نموذج من رسائل شوقي
وأكثر كُتُب شوقي مفقودٌ من عندي بكثرة أسفاري وضياع كثير من أوراقي، ثم هناك سبب
آخر
لصعوبة العثور على الأوراق التي أنشُدُها فلا أجدها، وهو أن ما عندي من الأوراق والطروس
المكتوبة يملأ صناديق عديدة، بل الظروف التي تشتمل على تلك الأوراق تُحصَى عندي بالمئات
لا بالعشرات، وهذا كلُّه عدا المطبوع الذي منه صناديق أخرى مُفعَمة لزًّا، فإذا أردتُ
أن
أبحث عن مكتوب لَزِم لذلك أيام وليالٍ وتعطيل أشغال، وبديهي أنِّي لا أملك من الوقت ما
أتفرغ فيه للبحث عن أوراق غائصة في تلك اللجج الخضر، ولا شكَّ في أن مكاتيب شوقي هي بين
هذه الأوراق ولكن لا تصل اليدُ إليها، وقد عثرت اتِّفاقًا على كتابٍ منه في تاريخ ٢٦
أكتوبر سنة ١٩٠٧ يقول لي فيه ما يأتي:
أميري الحبيب الكريم
سلام الله العلي العظيم على ذلك الجناب الكريم وبعدُ، فإن أخي بيومي بك الذي يتقدَّم إليك برسالتي هذه هو رجل كلُّه أدب وإن لم يكن من رجال الأدب، وقد عزم على أن يقيم ببيروت أيامًا معدودة، وأبى إلَّا أن أدلَّه على عَلَمِها ومَنارِها والأثر الفخم الجليل من آثارها وهو أنت، وها قد دلَلْتُه وإليك أرسلته، وأنا أغبطه بهذه الوفادة، وأحسده على تلك السعادة.
المخلص
شوقي