الْجَرَّتَانِ
عَلَى ضِفَّةِ نَهْرٍ كَانَتْ هُنَاكَ جَرَّةٌ مُلْقَاةٌ مِنَ النُّحَاسِ وَأُخْرَى مِنَ الْخَزَفِ. وَعِنْدَمَا ارْتَفَعَ الْمَدُّ طَفَتِ الْجَرَّتَانِ وَجَرَفَهُمَا التَّيَّارُ مَعًا، هُنَالِكَ حَاوَلَتِ الْجَرَّةُ الْخَزَفِيَّةُ بِكُلِّ جُهْدِهَا أَنْ تَتَجَنَّبَ الِاقْتِرَابِ مِنَ الْجَرَّةِ النُّحَاسِيَّةِ الَّتِي صَاحَتْ: «لَا تَخَافِي يَا صَدِيقَتِي؛ فَأَنَا لَنْ أَرْتَطِمَ بِكِ.» فَقَالَتِ الْجَرَّةُ الْخَزَفِيَّةُ: «وَلَكِنَّنِي قَدْ أَلْمِسُكِ إِذَا اقْتَرَبْتُ أَكْثَرَ مِنَ اللَّازِمِ، وَسَواءٌ صَدَمْتُكِ أَوْ صَدَمْتِنِي فَسَوْفَ أَتَضَرَّرُ فِي الْحَالَيْنِ.»
•••
«الْقَوِيُّ وَالضَّعِيفُ لَا تَدُومُ لَهُمَا عِشْرَةٌ.»