عَازِفُ الْبُوقِ أَسِيرًا
فِي إِحْدَى الْمَعَارِكِ غَامَرَ عَازِفُ الْبُوقِ بِالِاقْتِرَابِ الزَّائِدِ مِنَ الْعَدُوِّ، فَأَخَذُوهُ أَسِيرًا. وَقَدْ هَمُّوا بِأَنْ يُعْدِمُوهُ عِنْدَمَا تَوَسَّلَ إِلَيْهِمْ أَنْ يَسْمَعُوا دِفَاعَهُ لِطَلَبِ الْعَفْوِ، قَالَ الرَّجُلُ: «إِنَّنِي امْرُؤٌ لَا أُقَاتِلُ، وَإِنَّنِي بِالْفِعْلِ لَا أَحْمِلُ سِلَاحًا، وَلَا أَعْدُو أَنْ أَنْفُخَ فِي هَذَا الْبُوقِ، وَذَلِكَ شَيْءٌ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُلْحِقَ بِكُمْ ضَرَرًا بِالتَّأْكِيدِ. فَلِمَاذَا إِذَنْ تَقْتُلُونَنِي؟»
فَقَالَ الْآَخَرُونَ: «رُبَّمَا أَنْتَ لَا تُقَاتِلُ بِنَفْسِكَ، غَيْرَ أَنَّكَ تُشَجِّعُ رِجَالَكَ عَلَى الْقِتَالِ وَتَقُودُهُمْ إِلَيْهِ.»
•••
«أَحْيَانًا مَا تَكُونُ الْأَقْوَالُ أَفْعَالًا.»