَاحَظْتُ آثَارَ أَقْدَامِ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي دَخَلَتْ إِلَيْكَ لِتَوِّهَا، وَبَيْنَمَا أَرَى آثَارَ حَوَافِرَ كَثِيرَةٍ دَاخِلَةٍ فَإِنَّنِي لَا أَرَى أَثَرًا خَارِجًا، فَإِلَى أَنْ تَخْرُجَ ثَانِيَةً تِلْكَ الْحَيَوَانَاتُ الَّتِي دَخَلَتْ كَهْفَكَ فَإِنَّنِي أُفَضِّلُ أَنْ أَبْقَى فِي الْهَوَاءِ الطَّلْقِ.»
•••