الْأَسَدُ فِي حَالَةِ حُبٍّ
وَقَعَ الْأَسَدُ يَوْمًا فِي غَرَامِ فَتَاةٍ جَمِيلَةٍ، وَعَرَضَ عَلَى أَبَوَيْهَا
الزَّوَاجَ مِنْهَا. تَحَيَّرَ الْعَجُوزَانِ، وَلَمْ يَعْرِفَا مَاذَا يَقُولَانِ؛ فَهُمَا
لَا يُرِيدَانِ أَنْ يُعْطِيَا ابْنَتَهُمَا لِلْأَسَدِ، غَيْرَ أَنَّهُمَا لَا يُرِيدَانِ
أَنْ يُغْضِبَا مَلِكَ الْحَيَوَانَاتِ. أَخِيرًا قَالَ الْأَبُ: «إِنَّهُ لَيُشَرِّفُنَا
غَايَةَ الشَّرَفِ طَلَبُ جَلَالَتِكَ، غَيْرَ أَنَّكَ تَرَى أَنَّ ابْنَتَنَا هِيَ شَيْءٌ
صَغِيرٌ رَقِيقٌ، وَنَحْنُ نَخْشَى أَنَّكَ فِي فَوْرَةِ حُبِّكَ١ قَدْ يُصِيبُهَا مِنْكَ أَذًى مَا. فَهَلْ أَجْرُؤُ وَأَطْلُبُ مِنْ
جَلَالَتِكَ أَنْ تَقْلَعَ مَخَالِبَكَ وَتَخْلَعَ أَسْنَانَكَ؟ عِنْدَئِذٍ سَوْفَ
يَسُرُّنَا أَنْ نَنْظُرَ فِي طَلَبِكَ مَرَّةً ثَانِيَةً.»
كَانَ الْحُبُّ قَدْ بَلَغَ مِنَ الْأَسَدِ مَبْلَغًا عَظِيمًا؛ بِحَيْثُ إِنَّهُ قَلَّمَ مَخَالِبَهُ وَخَلَعَ أَسْنَانَهُ الْكَبِيرَةَ، وَلَكِنْ عِنْدَمَا ذَهَبَ ثَانِيَةً إِلَى وَالِدَيِ الْفَتَاةِ الصَّغِيرَةِ ضَحِكَا فِي وَجْهِهِ بِبَسَاطَةٍ وَقَالَا لَهُ افْعَلْ مَا أَنْتَ فَاعِلٌ!
•••
«الْحُبُّ يُرَوِّضُ الضَّوَارِيَ.»٢
١
فَوْرَةُ حُبِّكَ: اشْتِدَادُهُ.
٢
الضَّوَارِي: الْحَيَوَانَاتُ الْمُفْتَرِسَةُ.