إلى أبي الطيب
أبا الطيب انقاد الزمان على هدَى
وصرت برغم الدهر للدهر سيدا
وأعطاك ما أمَّلته من إمارة
ولكن على عرش الزمان مُخلَّدا
مضتْ ألف عام أبلتِ الملك كلَّه
وملكُك لا يزداد إلَّا تجدُّدا
طلبتُ على الغبراء قبرك جاهدًا
فألفيتُه ذكرًا عليك مشيَّدا١
تدوِّي به الآفاق شعرًا وحكمة
وتجري به الأزمان مجدًا وسؤددا
فتربتُك الغبراء إن شئت مرقدًا
وقبَّتك الزرقاء إن شئت معبدا
تنبَّأتَ أن تحيا بشعرك خالدًا
فصدَّقت الأجيالُ قولًا مسدَّدا
وقامت لك الأعياد في كل بقعة
فأنشِد على عرش الخلود مردِّدا
«وما الدهر إلَّا من رُواة قصائدي
إذا قلتُ شعرًا أصبح الدهر منشدا
وسار به مَن لا يسير مشمِّرا
وغنى به من لا يغني مغرِّدا»٢
عبد الوهاب عزام
١
تحريت المكان الذي قتل فيه الشاعر وقبره: ينظر الفصل الثامن عشر.
٢
نظمت في بغداد سنة ١٩٣٦م.