الْأَصْلَعُ وَالذُّبَابَةُ
جَلَسَ رَجُلٌ أَصْلَعُ بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ ذَاتَ يَومٍ حَارٍّ مِنْ
أَيَّامِ الصَّيْفِ، فَجَاءَتْ ذُبَابَةٌ وَظَلَّتْ تَطِنُّ١ حَوْلَ صَلْعَتِهِ، وَتَخِزُهُ بَيْنَ الْحِينِ وَالْحِينِ. سَدَّدَ الرَّجُلُ
بِجُمْعِ كَفِّهِ٢ لَطْمَةً لِعَدُوِّهِ الصَّغِيرِ، غَيْرَ أَنَّهَا أَصَابَتْ رَأْسَهُ بَدَلًا
مِنَ الذُّبَابَةِ. ثُمَّ عَادَتِ الذُّبَابَةُ تُزْعِجُهُ كَرَّةً أُخْرَى،٣ وَلَكِنَّهُ كَانَ حَكِيمًا هَذِهِ الْمَرَّةَ، وَقَالَ فِي نَفْسِهِ: «لَنْ تُؤْذِيَ
غَيْرَ نَفْسِكَ، إِذَا أَنْتَ الْتَفَتَّ لِكُلِّ خَصْمٍ
حَقِيرٍ.»
١
الطَّنِينُ: صَوْتُ الذُّبَابَةِ.
٢
بِجُمْعِ كَفِّهِ: بِكَفِّهِ وَهِيَ مَقْبُوضَةٌ.
٣
كَرَّةً أُخْرَى: مَرَّةً أُخْرَى، تَارَةً أُخْرَى.