الرَّجُلُ وَالْغَابَةُ
ذَاتَ يَوْمٍ قَدِمَ رَجُلٌ إِلَى الْغَابَةِ وَفِي يَدِهِ نَصْلُ فَأْسٍ، وَتَوَسَّلَ إِلَى الْأَشْجَارِ جَمِيعًا أَنْ تُعْطِيَهُ فَرْعًا صَغِيرًا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِغَرَضٍ مُعَيَّنٍ، كَانَتِ الْأَشْجَارُ كَرِيمَةً فَأَعْطَتْهُ فَرْعًا مِنْ فُرُوعِهَا، فَمَا كَانَ مِنَ الرَّجُلِ إِلَّا أَنْ ثَبَّتَهُ فِي رَأْسِ الْفَأْسِ، وَمَا لَبِثَ أَنْ أَعْمَلَهُ فِي الشَّجَرِ تَقْطِيعًا شَجَرَةً بَعْدَ أُخْرَى.
هُنَالِكَ أَدْرَكَتِ الْأَشْجَارُ كَمْ كَانَتْ حَمْقَاءَ حِينَ مَنَحَتْ عَدُوَّهَا الْوَسِيلَةَ لِتَدْمِيرِهَا!