الْكَلْبُ وَالْمِذْوَدُ
تَطَلَّعَ الْكَلْبُ يَوْمًا إِلَى نَوْمِ الْقَيْلُولَةِ،١ فَوَثَبَ دَاخِلَ مِذْوَدِ٢ ثَوْرٍ وَرَقَدَ هُنَاكَ عَلَى التِّبْنِ مُسْتَمْتِعًا بِالدِّفْءِ
وَالرَّاحَةِ، وَلَكِنْ لَمْ يَمْضِ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى عَادَ الثَّوْرُ مِنْ عَمَلِ
الظَّهِيرَةِ وَأَقْبَلَ إِلَى الْمِذْوَدِ وَأَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ بَعْضَ التِّبْنِ.
كَانَ ذَلِكَ مُؤَرِّقًا لِلْكَلْبِ، فَنَهَضَ فِي ثَوْرَةِ غَضَبٍ وَأَخَذَ يَنْبَحُ
عَلَى
الثَّوْرِ، وَكُلَّمَا دَنَا مِنَ التِّبْنِ هَمَّ بِعَضِّهِ.
وَأَخِيرًا يَئِسَ الثَّوْرُ مِنْ بُلُوغِ التِّبْنِ فَانْصَرَفَ مُغَمْغِمًا:٣ «آهٍ! كَمْ يَنْفَسُ النَّاسُ عَلَى الْغَيْرِ٤ مَا هُمْ أَنْفُسُهُمْ عَاجِزُونَ عَنْ الِاسْتِمْتَاعِ بِهِ.»
١
الْقَيْلُولَةُ: نَوْمُ نِصْفِ النَّهَارِ أَوْ الِاسْتِرَاحَةُ فِيهِ، وَإِنْ
لَمْ يَكُنْ نَوْمًا.
٢
مِذْوَدٌ: مَعْلَفُ الْمَاشِيَةِ.
٣
يُغَمْغِمُ: يَقُولُ بِصَوْتٍ غَيْرِ وَاضِحٍ.
٤
يَنْفَسُ الشَّيْءَ عَلَى الْغَيْرِ: يَحْسُدُهُ عَلَيْهِ.