تهذيب الأخلاق
«وآخر المراتب في الفضيلة أن تكون أفعالُ الإنسان كلُّها أفعالًا إلهية. وهذه الأفعال هي خيرٌ محض، والفعل إذا كان خيرًا محضًا فليس يفعله فاعله من أجل شيءٍ آخر غير الفعل نفسه؛ وذلك أن الخير المحض هو غاية متوخَّاة لذاتها؛ أي هو الأمر المطلوب المقصود لذاته.»
في هذا الكتاب يشرح العالم والفيلسوف العربي «ابن مِسكويه» علم الأخلاق من وجهة نظرٍ إسلامية وفلسفية. ذهبت مجموعةٌ من الفلاسفة وعلماء الأخلاق والمنطق إلى أن الخير يُولَد مع فطرة الإنسان، فيتحول بعد ذلك وفقًا لمكتسبات البيئة. بينما ذهب آخرون إلى أن النفس البشرية ما هي إلا شرٌّ محض، ويتم تخييرها مع التنشئة عن طريق التهذيب والتربية، أو الإبقاء على نوازع الشر بداخله وتطويرها. في حين آمنَ البعض بأن الخير في الإنسان لا يُنتزع، والشر لا يتغير حتى بزرع الأخلاق. في هذا الكتاب، يُقدِّم «ابن مِسكويه» رؤيته في علم الأخلاق، ويضع إجاباتٍ لتلك التصورات حول الخير والشر، بشكلٍ فلسفيٍّ متعمق، يأخذ فيه العلم عن السابقين نقلًا وعقلًا على حدٍّ سواء، متأثرًا بفلاسفة اليونان وبالشريعة الإسلامية.