الطَّمَّاعُ وَالْحَسُودُ
مَثَلَ جَارَانِ أَمَامَ١ الْإِلَهِ جُوبِيتَرَ وَتَضَرَّعَا إِلَيْهِ٢ أَنْ يُحَقِّقَ لِكُلٍّ مِنْهُمَا أُمْنِيَتَهُ؛ أَمَّا الرَّجُلُ الْأَوَّلُ
فَكَانَ مُمْتَلِئًا طَمَعًا، وَأَمَّا الرَّجُلُ الثَّانِي فَكَانَ حَسُودًا يَأْكُلُ
الْحَسَدُ قَلْبَهُ؛ وَلِذَا أَرَادَ جُوبِيتَرُ أَنْ يُعَاقِبَهُمَا فَوَافَقَ عَلَى
أَنْ
يُحَقِّقَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَيَّ شَيْءٍ يَتَمَنَّاهُ لِنَفْسِهِ، وَلَكِنْ
بِشَرْطِ أَنْ يَنَالَ الْآخَرُ ضِعْفَ ذَلِكَ الشَّيْءِ. تَمَنَّى الرَّجُلُ الطَّمَّاعُ
أَنْ يَكُونَ لَدَيْهِ غُرْفَةٌ مَلِيئَةٌ بِالذَّهَبِ، وَمَا كَادَ يَطْلُبُ حَتَّى
تَحَقَّقَ طَلَبُهُ، غَيْرَ أَنَّ فَرْحَتَهُ كُلَّهَا انْقَلَبَتْ إِلَى حُزْنٍ عِنْدَمَا
وَجَدَ أَنَّ جَارَهُ صَارَ لَدَيْهِ غُرْفَتَانِ مَلِيئَتَانِ بِهَذَا الْمَعْدِنِ
النَّفِيسِ، ثُمَّ جَاءَ دَوْرُ الرَّجُلِ الْحَسُودِ الَّذِي لَمْ يَحْتَمِلْ أَنْ يَجِدَ
جَارَهُ قَدْ نَالَ أَيَّ قَدْرٍ مِنَ السَّعَادَةِ؛ وَلِذَا فَقَدْ دَعَا أَنْ تُقْلَعَ
إِحْدَى عَيْنَيْهِ هُوَ حَتَّى يُصْبِحَ جَارُهُ فِي عَمًى تَامٍّ.
•••
«الرَّذَائِلُ عِقَابُ نَفْسِهَا.»
١
مَثَلَ أَمَامَهُ: حَضَرَ أَمَامَهُ وَاقِفًا.
٢
تَضَرَّعَا إِلَيْهِ: تَوَسَّلَا إِلَيْهِ.