الثَّعْلَبُ وَالْقِطَّةُ
كَانَ الثَّعْلَبُ يُفَاخِرُ الْقِطَّةَ بِوَسَائِلِهِ الذَّكِيَّةِ فِي الْهُرُوبِ مِنْ أَعْدَائِهِ، فَقَالَ لَهَا: «إِنَّ لَدَيَّ طَاقِمًا كَامِلًا مِنَ الْحِيَلِ، يَحْتَوِي عَلَى مَائَةِ طَرِيقَةٍ لِلْهُرُوبِ مِنْ أَعْدَائِي.» قَالَتِ الْقِطَّةُ: «أَمَّا أَنَا فَعِنْدِي طَرِيقَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَطْ، وَلَكِنِّي أَسْتَطِيعُ أَنْ أَتَصَرَّفَ بِهَا فِي عَامَّةِ الْأَحْوَالِ.» فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ بِالضَّبْطِ سَمِعَ الِاثْنَانِ نُبَاحَ فِرْقَةٍ مِنْ كِلَابِ الصَّيْدِ قَادِمَةٍ نَحْوَهُمَا، فَفَرَّتِ الْقِطَّةُ عَلَى الْفَوْرِ إِلَى أَعْلَى شَجَرَةٍ وَاخْتَبَأَتْ بَيْنَ أَغْصَانِهَا، وَقَالَتْ لِلثَّعْلَبِ: «هَذِهِ هِيَ خُطَّتِي، فَمَاذَا أَنْتَ فَاعِلٌ؟» أَخَذَ الثَّعْلَبُ يُفَكِّرُ فِي طَرِيقَةٍ أُوْلَى، ثُمَّ فِي طَرِيقَةٍ ثَانِيَةٍ، وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَدَبَّرُ أَمْرَهُ اقْتَرَبَتِ الْكِلَابُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ إِلَى أَنْ أَمْسَكُوا بِالثَّعْلَبِ وَهُوَ فِي حَيْرَتِهِ وَارْتِبَاكِهِ، وَمَا لَبِثَ الصَّيَّادُونَ أَنْ قَتَلُوهُ.
قَالَتِ السَّيِّدَةُ بُوسِي الَّتِي كَانَتْ تَرْقُبُ مَا حَدَثَ: «طَرِيقَةٌ وَاحِدَةٌ آمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مَائَةِ طَرِيقَةٍ لَا يُعْتَمَدُ عَلَيْهَا.»