الثَّعْلَبُ وَالْمَاعِزَةُ
كَانَ هُنَاكَ ثَعْلَبٌ أَوْقَعَهُ سُوءِ الْحَظِّ فِي بِئْرٍ عَمِيقَةٍ لَمْ يُمْكِنْهُ الْخُرُوجُ مِنْهَا، وَلَمْ يَمْضِ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى مَرَّتْ مَاعِزَةٌ فَسَأَلَتِ الثَّعْلَبَ عَمَّا يَفْعَلُ فِي قَعْرِ الْبِئْرِ، قَالَ الثَّعْلَبُ: «عَجَبًا! أَلَمْ تَسْمَعِي؟! سَيَحِلُّ قَحْطٌ عَظِيمٌ؛ وَلِذَلِكَ قَفَزْتُ إِلَى هُنَا أَسْفَلَ الْبِئْرِ؛ لِكَيْ أُؤَمِنَّ الْمَاءَ لِنَفْسِي. لِمَاذَا لَا تَنْزِلِينَ أَنْتِ أَيْضًا؟»
أَمَّا الْمَاعِزَةُ فَقَدْ أَحْسَنَتِ الظَّنَّ بِهَذِهِ النَّصِيحَةِ، وَقَفَزَتْ إِلَى أَسْفَلِ الْبِئْرِ، فَمَا كَانَ مِنَ الثَّعْلَبِ إِلَّا أَنْ وَثَبَ عَلَى ظَهْرِهَا وَرَكَزَ قَدَمَهُ عَلَى قُرُونِهَا الطَّوَيلَةِ، فَتَمَكَّنَ بِذَلِكَ مِنَ الْقَفْزِ عَالِيًا إِلَى حَافَةِ الْبِئْرِ. عِنْدَئِذٍ قَالَ الثَّعْلَبُ: «مَعَ السَّلَامَةِ أَيَّتُهَا الصَّدِيقَةُ، تَذَكَّرِي فِي الْمَرَّةِ الْقَادِمَةِ: إِيَّاكِ أَنْ تَثِقِي بِنَصِيحَةِ مَنْ هُوَ فِي عُسْرٍ مِنْ أَمْرِهِ.»