في نظر الغرب
منذ القرن الأول للهجرة لم يعرف العالم حقبة من حقب التاريخ خلا فيها الغرب ممن يهتمون بالإسلام على نحو من الأنحاء، ولكن الذي يعنينا في هذه العجالة هو اهتمام الغرب بالإسلام في عصر الاستعمار، وقد كان على الأغلب اهتمامًا يروده الباحثون من وجهة النظر العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية أو الدينية، فلم يهتم الغرب بالإسلام قط من وجهة نظر عامة أو من وجهة نظر علمية في القرن الثامن عشر أو القرن التاسع عشر، وإنما التفت الغربيون إلى دراسة الإسلام من هذه الوجهة — وجهة النظر العلمية — منذ أوائل القرن العشرين، وهي مع هذا لا تخلو من غرض، وإن تخفى الغرض فيها أحيانًا وراء نقاب.
فمن أواخر القرن التاسع عشر إلى اليوم تقوم الجامعات والمعاهد في هولندا وفرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة لدراسة أحوال المسلمين، وأسرار العقيدة الإسلامية على أضواء العلم الحديث، وينشئ بعض الجامعات كراسي لهذه الدراسة أو قاعات لإلقاء المحاضرات، وانتداب المختصين لإلقاء سلاسل من هذه المحاضرات سواء كانوا من الأساتذة فيها أو ممن يعلِّمون في الجامعات الأخرى.
وسنجمل في هذا الفصل أقوالًا متفرقة من مباحث المختصين الذين صوروا الإسلام للغرب كما فهموه، فإننا إذا عرفنا كيف يفهموننا عرفنا كيف يكون موقفهم منا، وكيف يكون موقفنا منهم، ولو كانت المحاولة «علمية» تدور عليها دراسات علماء.
•••
افتتحت جامعة شيكاغو قاعة محاضراتها الإسلامية منذ نحو خمسين سنة (١٩٠٦) فحصر المحاضر الأول — دنكان بلاك مكدونالد — أهم الموضوعات التي يمكن أن يدور عليها البحث في ثلاثة، وهي الشخصية المحمدية، ومدارس التصوف، وأطوار الأمم الإسلامية في حركة التجديد.
وعند توينبي أن المسلم يواجه الغرب اليوم كما واجه الإسرائيلي حضارة روما واليونان قبل ألفي سنة، ولا يعني بذلك أنه جامد على أساليب ذلك العصر، بل يعني به أن من المسلمين من يقاوم الحضارة الأوروبية بالاقتباس منها كما فعل هيرود في عصر السيد المسيح، ومنهم من يقاومها بالمحافظة الشديدة والإصرار على القديم بنصه وحرفه.
وقد ذكر الانقلاب التركي وما تلاه من الحركة الكمالية نحو الغرب، فقال: إن التجديد التركي قد تطور هذا التطور؛ لأن التجديد كله قد بدأ من ناحية العسكريين على أثر الهزائم المتوالية التي منيت بها الدولة العثمانية، فاتخذ صبغة التنفيذ العسكري بعد هزيمة الأخيرة في الحرب العالمية الأولى. ثم قال ما فحواه أن النظام العسكري قد اقترن بالنظام النيابي الذي علقت جذوره على ما يظهر بالتربة الإسلامية، وفضل العقلية الإسلامية على العقلية الأوروبية في أخوة الدين. فإنها في هذا العصر الذي تقاربت فيه المسافات قمينة أن تحشد الإسلام صفًّا واحدًا أمام غزوات الشيوعيين، وقد نوَّه بالرسالة التي تؤديها اللغة العربية في هذا الموقف، وهي لغة الكتابة على اختلاف اللهجات بين مراكش وإيران ومسقط وزنجبار.
•••
وملاحظته الأولى: هي أن التجديد في الإسلام يبدأ من جانب «العلمانيين» أو الدنيويين خلافًا لتجديد الغرب الذي يتولاه رجال الدين، وأن المسلمين العصريين يعتمدون على مكانة الإمام محمد عبده لتسويغ جهودهم التي لا يرضى عنها الجامدون كلما حاولوا التقريب بين الإسلام والحضارة الحديثة، وتعليل ذلك عنده أن المسلم المتعلم على المنهاج الأوروبي هو الذي يعرف ما يستفاد من علوم الغرب وحضارته، وهو منهاج لم يفتح أمام الشيوخ قبل الجيل الجديد.
ويرى الأستاذ جب أن التجديد ينتشر في العواصم، وقلما يسري إلى الأقاليم النائية في جوف البلاد.
ويلاحظ أن المجددين في مصر قد يتأولون الأحاديث النبوية، ولكنهم لا يجترئون كما اجترأ بعض مجددي الهند على المناقشة في التنزيل، ولا سيما المناقشة حول تنزيل القرآن بلفظه أو بمعناه، ولم يعلل الأستاذ جب هذا الاختلاف، ولم يذكر له أمثلة كثيرة في الهند أو غيرها، ولكننا نظن أن خاطر التنزيل بالمعنى إنما يخطر لمن يتعودون أن يفهموا القرآن بمعناه، أو يترجموا هذا المعنى مع قراءته بالحروف العربية، وقليل جدًّا مع هذا من يعلق التجديد بهذا الضرب من التأويل.
•••
وأهم ما لاحظه: أن دعاة التجديد يهتمون بإثبات «قابلية الإسلام» للتحضر والتمدين، ويشيدون بفضله على حضارة الغرب من عهد دخوله الأندلس إلى عهد الحروب الصليبية، وأن بعض المجتهدين — وسمى منهم أبا الأعلى المودودي — يؤمنون بأن الإسلام نظام الكون، وأن العالم العلوي يمشي على نظامه، فيصح أن يقال عن الشمس والقمر والكواكب أنها كائنات مسلمة؛ بل يصح أن يقال عن تكوين الملحد نفسه إنه في «كيانه الجسدي» يتبع نظام الخلق فيتبع من ثمة أحكام الإسلام.
وينزع الأستاذ سميث إلى التفسيرات الاقتصادية في عقائد الطبقات، فيقول: إن «الشخصية النبوية» هي مدار العقيدة حيث يلتمس المسلم في العصر الحاضر «مثلًا أعلى» لمسلكه وأدبه وقواعد خلقه، وإن المساس بالنبي عليه السلام يثير المسلم أشد من ثورته على من يمس الربوبية، ولا يقصد بذلك أن مقام النبوة أعظم عنده من مقام الإله، فهذا ممتنع كل الامتناع في الإسلام، ولكنه قد تعود أن يسمع بالملحدين المنكرين لوجود الإله، ولم يتعود أن يواجهه أحد بالقدح في نبيه، ولو لم يكن من المتدينين بدينه، وهذه الحركة الواسعة قد عرفت خاصة بتعظيم شخص الرسول صلوات الله عليه حتى سميت باسم حركة «السيرة» وأصبح قوامها الإعجاب والاقتداء بسيرة النبي في حياته الخاصة والعامة، وهنا يستطرد الأستاذ إلى تعليلاته الاقتصادية فيقول: إن الطبقة الوسطى في جميع الأمم «فردية» أو معنية بالشخصية الفردية، ومن ثم اتجه الشعور الديني عند المتعلمين — ومعظمهم من الطبقة الوسطى — إلى «شخصية» تملك إعجابهم، وتقنع المتدين بجدارتها للقدوة والأمانة، فكانت «الشخصية المحمدية» هي مدار هذا الشعور وقبلة هذا التفكير.
وليس من غرضنا أن نطيل التعقيب خلال تلخيص الآراء الغربية عن الإسلام، ولكننا نحسب أن الخطأ هنا لا يحتاج إلى إسهاب في التعقيب عليه؛ لأن الاهتمام بذوات الأولياء والقديسين يشيع في كل أمة بين العامة وسواد الناس أشد من شيوعه بين الميسورين المتوسطين ممن يسميهم أصحاب التفسير الاقتصادي بالبرجوازيين، ونرى أن تعظيم النبي عام بين المسلمين في هذا العصر، وأن كتابة السيرة المحمدية عامة كذلك بينهم في كل أمة، فلا عجب أن تعم البلاد التي كان للشخصية الإنسانية فيها مكانة بارزة في كل عقيدة من أقدم العصور، وهذا عدا ما هو مأثور من طبيعة الإنسان؛ إذ تدرك القداسة متمثلة في صورة واضحة قبل أن تتمثلها في عالم التجريد.
•••
قال: وقد أدى ضغط الآراء الغربية إلى تغيير واحد في التفكير الإسلامي، فإن المسلمين في القرون الوسطى كانوا يتجاهلون قواعد التفكير الأخرى، فأصبحوا اليوم معنيين بالرد على وجوه الاعتراض التي تأتي من غيرهم، وهم يجتهدون ليثبتوا أن الإنسانية الصادقة والآداب القويمة والعقل السليم تلقى أرفع تعبيراتها في شريعة الإسلام وأحكامه، ويسلمون أن ديانتهم اليوم ليست على ما يحبون، وأن الإصلاح ضرورة لا محيص عنها، ولكنهم يصرون على أن الإسلام دون غيره هو الذي يصلح لمطالب النوع الإنساني، فقد تغيرت الأحوال، ووجب أن تتغير معها النظرة إلى الديانة، وقد كان أثر الغزالي في الشيخ محمد عبده قويًّا يبدو واضحًا في فهم الدين على أنه عقيدة باطنة حيوية من شئون السريرة، وأن الشعائر الخارجية ثانوية مضافة إليها، وقد أخذت طائفة من الذين يدعون على العموم تلاميذ الشيخ تنقاد لمذهب الحنابلة، فتجمعت من ذلك دعوة إلى رفض البدع المستحدثة، والعود إلى سلامة العقيدة الماضية، وتضمنت هذه الدعوة برامج إصلاح في الشئون الدينية والاجتماعية والاقتصادية تثبت قابلية الإسلام للتدين به في الأحوال الحاضرة، وهؤلاء التلاميذ يتجهون إلى أهداف مختلفة؛ بعضها وطني قومي، وبعضها مدرسي ينظر إلى الحرية العقلية، وبعضها يقدم الإصلاح الديني ويعتبره مبدأ لكل إصلاح، ومنهم من يصبح بانقياده للنزعة الحنبلية محافظًا في بعض الأمور أشد من المحافظين، وتنصل الصبغة الغزالية عن حياتهم، وإنهم ليعتقدون أنهم معتدلون يتوسطون بين البساطة التي ترجع بقوتها كلها إلى التسليم الأعمى في طوائف الدهماء وبين المتطرفين من دعاة التقدم الذين يجنحون إلى الحرية العقلية المطلقة، والاتجاه إلى الحضارة العصرية، ونظم الحكم الحديث، والشريعة الوضعية، ويؤكدون أن الإسلام إذا فسر كما يفسرونه يتكفل بالحل الوحيد لمشكلات المجتمع والسياسية والدين.
وانتقل تريتون إلى مسألة الخلافة فقال: «إن إلغاء الترك للخلافة صدم العالم الإسلامي، وإن كانت الخلافة قد صارت منذ زمن بعيد اسمًا على غير مسمى، ولكنها كانت عندهم ذات قيمة عاطفية، ومنهم من يؤثر إيجاد الخلافة بأية صبغة روحية خادمة للشريعة لا حاكمة مسيطرة عليها، وإنما وظيفة الخليفة أن يراقب القيام بحكم الشرع، ولا يستطاع ذلك بغير سلطان وراءه، ومثل هذا الخليفة أدنى إلى أن يكون كالإمام عند الشيعة، إلا أنه لم توجد قط ولا توجد الآن أداة معترف بها تتولى اختياره، وأقرب ما يكون إلى هذه الأداة فتاوى الفقهاء بغير صفة رسمية، وهم لا يعينون بل يرتقون إلى مكانتهم بالمعرفة ووجاهة الشخصية كأنهم المثل المحسوس لاتفاق الجماعة، ويعتبر الوطنيون الذين يعتقدون أن خلاص الإسلام مرهون بإقامة الحكومات المستقلة أناسًا من الوجهة النظرية مقترفين لخطيئة التفرقة بين صفوف الجماعة، ولكن الحكومات المنفصلة قد وجدت قديمًا دون أن تفصم وحدة الجماعة، وليس ما يمنع أن يعود الأمر كما بدأ، ويومئذ يصدق على عالم السياسة ما روي عن النبي حيث يقول: إن الاختلاف بين أمتي رحمة.»
«وربما تأثر المسلمون بإجلال النصارى للمسيح فرفعوا مقام النبي إلى أوج المثل الأعلى، وجعلوا الدين محاكاة له في سيرته، ولم تزل نظرة المسلمين إلى نبي الإسلام تتنوع من حقبة إلى أخرى، ولكن النبي نفسه كان يقول: إنه إنما هو رسول وإنسان من البشر، وليس في يديه أن يصنع المعجزات.»
وختم تريتون هذا الفصل قائلًا: إن الفجوة بين مدرسة التجديد ومدرسة المحافظة لا تزال على اتساع لا يأذن بالمراجعة التي دعا إليها محمد إقبال، وكلتاهما مع هذا قد تثوب إلى القرآن الذي يوحي إلى المدرستين أن الله ليس كمثله شيء، وأنه أقرب إليهم من حبل الوريد.
•••
ولخص حبيب أمين الكوراني حركات التجديد في ثلاث دعوات كبرى: هي دعوة جمال الدين المنادي بالجامعة الإسلامية على أساس التقريب بين الإسلام والعلم، ودعوة الوهابيين على أساس العودة إلى السلف الأول، ودعوة الشيخ محمد عبده على أساس العمل بمقتضيات العصر كما يسوغها التفسير الحديث لأحكام الإسلام.
أما الأول: فيصرح بإخفاق التبشير، وينعى على الحضارة الغربية أنها نفرت المسلمين من المسيحية، ويشتد في نقد الروايات السيمية؛ لأنها أدخلت في روع المسلم الشرقي أنها تمثل حياة الأمم المسيحية، فنظروا إليها نظرة طالب التسلية، ولم ينظروا إليها نظرة طالب الإصلاح.
وكأنما خشي من أنصار التبشير إعراضًا عن المعونة فلام الذين ينصحون بالتحبب إلى الشرق من طريق التعليم والإحسان والتطبيب، وقال: إن الذهن الشرقي مطبوع على التفكير الديني «الثيولوجي» فهو لا يفهم الإصلاح على غير هذه القاعدة، وما لم يكن هنالك حافز ديني فالأمر عنده من الشواغل العرضية التي لا تستحق الجهد ومحاولة التبديل، وإنه لرأي في الحق جد عجيب؛ لأنه الرأي الذي ينقلب على صاحبه، ويقنع أنصار التبشير بضياع المسعى وخيبة الرجاء في كل تغيير يتوقف على تغيير العقيدة أو تغيير «الذهن» بما اشتمل عليه.
وأما لورنس براون: فمحاولته كلها متجهة إلى تكذيب القول بعقم المساعي التي تبذل في «تبشير المسلمين»، وهو لا ينكر أن المسلمين الذين يصبئون عن دينهم جد قليلين، ولكنه يرى أن المسألة هنا مسألة الطبقة لا مسألة العقيدة، وأن أبناء الطبقات الميسورة من المسلمين كأبناء هذه الطبقات في جميع الملل والنحل، قوم قد استقروا على عاداتهم الاجتماعية وعلاقاتهم العائلية، فلا مطمع في تحويلهم عن هذه العادات أو قطعهم لهذه العلاقات، ولكن المطمع كبير في الطبقات البائسة كما ظهر من نتائج التبشير بين الهنود المحرومين، كما ظهر في رأيه بين المتنصرين الهنود الذين يرجح انتماؤهم في الأصل إلى أجداد كانوا يدينون بنحلة من نحل الإسلام.
وقد ظهر باللغة الإنجليزية كتاب عن الإسلام والغرب، ثم ترجم إلى العربية باسم الإسلام في نظر الغرب، ونشر منذ شهور قليلة، وقام بترجمته الدكتور إسحق موسى الحسيني من فلسطين.
يقول الأستاذ «فيليب حتى»: إن الطرفين من المحافظين والمجددين يتباعدان، وبينهما جماعة وسطى «تواجه عملية اختيار دائم» يتيسر من المسائل الفنية والعلمية، ويتعسر في مسائل المجتمع ومشكلات المعيشة أو المشكلات الاقتصادية، ويقول: إن المتفرنجين من الترك قد غيروا لباس الرأس، ولكنهم لا يستطيعون أن يغيروا ما في داخل الرأس بمجرد لبس القبعة وخلع الطربوش، ويختم كلمته قائلًا: إن الدول العربية ليست جزءًا من آسيا، وعلى الغرب أن يقنع تلك الدول التي ترغب في توطيد التفاهم مع الغرب أنها تنتسب إلى تلك الثقافة، أي إلى الثقافة الغربية!
ويسهب الدكتور بايرد دودج المدير السابق للجامعة الأمريكية في إيراد الأمثلة من تفسيرات الشيخ محمد عبده على المطابقة بين الإسلام والعلم الحديث؛ ومن مسائل العلم الحديث التي أشار إليها: مسألة التطور والجراثيم، ومسائل الاقتصاد التي تتناول المعاملة بالربا وما إليها، ولكنه يقول: إن الناشئة تنبذ فرائض دينها «ويلوح لي أن هوليوود قد أثرت في الجيل الحاضر من المسلمين أكثر من تأثير مدارسهم الدينية.»
ثم يقول: «واليوم قد أصبحت القومية ذات الصبغة المادية عنصرًا قويًّا في الفكر الإسلامي والمجتمع، وهذا يؤدي إلى مناهضة فكرة الوحدة الإسلامية أو الخلافة، وكون الإسلام أخوة منظمة — فالقومية قد حلت محل المظهر الديني للوحدة الإسلامية إلى حد كبير، وغني عن البيان أن الشبان المسلمين الذين لا يبالون بالإسلام باعتباره نظامًا عظيمًا هم الذين يغلب عليهم اعتناق الشيوعية.»
وزبدة كل هذه الآراء، ما كان منها لمحض العلم أو ما كان منها منظورًا فيه إلى التبشير والسياسة، أن الغربي مشغول بأمر الإسلام شغلان من يشعر بيقظته، ويترقب ما وراء هذه اليقظة، فلا يخرجها لحظة من حسابه، وأهم ما يهمه أن يعلم كيف يقف الإسلام غدًا من مجاميع الأمم الغربية والشرقية، وكيف يكون مسلكه إذا التحمت المعسكرات ثم افترقت عن هزيمة هذا وانتصار ذاك.
ويقابل هذه النظرة، أو هذه النظرات من الغرب، نظرة أو نظرات مثلها من جانب المجموعة الأممية التي تسمى بالكتلة الشرقية، وتدل نظراتها جميعًا على تناقض غير مطرد في وجهته. فيرحبون حينًا بنشاط القوميات؛ لأنها تفرق بين المسلمين في البقاع المتقاربة، ويرحبون حينًا آخر بنشاط الوحدة الإسلامية؛ لأنهم يخشون العصبية القومية، ولا ييأسون من تفسير الدين بما يوافق دعوتهم الاجتماعية.