حسب المنايا … أمانيا١
(إلى روح محمود درويش.)
«كفى بك داء أن ترى الموت شافيًا
وحسب المنايا أن يكن أمانيا
كفى! كفى! كفى!
لعمرك إن الشعر فتنة
وأنت هواي
•••
الشعر أولًا، الشعر أمس، اليوم، وغدًا
الشعر أبدًا.
في الهمس، بالحدس، وباللمس،
في الضوء المنثور،
بشهب النار، وحمم النور
يعلي فوقنا العلى، يمحو الديجور.
الشعر، بورك هذا الطور
تبجل من سماك!
في الشغاف آواك،
المجد، كل المجد لك!
لم يبدأ أي كلام قبلك،
لن يوجد للكلم مدًى بعدك.
من سمى الأرض سواك،
كل الكواكب، ورد الكواعب،
وشاح النهار، بوحك في الليل،
متى يقطر الغيث،
عندما يبتسم الشحر،
وضفاف المعنى تفيض حنينًا،
نسمعها تناغي الوتر.
الشعر كان …
كان الشعر ليبقى،
كي لا يتلف الإنسان.
من هو العربي؟
اليوم، في سالف الأوان.
العربي هو إنسان الشعر،
العربي قابضًا منذ النطفة على جمرة الأزل،
السالك بحرًا بحرًا، صدرًا وعجزًا، وعجزًا،
قافية، ورويًّا، وحلمًا قصيًّا،
دروب الأبدية. ممتطيًا صهوة النخوة العربية.
طللًا محيلًا بدا، أو غرة القمر.
الشعر أولًا.
كان سيبقى طريق الأمل.
للجبال أن تتململ،
للأرض أن تتزلزل،
للريح أن تعوي في القيعان،
أن تعول في أحشاء الزمان،
لهوج الأعاصير أن تهز القلاع تمخض التلال،
لأمة كناها أن تحثو التراب،
أن تنسحب دونها كل الظلال،
إلا أن يهجرها الشعر …
أن تنام القبيلة وتستيقظ فلا تجد شاعرها،
ﺑ «سقط اللوى»، لا في «الدخول» ولا «رام الله»،
ولا ﺑ «حومل»،
فيا ألله من سيغنينا،
من سيزفنا بعد اليوم إلى الأزل؟!
١
كتب بمناسبة جلسة تأبين للراحل محمود درويش، نظمت على هامش منتدى ٢٠٠٨م،
بتاريخ ١٣ أغسطس (عشت) من عامه.