خاتمة الطبع

بقلم عبد العليم صالح المحامي الأزهري

بحمد مَن طبع على حمده الجنان، وفاض بشكره اللسان، قد كمل هذا الكتاب طبعًا في هذه الأيام التي درجت فيها القرائح من أوكارها، وسار الفكر في طريق البحث عن الحقائق محبًّا لا كارهًا؛ فقد اتفقت الآراء وتوحدت الأفهام، على وجوب النهوض والقيام، على نشر المعارف في أرجاء البلاد، وبث العلوم في كل وادٍ ونادٍ. ولا خلاف بين العقلاء في أن مِن أهم عوامل التقدُّم نشر التآليف النافعة، المُهذِّبة للنفوس المُثقِّفة للعقول، الدافعة للأوهام الناهضة بالأقوام إلى مراقي السعادات ومعارج الكمالات، وطَرْح الأباطيل الكاذبة والخيالات المائنة التي بُنيت عليها الروايات؛ تلك التي أحدثت غوغاء وجلبة كانت ولا تزال من جملة الأسباب لضعف العقول وإماته الأذهان. والعاقل المُحب لبلاده وقومه لا يجد بُدًّا من أن يعمل بقدر ما يصل إليه جهده ويسعه إمكانه عملًا نافعًا لوطنه وأبناء نوعه، وقد توفَّقت إلى نشر هذا الكتاب الذي عانيت في تصحيحه وتبويبه ما حبَّب إليَّ كل عناء في مثل هذا السبيل، حتى جاء بتوفيق الله بالغًا النهاية، مشتملًا على الغاية التي تُراد من نظائره في باب التربية. فإن راق هذا العمل في عيون القوم، فذلك ما أعهده من الإنصاف. وإلا فما أكثرَ المنتقدين بيننا وأقلَّ العاملين! وفَّقنا الله إلى خير العمل، وأنالنا السعادة التي نتمناها في ظل أمير المؤمنين وحامي حوزة الملك والدين، خليفة رسول رب العالمين، وإمام المتقين «عبد الحميد خان» الثاني، قرَن الله دولته بالنصر والتأييد، وحرس أمير البلاد مولى الفضائل وموئل الرشاد، الخديوي الأعظم «عباس حلمي باشا» الثاني، ما دعا داعٍ بطبعه في الختام.

تم طبعه في يوم الثلاثاء ٢١ ربيع الثاني سنة ١٣١٧ هجرية.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤