الظَّبْيَةُ الْعَوْرَاءُ
كَانَتْ عَثْرَةُ الْحَظِّ قَدْ أَدَّتْ بِالظَّبْيَةِ إِلَى أَنْ تَفْقِدَ إِحْدَى
عَيْنَيْهَا، فَلَمْ تَعُدْ تَرَى أَيَّ شَخْصٍ يُدَانِيهَا١ عَلَى ذَلِكَ الْجَانِبِ؛ لِذَا فَقَدِ اعْتَادَتْ دَائِمًا، حَتَّى
تَتَجَنَّبَ أَيَّ خَطَرٍ، أَنْ تَتَنَاوَلَ غَدَاءَهَا عَلَى جُرُفٍ٢ قُرْبَ الْبَحْرِ وَعَيْنُهَا السَّلِيمَةُ نَاظِرَةٌ تِجَاهَ الْبَرِّ
«وَعَيْنُهَا الْعَمْيَاءُ مُوَاجِهَةٌ لِلْبَحْرِ». وَبِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ كَانَ
بِوُسْعِهَا أَنْ تَرَى الصَّيَّادِينَ كُلَّمَا اقْتَرَبُوا مِنْهَا عَلَى الْبَرِّ،
وَكَثِيرًا مَا تَمَكَّنَتْ مِنَ الْهَرَبِ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ، غَيْرَ أَنَّ
الصَّيَّادِينَ اكْتَشَفُوا أَنَّ إِحْدَى عَيْنَيْهَا عَمْيَاءُ، فَاكْتَرَوْا قَارِبًا
وَجَذَّفُوا حَتَّى الْجُرُفِ حَيْثُ اعْتَادَتْ أَنْ تَأْكُلَ، ثُمَّ أَطْلَقُوا عَلَيْهَا
الرَّصَاصَ مِنَ الْبَحْرِ.
تَأَوَّهَتِ الظَّبْيَةُ قَائِلَةً فِي حَشْرَجَةِ الْمَوْتِ: «آهٍ! لَا يَمْنَعُ حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ.»
١
يُدَانِيهَا: يَقْتَرِبُ مِنْهَا.
٢
جُرُفٌ: مُنْحَدَرٌ صَخْرِيٌّ شَاهِقٌ عِنْدَ الشَّاطِئِ.