رتبة (جِرِسُّورسْ = سيكونيفورمس)
Order (Gressores = Ciconuformes)
«اللقلقيات»
الأجنحة متوسطة الطول وفي بعضها تكون طويلةً مدبَّبة. وقد تُوجَد زوائدُ ريشٍ تزينها على الرأس أو في أسفل الذقن أو على الكتفَين أو أسفل الظهر.
تتخذ أعشاشها في الأشجار أو في الصخور أو فوق الأرض مباشرةً أحيانًا، ويختلف عدد البيض بحسب أنواعها، الذي لونُه أبيضُ عادة.
ومأوى هذه الرتبة المستنقعات الضحلة والمنخفضات ذوات المياه الجارية وشواطئ المياه من أنهار وبحار وتُرَع، وهي في رحلاتها البعيدة تحتشد في جماعاتٍ مسافرة بنظامٍ مخصوص. طعامها الديدان والحشرات والحيوانات الرخوة المائية والفِقرية والأسماك والزواحف والبرمائية.
الفصيلة اللقلقية (سيكونييداي)
(Storks and Tabirus)
جنسٌ واحد منها في مصر.
جنس سيكونيا (اللقلق) = العنز
يختص هذا الجنس بمنقاره المخروطي الشكل المستقيم المكسو بأغشيةٍ قرنية، ومنخره أفقي. الصدغ (وأجزاء من القسمة) عارٍ بعض الشيء من الريش، كما أن الذيل قصير ومستدير، وهو يُبدِّل ريشه مرةً في العام، طويل الأرجل عارٍ من الريش إلى ما فوق الركبة، وأصابع القدم الأمامية بها أغشية، طويل الأجنحة، والقوادم من ثالث إلى خامس قادمة متساوية الطول وهي أطول الريش، والذيل من ١٢ ريشة.
تستوطن أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط ومناطق بحر قزوين وفارس وجنوب روسيا ومنطقة البحر الأسود واليابان.
نوعان منه في مصر؛ نوعٌ أبيض، والثاني أسود.
اللقلق الأبيض = العنز الأبيض
(Ciconia ciconia ciconia)
- الوصف: طوله من ٤٠ : ٤٦ بوصة. انظر اللوحة (٤٥) شكل (١).
-
الموطن: من القواطع. يتوالد في أوروبا صيفًا من ساحل
بحر البلطيق الجنوبي، جنوبًا إلى اليونان وفي
وسط وشرق أوروبا، ولكن لا يتوالد في المورة أو
إيطاليا أو شبه جزيرة اسكندناوة أو الجزر
البريطانية. أو فرنسا، وربما يُشاهَد فيها
متجولًا. ويتوالد كذلك في شبه جزيرة أيبيريا.
وهو شائع التوالد في النمسا وهنغاريا؛ لأن
الأهالي هناك يشجِّعونه على التوالُد، وذلك
بأن يبنوا له الأعشاش فوق سطوح المنازل
والكنائس وعلى الأبراج، ولا يقرَبونه أو
يمسُّونه بأذًى، بل محظورٌ على الأهالي صيدُه
هناك، وكان قديمًا شائعًا في هولندة وألمانيا
لهذا الغرض، ولكنه برغم ذلك نادر التوالد،
وبدأ يتكاثر من جديد. يتوالد كذلك في شمال غرب
أفريقية جنوبًا إلى ساحل الذهب، وفي العراق
وسوريا وفي آسيا الصغرى ووسط وغرب آسيا، ولا
يتوالد في جزائر البحر الأبيض المتوسط.
وفي الشتاء في هجرته تخترق جموعٌ كبيرة منه مصر في هجرتها في الربيع والخريف من وإلى أحيائها الشتوية في وسط وجنوب أفريقية، وفي شرق أفريقية والحبشة، وفي جنوب آسيا في الهند والهند الصينية وسيلان.
-
في مصر: يُشاهَد فيها في الربيع وخاصة في شهر أبريل،
ولكن الرؤية تكون قليلة، وفي الأماكن الآمنة
المحظور فيها الصيد مثل معدية رشيد وهي نقطة
بين رشيد والإسكندرية في منتصف الطريق، وكذلك
في أي مكانٍ آمن، وربما يُشاهَد كذلك في مايو
إلى منتصفه، شاهدتُه في ١١ منه، وقد يبقى
قليلٌ منه صدفةً صيفًا في مصر أو شتاءً ولكن
لا يتوالد مطلقًا بها. وذكر مينرتزهاجن كلمة
عن هجرته في الاعتدالَين نوجزها هنا.
في الخريف: التي تتوالد في الدانمارك تتجه في هجرتها إلى الجنوب الشرقي نحو البلقان وآسيا الصغرى، والتي من هنغاريا تتجه إلى شمال سوريا حيث تظهر في الأسبوع الثالث من أغسطس وتمتد حتى منتصف سبتمبر على الأقل، ولو أن القليل منه يعمل محطات استراحة في هجرته، كما أن بعض الأفراد تجتاز شبه جزيرة سينا، ولُوحظت وهي تجتاز خليج السويس تجاه الطور في ٢٦ أغسطس، وجنوب سينا في ٣، ٤ سبتمبر، ومنه ما يتخذ وادي النيل دليلًا ومرشدًا في هجرته، حتى يصل إلى أحيائه الشتوية في السودان وكينيا وتنجانيقا والحبشة وروديسيا إلى جنوب أفريقية، حتى يصل هناك من أوائل أكتوبر فصاعدًا.
في الربيع: تبدأ اللقالق التي في جنوب روديسيا تبدأ في الهجرة شمالًا في وقتٍ مبكر، حوالي الأسبوع الأخير من فبراير، متجهة إلى تنجانيقا وكينيا وبحيرة فيكتوريا، ثم تهاجر معها الطيور التي في كينيا والسودان، ويتجه الجميع إلى جنوب فلسطين وسينا، حوالي الأسبوع الأول من مايو أو في منتصفه، وقد تسبح في الهواء في سماء خليج السويس في آلافٍ منها أثناء النصف الثاني من أبريل، ويندُر أن تلمس منطقة قنال السويس أو الدلتا بعد أن تجتاز سينا، ويَمُر عندئذٍ كثيرٌ منها على أعلى وادي الأردن إلى دمشق، حوالي آخر مارس وأوائل أبريل.
على أن هناك بعض أفراد تهاجر من شمال ووسط أوروبا إلى جنوب غربها، ومنها إلى غرب أفريقية، ثم تعبُر الصحراء الكبرى في طريقها إلى الجنوب، ولكن ذلك قليل الحدوث.
-
مميزاته وطباعه: يُعرَف لأول نظرة برجلَيه الحمراوَين
ومنقاره الطويل كذلك الأحمر الدموي، كذلك فإنه
يمُد رقبته للأمام في طيرانه، ويسحب رجلَيه
للخلف أيضًا، بعكس باقي الرتبة والفصيلة من
أنها تثني رقابها على حرف
s في طيرانها.
طائر صامت. يطير عادةً جماعة على ارتفاعٍ عظيم
وخاصة وقت الهجرة، أما إذا كان منفردًا فإنه
يطير قريبًا من سطح الأرض. في فصل التوالُد
عند قدوم زائر من نوعه عليه، استقبله بثَنْي
رقبته للخلف وفرقعة المنقار بصوت هكذا «لقلق
لقلق» يردِّده مرارًا. طعامه الضفادع والسحالي
والسمك والحشرات وخاصة الجراد، وقد يُسمَّى
لذلك باسم «طائر الجراد Locust
bird». البيض من ٣ : ٥
والحضانة ٣٠ يومًا، وإطعام الأولاد من ٥٣ : ٥٥
يومًا، ولكن الأولاد يطعمها الآباء لمدى
أسبوعَين أو أكثر بعد أول طيران. تقتل فريستها
قبل أن تلتهمها، كما تفعل مع السحالي
والثعابين حتى السامة منها، وإذا اشتد بها
سورة النهم فإنها تبتلع ثعابينَ صغيرةً حية
قبل أن تقتلها، فتضطرب هذه وسط عنقها، وكثيرًا
ما تخرج الفريسة ثانيةً من فمها إذا ما انحنى
الطائر في أكل فريسةٍ أخرى، وإذا ما ظفِر
الطائر بأفعى خطيرة راح يضربها بشدة على رأسها
حتى تعمى ثم يبتلعها، ولكن إذا خانه الحظ مرة
وتمكَّنَت من لدغه فإنه يمرض من جرَّاء ذلك
عدة أيام مرضًا شديدًا ويُشفَى بعد ذلك
تمامًا. وقد يهاجم الطيور الصغيرة الأخرى في
عشاشها، بل وأحيانًا يحمل عشًّا كاملًا إلى
صغاره.
في فترات التزاوج تُعشِّش هذه الطيور في مستعمراتٍ كبيرة العُش فيها بالقرب من الآخر ولا تغيِّرها، بل تعود إليها سنةً بعد أخرى، فهناك أعشاش استخدمها اللقالق لمائة عام؛ لأن المعروف أن الطائر يعمر كثيرًا ولكن لا يُعرَف عمره بالضبط؛ ولذلك لا يتغير أصحاب العُش ولا تنتقل ملكيته إلا نادرًا. ويبادر الذكَر إلى الظهور في موطنه قبل الأنثى بعدة أيام عادةً ثم تأتي الأنثى بعده بقليل، ويبدآن بعدئذٍ في تنسيق العُش وتهذيبه، وأحيانًا يأتي الذكر إلى عُشه فيجده محتلًّا بذكَرٍ آخر فتنشبُ بينها معركةٌ حامية الوطيس قد تؤدي إلى موت أحدهما أو انهزامه في المعركة، وعندئذٍ يبحث المنتصر عن شريكة حياةٍ له تُرافقه في بناء العُش وتهذيبه، وتقوم الأنثى عادةً بعملية البناء، وأدوات البناء هي الأغصان والفروع والحشائش وقِطَع الطين، وأحيانًا يساعد الذكر أنثاه في بناء العُش حتى ينتهيا منه في حوالي أسبوع تقريبًا في بنائه، أما ترميمه فلا يزيد على ثلاثة أيام. والأنثى هي التي تَحضن وحدها بيضها، ولا يقوم الوالدان بإطعام الصغار، بل نجدهما إذا خرج الأولاد من البيض يجتهد الوالدان أن يجعلا الأولاد يأكلان بأنفسهما وذلك بأن يُمسِك أحد الوالدَين بمنقار أحد الأولاد ثم يجذبه إلى أسفل مشيرًا إلى موضع الغذاء، وبتكرار العملية يتعود الأولاد أن يأكلان بأنفسهما، وكذلك يحضر الأبوان اللازم لهما من الماء محمولًا في المريء ثم يدفعه من منقاره أمام الصغار، وفي الأيام الشديدة القيظ يرشُّ الأبوان أولادهما بالماء وتحجبهما من أشعة الشمس، كما أنها في أيام البرد القارس نجدهما يحوطان أولادهما بأجسامهما لتدفئتهم، ثم تبدأ الصغار بعد شهرَين في تجربة الطيران وذلك بأن تحرِّك أجنحتها وهي واقفة على حافة العُش، ثم تبدأ في الطيران إلى مسافةٍ قصيرة، وتُكرر العملية ثم تعود إلى عُشها للمبيت فيه، ثم تبدأ في أن تصحب أبوَيها في رحلاتٍ قصيرة، إلى أن تبدأ في الاستقلال بنفسها إلى باقي الرحلات.
وقبل بدء الرحلة (الهجرة) تأخذ جماعات اللقالق في الوصول إلى مكانٍ معلوم أسرابًا متفرقة تزداد يومًا بعد يوم في مستنقع مثلًا، وفي أوائل يوليو عند اكتمال العدد تبدأ هذه الجموع في التحرك دفعةً واحدة كلها مع بعضها، وقبل النهوض للطيران تصيح بصيحاتٍ صاخبة، ثم تهبُّ دفعةً واحدة للسفر — وصيحاتها هي فرقعةٌ بمناقيرها.
ومن العجيب أن اللقلق يألف حياة الأَسْر، وقد أُخذَت أفرادٌ منه من العُش صغيرةً ثم أصبحت أليفةً في المكان الذي تربَّت فيه؛ بحيث إنها تفعل مثل الحمام فتقوم بجولاتها ثم تعود ثانيةً إلى مكانها.
واللقلق عمومًا ما يُحب صديقه ويحيِّيه بفرقعة منقاره، كما أنه يُصادق غيره من كبار الحيوان، ولكنه مع ذلك خطر على الحيوانات الصغيرة والأطفال.
الأنثى كالذكر في اللون.
وفي أوغندة حتى الأمن متوفر له، نجده يمشي في شوارعها في «كمبالا».
اللقلق الأسود – العنز الأسود
(Ciconia negra)
- الوصف: طولها حوالي ٣٨ بوصة. انظر اللوحة (٤٥) شكل (٢).
- الموطن: من القواطع. يتوالد صيفًا في نفس المواطن السابقة للَّقلق الأبيض، كذلك يشتو في نفس المواطن التي يشتو فيها الأبيض.
- في مصر: يُشاهَد صدفةً في الدلتا في مارس وأبريل، وكذلك في أغسطس وسبتمبر، وشُوهِد صدفةً في يناير، كذلك يُشاهَد في أماكنَ أخرى ناحية المياه كالسويس.
- مميزاته: هي نفسن مميزات اللقلق الأبيض السابق في كل شيء، غير أنه لا يحتشد في أسراب، بل يكون منفردًا منعزلًا، ويندُر جدًّا أن يُرى في جموعٍ محتشدة. كذلك يمتاز بريشه الأسود في أعلاه، والأبيض في اسفله، كذلك يُفضِّل الأماكن الجافة عن الأبيض. الباقي كالأبيض.
- توالُده: في أوروبا لا يعشِّش فوق المنازل مثل الأبيض، بل يتخذ عُشَّه في مكانٍ بعيد عن العمران، في البراري مثلًا.
فصيلة «بليجاديداي = بلاتاليداي»
(Ibises & Spoonbills)
Spoonbill Family
أبو منجل وأبو ملعقة
تشتمل هذه العشيرة أو العائلة أو الفصيلة على أبي منجل وأبي ملعقة، والمعروف منها في العالم حوالي ٣٧ نوعًا، أما الباقي منها الآن حيًّا فهو ٣٠ نوعًا، موزَّعة في المناطق الجنوبية من المنطقة المعتدلة في الدنيا القديمة والجديدة. وهي متفرعة من ٢٠ جنسًا.
وتمتاز طيور هذه الفصيلة بأن عظمة القص فيها هي خلفية وبها أربعة حزوز، وليس لها بقعٌ مسحوقية الزغب، ومنقارها طويلٌ مُنحنٍ كهيئة المنجل (الشرشرة) أو مسطَّحٌ عريض عن طرفه كهيئة الملعقة المفرطحة. ومخالبها مدبَّبة. لسانها في منتهى الصخور حتى لقد أُطلِق على هذه الطيور قديمًا «ذات أنصاف الألسن».
جنس بلاتاليا (أبو ملعقة)
(Spoonbill)
يمتاز طائر هذا الجنس بالمنقار العريض المفرطح من طرفه، الذي هو أشبه بملعقةٍ مبطَّطة، وباستطالة المنخر وتقاربه، منطقة الذقن والصدغ ومنطقة العين وأجزاء الجبهة، كل ذلك عارٍ من الريش. الفخذ نصف عارٍ. ثاني قادمة هي الأطول، أما الثالثة فهي أقصر قليلًا منها.
أربعة أنواعٍ منه في الدنيا القديمة. وهو لا يُوجد في الدنيا الجديدة، نوعان في أفريقية، وواحدٌ منه في مصر.
أبو ملعقة الأوروبي
(Platalea leucorodia leucorodia)
- الوصف: طوله حوالي ٣٥ بوصة. انظر اللوحة (٤٥) شكل (٥، ٦).
- الموطن: من القواطع. يتوالد صيفًا في أوروبا في جنوب غرب إسبانيا، وفي شمال البلقان، وشائع التوالد جنوب خط عرض ٥٦° شمالًا خصوصًا في هولندة؛ لأنها تحميه؛ حيث يصل لها في أبريل ويبقى بها حتى سبتمبر أو بعده بقليل. يتوالد كذلك على طول الدانوب وفي البحر الأسود، كذلك في غرب ووسط آسيا، وربما كان يقيم طول السنة في أجزاء من شمال شرق أفريقية، ومعظم الأشكال الشمالية هي طيورٌ مهاجرة تقضي الشتاء في أفريقية الاستوائية والهند.
- في مصر: يُشاهَد فيها ولكن بقلَّة، وخاصةً في الربيع والخريف، وتارةً في الشتاء في شمال الدلتا.
-
مميزاته: يُعرَف بريشه الأبيض وطرف منقاره المفرطح،
يُشاهَد غالبًا في أسراب صغيرة من ١٠ : ٢٠
واحدة تستريح على ضفاف الأنهار الرملية، أو
واقفة وسط المياه الضحلة في النيل أو
البحيرات؛ حيث يتناول طعامه من السمك
والحيوانات الرخوة والضفادع والديدان
والحشرات، وفي المياه الضحلة يغمر منقاره
فيها، أما العميقة فيُحرِّك منقاره في سطح
الماء فقط بحثًا عن اليرقات المائية كما يفعل
البط. طيرانه بطيء وفي استقامةٍ واحدة ويطير
في جماعات، يمُد رقبته ورأسه للأمام في
طيرانه، ولا يلوي الرقبة مثل أبي قردان مثلًا.
قد يخالط غيره مثل النورس على سواحل المياه.
يمُد كذلك رجلَيه للخلف في طيرانه. يُحب
الخلاء والعَراء ولا يتوارى في الغابات كغيره،
يمُد رقبته للأمام أثناء الطيران. منقاره
أسود، والذي لم يكتمل نموُّه منقاره أصفر
اللون.
العُش يكون في مستعمرات؛ أي جماعات في الأشجار، وتارةً في القصب النامي في المياه. والبيض من ٢ : ٣ عادةً ويتبادل الزوجان الحضانة وإطعام الأولاد ثم يقودونها إلى المستنقعات، ولا تفارقها إلا في ثالث عامٍ عادة. وتارةً يصل عدد البيض إلى ٦ بيضات تُوضَع في أول أبريل ومايو، والحضانة ٢١ يومًا، وتغادر الأولاد العش بعد ثلاثة أو أربعة أسابيع، والأخير هو الأغلب، ولكن لا تطير ولا تُحسِن الطيران إلا بعد ثلاثة أسابيع.
أبو ملعقة الآسيوي
(Platalea Leucorodia major)
- الوصف: طولها حوالي ٣٦ بوصة. وهو كالأوروبي تمامًا، غير أنه أكبر منه.
- الموطن: من القواطع. يتوالد صيفًا في سوريا ووسط آسيا والهند إلى اليابان وشرق آسيا.
- في مصر: يظهر أنه مهاجرٌ لمصر وسينا شتاءً فقط، من أبريل إلى يوليو.
- مميزاته: هو صورةٌ مكبَّرة للأوروبي السابق فحسب. باقي طباعه كالأوروبي.
جنس بليجادس (أبو منجل)٣
Spoonlill Family
عدد أنواعها ٣٠ نوعًا في الفصيلة، يُوجَد في الدنيا القديمة والجديدة. نوعٌ واحد منه في مصر.
أبو منجل الأسود
(Plegadis Falcinellus falcinellus)
- الوصف: طوله حوالي ٢٢ بوصة. انظر اللوحة (٤٥) شكل (٣).
- الموطن: من القواطع. يتوالد صيفًا في الأقاليم حول حوض البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود إلى وسط آسيا، وفي جنوب إسبانيا في المستنقعات الأندلسية وفي جنوب فرنسا في الكامارج، وفي شمال البلقان وشمال بحر الأدرياتيك، وفي آسيا من خط عرض ٤٨° شمالًا إلى الجنوب عند جزيرة سيلان، كذلك في جنوب شرق الولايات المتحدة. يقضي الشتاء في أفريقية الشمالية والاستوائية والجنوبية حتى الكاب، وكذلك في مدغشقر.
- في مصر: يُشاهَد في الربيع والخريف والشتاء في أسراب في البحيرات في صحبة البط، وشُوهِد في وادي النطرون والفيوم وفي الدلتا عمومًا، وكذلك في الطور في ٢٧ من يوليو، وهو التسجيل الوحيد له من سينا.
- مميزاته: هو نفس ما قيل عنه في جنسه الذي في صفحة ٢٩٨، وريشه في الصيف يلمع بألوانٍ متعدِّدة من الأحمر والبنفسجي والأرجواني، أما في الشتاء فيكون كله أسودَ فاحمًا.
أبو منجل المقدس
(Threskiornis aethiopicus aethiopicu)
- الوصف: طولها حوالي ٣٠ بوصة. انظر اللوحة (٤٥) شكل (٧)، (٨).
- الموطن: من الأوابد. يقيم طول السنة في كل أفريقية ما عدا الصحراء الكبرى، ويقيم أيضًا في الخليج الفارسي والساحل الجنوبي من بحر قزوين.
- في مصر: كان قديمًا يتوالد فيها ويقيم طول السنة، أما الآن فقد انقرض منها نهائيًّا، وربما كان شائعًا في عصر قدماء المصريين كما هو واضح من رسومهم له على جدران معابدهم، وكذلك ذكره هيرودوت المؤرخ بأنه كان شائعًا بكثرة في عهده في مصر عام (٤٥٠) ق.م. عندما زار مصر. وقال سافجني Savigny بأنه كان شائعًا جدًّا عام ١٨٠٠م، وكان يراها في جموع من ٨ : ١ حول المنزلة ودمياط، ثم اختفت بعد ذلك بمرور ٥٠ عامًا، وذكر هيجلن بأنه اصطاد واحدةً عند الغطا في الفيوم. وعلى العموم فرؤيته الآن تُعتبَر نادرة جدًّا.
- مميزاته: كبير الجسم نوعًا ما في حجم أنثى الدجاجة الرومية تقريبًا، أبيض اللون، أسود الرأس والرقبة. طويلُ المنقار أسودُه وهو مُنحنٍ لأسفل وأشبه بالمنجل. يكون محتشدًا تارةً ومنعزلًا أخرى، كما شُوهِد ذلك عليه في بحيرة فيكتوريا. يمُد رقبته للأمام في طيرانه، خفقات أجنحته بطيئة وغالبًا ما يصُف أثناء طيرانه. قصير الذيل، يطير في أسراب. يغشَى الأراضي الرطبة وسواحل الأنهار والبحار. طعامه الرئيسي الأسماك الصغيرة. وقد يأكل الحشرات والديدان والحيوانات البحرية الرخوة. وكان قدماء المصريين يقدِّسونه، ومن ذلك أُخذَت تسميته لأنه كان يظهر مع الفيضان معتقدين أنه هو سببُه.
أبو منجل هِرْمت (الناسك)
- الوصف: طولها حوالي ٣٢ بوصة. انظر اللوحة (٤٥) شكل (٤).
- الموطن: من الأوابد ومتجول. يتوالد صيفًا في أعالي نهر الفرات حيث يقيم هناك، وفي آسيا الصغرى وشمال غرب أفريقية في جبال أطلس، وفي الحبشة وعلى جبال البحر الأحمر.
- في مصر: يذكر البعض أنهم شاهدوه في مصر بالقرب من الأهرام، وهذه الرؤيا مشكوك فيها؛ حيث لم يُحصَّل منه للآن أفراد.
- مميزاته: يمتاز بالزوائد التي في الرأس مع زائدةٍ كبيرة عجيبة خلف الجمجمة. قاعدة الرقبة بها ريشٌ طويل ذو لمعانٍ معدني أو أرجواني. الجسم والذيل والجناح سُودٌ بلمعانٍ أخضر. الخد والزور لونها أحمرُ مائل للسواد على القنة. طول السنة يتوالد في أفريقيا الاستوائية والسودان.
أبو منجل الغياض
- الوصف: طوله حوالي ٣٥ بوصة. انظر اللوحة (٤٥) شكل (٩).
- الموطن: من الأوابد. يقيم طول السنة حيث يتوالد في أفريقية الاستوائية والسودان.
- في مصر: يُقال بأنه يتجوَّل إليها، ولا يُعوَّل على ذلك؛ حيث لم يُرَ فيها قَط.
- مميزاتها: القوادم والذيل أسودان لامعان. الخد عارٍ والزور أحمر، المنقار مستقيم ومُنحنٍ قليلًا من المقدمة.
فصيلة أرْديدَاي (البلشون وأبو قردان والواق)
Family (Ardeidae) = Herons & Bitterns
Heron Family
تختلف مواطن مرعاها ومسارح عيشها؛ فالبعض يأوي إلى البحار، وآخر المستنقعات والأماكن المكشوفة، وغيره في الغياض والأدغال التي يتخللها الماء. وهي حَذِرة في مشيتها تطير لأقل اشتباه بالخطر، تحرِّك رقبتها ورأسها أثناء مشيتها، كما أنها تُجيد السباحة. صوتها كريهٌ أشبه بالصُّراخ. طيورٌ اجتماعية. تُغير على صغار الطير وتقتُلها وتفتكُ بها، كما أنها تتحاشى الكبير منها. طعامها الرئيسي الأسماك، وكذلك صغار الحيوانات والثدييات كالضفادع وصغار الطيور، وكذلك الديدان التي تنقِّب عنها مثل الدجاج المنزلي. تهاجم العدو بعنف إذا اضطُرَّت لذلك، وتجتهد أن تصوِّب منقارها إلى عيون خصمها، تعشِّش في مستعمرات العُش بالقرب من الآخر فوق الأشجار أو بين الأدغال أو في شجرةٍ نامية فوق المياه الضحلة. العُش تبنيه الأنثى ويُحضِر لها الذكر موادَّ البناء من القش … إلخ. والبيض ٣ : ٦ تضعها الأنثى بمفردها، ويعولُها الذكَر.
آرديا Genus (Ardea)
مالك الحزين (البلشون العادي أو الرمادي)
(Ardea cinerea cinerea)
- الوصف: طولها حوالي ٣٨ بوصة. انظر لوحة (٤٥) شكل (١٠).
- الموطن: البعض من الأوابد، ويعضه الآخر من القواطع. يتوالد صيفًا في أوروبا جنوب خط عرض ٦٠° شمالًا، في السويد وروسيا، ممتد إلى جنوب أوروبا، كذلك في أزورة وماديرة وقناريا وشمال أفريقية، كذلك يتوالد في شمال آسيا من جنوب خط عرض ٦٠° شمالًا إلى جنوبها لغاية سيلان.
- في مصر: بعضه يقيم بها طول السنة حيث يتوالد في مستنقعات وجزر شمال الدلتا والبحر الأحمر، وربما توالَد في الفيوم ووادي النطرون. وهو يزداد شتاءً بما يهاجر له أيضًا من أوروبا، وخاصةً في الخريف. لا يتوالد في سينا، ولكن يهاجر منها وإليها، وهجرة الخريف له فيها من أكتوبر إلى مارس، وفي الدلتا من سبتمبر إلى نوفمبر. وشُوهِدَ في الواحات الداخلة والخارجة في مارس.
- مميزاته وطبائعه: بلشون كبير الحجم، أجزاؤه العليا رماديةٌ رصاصية والسفلى بيضاء. له تاجٌ أسود، كما له خصلةٌ متدلية تحت أسفل الرقبة قرب الصدر، يُوجَدان في البالغ فقط. يَثْني رقبته على شكل حرف s أثناء طيرانه، أما في وقوفه فيُدخِل رقبته بين أكتافه، وتارةً يمدها لأعلى كأنه يستطلع شيئًا، وتارةً يُوجِّه كذلك منقاره ورأسه للسماء كأنه يطلب من الله شيئًا، ويستمر على ذلك بدون حركة عدة فترات٦ يقف كذلك على الأشجار، صوته تقريبًا هكذا frank، طعامه السمك، بصيده ليلًا، يقف ساكتًا وعندما يشعر بالفريسة في الماء ينقرها ويصيدها بأسرع من لمح البصر. طيرانه قوي، وخفقات أجنحته من ١٥٨–١٦٧ خفقةً في الدقيقة. يسحب أرجله خلفه عند طيرانه. يأكل كذلك الضفادع وصغار الحيوانات الثديية والسحالي والخنافس. يغشَى المستنقعات والماء العذب والمالح والمُوحِل والرائق. يُجيد السباحة. يبني عُشَّه في جماعات.
البلشون الأرجواني الغربي
(Ardea purpurea purpurea)
- الوصف: طوله حوالي ٣٢ بوصة. انظر اللوحة (٤٥) شكل (١١).
- الموطن: من القواطع. يتوالد صيفًا في وسط وجنوب أوروبا (ما عدا المورة وصقلية وسردينيا وقورسيقا وقلب إيطاليا وشمال غرب أيبيريا)، ويهاجر شتاءً إلى أفريقية حتى الكاب ومدغشقر وغرب ووسط آسيا.
- في مصر: يُشاهَد فيها في الاعتدالَين، وقليلٌ منه يقضي الشتاء فيها، وهجرة الخريف في سبتمبر ونوفمبر، والربيع في مارس وأبريل. وشُوهِد شتاءً في الدلتا في يناير وفبراير، كذلك في سينا في أكتوبر وأبريل.
- مميزاته وصفاته: يُشاهَد في جموعٍ كبيرة سابحة في جو السماء بالقرب من مصوع في يوليو وأغسطس. أصغر قليلًا من مالك الحزين السابق. لونه العام أحمرُ رملي في أجزائه العليا، وقسطلي في أجزائه السفلى. له تاج، يتدلى منه ريشٌ من أسفل الرقبة. مأواه القصب الكثيف؛ ولذا يكون مختفيًا. غالبًا، يقف على أشجار النخيل إذا كان النخل قرب المستنقعات والمياه. طعامه كالسابق، أعلى القنة أسود، يخرج منها ريشتان سوداوان طويلتان.
جنس البلشون الأبيض (إِجْرِتَّا)
يمتاز هذا الجنس ببياض كل ريش أنواعه، إما بياضٌ كالثلج ناصع البياض، وإما قَذِرٌ قليلًا، كما أن منقاره أدقُّ وأرفع من جنس البلشون (آرديا)، وريش ظهر صغار الأولاد طويل. عالمي التوزيع يستوطن جنوب أوروبا وخاصة جنوبها الشرقي، كذلك كل أفريقية ووسط وجنوب آسيا حتى اليابان. وتمتاز الرقبة في هذا الجنس بطولها. ولا يختلف الشقَّان في لونهما اختلافًا ملحوظًا، وكذلك في البالغ واليافع فإنهما لا يختلفان في لونهما.
البلشون الأبيض الكبير
(Egretta alba alba)
- الوصف: طوله حوالي ٣٥ بوصة. انظر لوحة (٤٤) شكل (٢).
- الموطن: يتوالد صيفًا في جنوب شرق أوروبا شرقًا إلى شمال الهند واليابان، وهو من القواطع، فيهاجر شتاءً إلى شمال أفريقية والهند وجنوب الصين.
- في مصر: يُشاهَد شتاءً فيها، وخاصة في الدلتا، من نوفمبر إلى مارس.
- مميزاته وصفاته: كله أبيض اللون في ريشه. أسود المنقار٧ والأرجل. في حجم مالك الحزين. يُشاهَد منفردًا وتارةً في جموعٍ صغيرة. لا يطير جماعات، طعامه كالسابق؛ أي مالك الحزين، وعاداتُه مثله.
البلشون الصغير (طائر الغنم)
(Egretta garzetta)
- الوصف: طوله حوالي ٢٢ بوصة. انظر اللوحة (٤٤) شكل (١).
-
الموطن: من القواطع ومقيم ومتجول. يتوالد صيفًا في
جنوب أوروبا، ما عدا إيطاليا واليونان؛ فإنه
يزورهما كمتجوِّل فقط. كذلك يتوالد في جنوب
آسيا كالهند، وفي شرقها كالصين واليابان، كذلك
في كل أفريقية ومدغشقر.
كما أنه يقيم طول السنة في الهند وسيلان وسيام (تايلاند) والفليبين، كذلك يقيم طول السنة في الكاب، زيادةً على أفراد تزوره كذلك شتاء.
- في مصر: يقيم بها طول السنة، وخاصة في الدلتا ومصر العليا والفيوم، ولكن رؤيته قليلة لتتبُّع الصيادين له.
- مميزاته وصفاته: شائع الوجود بكثرة في الهند في القرى والبرك المائية والمستنقعات؛ لأن الهنود هناك يحمونه. كذلك يُرى في حدائق الحيوان بالجيزة في صحبة أبي قردان، كما يُشاهَد أحيانًا في جو القاهرة ويظُنه الرائي أنه أبو قردان، صغير الجسم، أبيض اللون ناصعه، أسود المنقار، وأرجله سوداءُ الرسغ والسيقان، أصفر الأقدام٨ يُشاهَد في أسراب في الحقول. يتبع الماشية للبحث عن القمل والقراد والحشرات التي تثيرها الماشية في الأماكن المكشوفة. له تاجٌ صغير قصير في مؤخرة القنة، ويطول التاج جدًّا صيفًا حتى يصل إلى الأكتاف.
- توالُده: في الأشجار النامية وسط الماء أو قريبةً منه، يَبْني العُش من الحشائش الجافة وصغار الفروع. البيض من ٣ : ٦ بيضات، عادةً ٤ بيضات مائلة للخضرة أو الزرقة، والحضانة من ٢١ : ٢٥ يومًا، ويساهم الذكر مع أنثاه في إطعام الأولاد.
بلشون البحر الأحمر البحري
(Egretta gularis schistacea)
- الوصف: طوله حوالي ٢١ بوصة. انظر اللوحة (٤٤) شكل (٣).
- الموطن: من الأوابد. يقيم طول السنة على سواحل البحر الأحمر عند عدن وشمالها، وبلاد العرب والخليج الفارسي إلى سيلان.
- في مصر: يقيم على سواحل البحر الأحمر داخل حدودها، عند أبي زنيمة والقصير، كذلك في سينا.
- مميزاته وعاداته: يأوي إلى الصخور البحرية والمساحات الطينية، نشيط للغاية في الليالي المقمرة ليلًا. يُوجَد منفردًا على الشواطئ الرملية للأنهار وحواف الصخور والأشجار العالية والمنخفضة القريبة من الماء. طعامه الأساسي السمك الصغير والسرطان البحري وصغار الثدييات الرخوة والبحرية. يخوض المياه الضحلة وهو على شكلَين؛ شكل أبيض ناصع، وآخر أبيض قذر، والأول أكثر شيوعًا، والنوع الأخر نجد كل الريش فيه أزرقَ غامقًا ما عدا الذقن والخد وأعلى الزور فكل ذلك أبيض. ريشتان طويلتان على القنة. يمتاز عن غيره بمنقاره البني القرني الغامق وساقه القصيرة، وأقدام الأرجل صفراء، ويُوجَد شكلٌ من لونه أزرقُ سوداني، وأقدامه صفراء، ودائرة العين صفراء.
جنس «أبي قردان»
نوعان منه في مصر.
أبو قردان الغربي
(Ardeola ilis ilis) = Cattle Egret
Heron Family
- الوصف: طوله حوالي ٢٠ بوصة. انظر اللوحة (٤٤) شكل (٤).
- الموطن: من الأوابد ومتجول. يقيم طول السنة حيث يتوالد في جنوب أوروبا في إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا وإيطاليا واليونان (أي الأقاليم المطلة على البحر الأبيض المتوسط)، كذلك في قبرص ومعظم أفريقية وكل مدغشقر وبلاد العرب إلى بحر قزوين وفارس في آسيا. متجول في وسط وشمال أوروبا.١٠
- في مصر: يقيم فيها طول السنة حيث يتوالد في مصر العليا والفيوم، وفي القاهرة نفسها في أرض الجزيرة (مدينة الملاهي)، وكاد أن ينقرض حوالي سنة ١٩١٢م، لولا أن القانون حماه فعاد إلى الظهور بكثرة الآن فيها في كل مكان، وهو متجوِّل إلى شمال الدلتا فقط.
- مميزاته وطباعه: أمام أعيننا كل حين سابحًا في سماء القاهرة فوق النيل خاصة في جماعاتٍ متفاوتة. يغشَى الأراضي الزراعية المروَّاة والمحروثة طلبًا للحشرات والديدان. لونه أبيضُ خالص شتاء، تعلوه صفرةٌ مُحمرَّة على الأكتاف وأسفل العنق صيفًا. يغشَى كذلك زرائب المواشي وأماكن القاذورات في أي مكان. يُشاهَد كل ليلة وهو يبيت على أشجار أرض الملاهي بالجيزة في القاهرة. شائع جدًّا في مستنقعات أندولشيا حيث تُرى آلافٌ منه بين الماشية أو على ظهورها تلتقط القراد والقمل، ولا يُشاهَد هذا المنظر في مصر إلا نادرًا.
- توالُده: العُش على الأشجار، مثلًا أشجار الكافور التي أمام سور حديقة الحيوان بالجيزة وفي أرض الملاهي بالجزيرة، والعُش من سيقان النباتات الرفيعة، والأعشاش تكون جماعاتٍ في مستعمراتٍ مصحوبة بأصوات وضجيج، تضع الأنثى من ٣ : ٥ بيضات، عادةً ٤ بيضات في أبريل ومايو، ويتناوب الذكر مع أنثاه الحضانة، التي هي من ٢١ : ٢٤ يومًا، كما يُساهمِ الأب مع الأم في إطعام الأولاد.
بلشون اسكواكو
(Ardeola ralloides)
- الوصف: طوله حوالي ١٩ بوصة. انظر اللوحة (٤٤) شكل (٥).
- الموطن: من الأوابد ومتجول: يتوالد صيفًا في جنوب أوروبا (في شمال البلقان وشمال إيطاليا وجنوب فرنسا وجنوب إسبانيا)، كذلك في جنوب روسيا شرقًا إلى فارس وبحر قزوين وآسيا الصغرى وفلسطين، كذلك خلال أفريقية كلها إلى الكاب.
- في مصر: يقيم بها طول السنة، ولكن رؤيته قليلة لأنه يتوارى بقلب القصب في البحيرات والمستنقعات والبِرَك، ولم يُعثَر له على عُشٍّ فيها.
- مميزاته وطبائعه: أصغر من طائر الغنم قليلًا، وأصفر منه لونًا محمرًّا قليلًا، وأهم ما يميزه أرجله الخضراء ومنقاره المُخضَر اللون الأسود الظرف، أما أبو قردان فأرجله حمراء ومنقاره أحمر، والأرجل في أبي قردان مائلة للصفرة أو للون البني أو الأسود. يُشاهَد غالبًا منفردًا وليس في جماعات كأبي قردان، يختفي في الغاب والأشجار، ولا كذلك في فصول التوالد وبناء الأعشاش. يتناول طعامه ليلًا ويختفي نهارًا.
- توالُده: يتوالد في جموعٍ صغيرة في الأشجار أو بين أعواد القصب في الماء. العُش من الحشائش يُبنى في أي شهرٍ من شهور السنة. البيض من ٤ : ٦ بيضات، ويشترك الذكَر مع أنثاه في الحضانة.
البلشون الأخضر الظهر
Butorides striatus
- الوصف: طوله حوالي ١٥ بوصة. انظر اللوحة (٤٤) شكل (٧).
- الموطن: من الأوابد. يقيم طول السنة حيث يتوالد بكافة أنواعه على سواحل أفريقية الاستوائية وأستراليا وجنوب وشرق أمريكا الشمالية وجنوب ووسط أمريكا الجنوبية والوسطى.
- في مصر: شُوهِد صدفةً فيها على سواحل البحر الأحمر داخل حدودها، يذكُر بنهوت أنه شاهدَه في جزيرة جوبال عند مصب خليج السويس في يناير سنة ١٩١٩م.
- مميزاته: ظهره أخضرُ غامق، والنصل الإنسي والوحشي للريش أبيض اللون وخاصة في الجناح. الذقن والزور أبيضان. الأجزاء السفلى رماديةٌ فاتحة مع بقعةٍ برتقالية في أسفل الزور وأعلى الصدر. والقزحية صفراءُ غامقة والقدم أخضرُ زيتوني والمنقار أسود.
جنس الواق (غراب الليل) (الواق الكبير)
Night-heron
يستوطن هذا الجنس أحواض الأنهار والبحار مثل حوض وادي الطونة (الدانوب) في أوروبا، وكذلك هولندة حيث المستنقعات والمياه، ومناطق البحر الأسود وقزوين وحوض البحر الأبيض المتوسط، وينتشر شرقًا إلى الهند والصين واليابان، وكذلك في كل أفريقية تقريبًا.
ريشه غزير على كل جسمه إلا ثلاث ريشاتٍ طويلة تخرج من مؤخر الرأس. القسمة (الصدغ) وحوالي ٢سم تقريبًا من القصبة عاريًّا من الريش، لا يزيد طول المنقار فيه على طول الرأس، وهو قوي نسبيًّا، وطرف الفك العلوي مُنحنٍ قليلًا، أما الفك السفلى فهو بطول الساق أو أقصر قليلًا منها. الرقبة أقصر من كل رقاب البلشون. ينشط ليلًا ويستريح نهارًا، ومأواه قلب الدوح وأعالي الأشجار الضخمة العالية؛ حيث هي مأوى استراحته ونومه نهارًا، كما هي أيضًا موطن عُشِّه. قلما يغشى المستنقعات التي ليست بقربها غابات أو أي أشجار. يُسمَع صوتُه ليلًا في السماء في جموعٍ مختلفة، حتى إذا ما عَثرت على مأواها المائي الشجري حوَّمَت عليه وهبطَت إليه، كما أنها تُجيد التسلُّق على الأشجار وبين فروعها، كما أنها أيضًا شديدة الحذَر، أما إذا أمنَت فإنها لا تعطي شكًّا ممن يقترب منها وخاصة في قلب حديقة الحيوان كما نراه. البيض من ٤ : ٥ والأنثى تحضن وحدها البيض وتكون الذكور على مقربةٍ منها، وإذا خافت طارت الذكور إلى أقرب مكان تختفي فيه. تبيض الأنثى أحيانًا مرتَين أو ثلاث مراتٍ في السنة، وفي فترات التزاوج تخرج الطيور للصيد نهارًا فضلًا عن صيد الليل كي تطعم الأولاد. لا يُسمَع لها حفيف أجنحةٍ في طيرانها. قليلٌ من هذا الجنس استوائي. نوعٌ واحد منه في مصر.
غراب الليل الأوروبي (الواق)
- الوصف: طوله حوالي ٢٣ بوصة. انظر لوحة (٤٤) شكل (٨).
- الموطن: منه ما يقيم طول السنة، ومنه ما يقطع إلى بلادٍ أخرى في هجرته، يتوالد صيفًا في وسط وجنوب أوروبا، ويقضي الشتاء في أفريقية عند نيجيريا، كما أن كثيرًا منه يقيم طول السنة في حوض البحر الأبيض المتوسط شرقًا إلى البحر الأسود والهند والعراق وفارس والصين واليابان وأرخبيل الملايو، كما أن البعض يهاجر من شمال أفريقية على ساحل البحر ومن جنوب أوروبا إلى أفريقية حتى الكاب ومدغشقر، ومنه ما يقطن الولايات المتحدة وأستراليا.
- في مصر: يقيم فيها طول السنة، وخاصة الدلتا والفيوم والأقصر وأسوان، لم يُسجَّل من سينا.
- مميزاته وطباعه: ثقيل في طيرانه، بطيء خفقات الأجنحة ولكنه يجيد الطيران، يُرى نهارًا ساكنًا فوق قمة شجرةٍ بالغة الارتفاع. حركاته ليلية ويقول الجاحظ: غراب الليل، غراب ترك أخلاق الغربان وتشبه بأخلاق البوم فهو من طيور الليل. صوته هكذا kwak؛ ولذا يسمِّيه عامة الهواة (الواق) وذلك من صوته. يميِّزه الثلاث ريشات الخارجة من وسط القنة والممتدة إلى الظهر وهي بيضاء. الظهر والقنة أسودان، والأجزاء السفلى بيضاء والقوادم والخوافي رمادية. يُدخِل رقبته بين أكتافه في طيرانه، ويمُد رجلَيه خلف الذيل. كذلك في وقوفه يُدخِل رأسه بين أكتافه. طعامه ليلًا الفئران الصغيرة والسحالي والخنافس والحشرات، كما يهاجم أعشاش الطيور الصغيرة والكبيرة إن استطاع. الشقَّان متماثلان في اللون.
-
توالُده: شُوهِد عُشُّه في أشجارٍ نامية في الماء أو
قريبًا منه، في فيكتوريا نيانزا يتراوح ارتفاع
الشجرة من ٥ : ٦ أقدام فقط، كما يُشاهَد العُش
في الأشجار المائية في بِركة الماء التي في
وسط حدائق الحيوان بالجيزة.
العُش من القَش … إلخ. والبيض من ٣ : ٤، عادةً ٣ بيضات زرقاء فاتحة، تُوضَع في مايو أو سبتمبر. يُوضَع البيض في مدى ٤٨ ساعة، والحضانة بالاثنَين ٢١ يومًا، ثم يغادر الكتكوت العُش بعد ٣ أو ٤ أسابيع، ولكنه لا يطير إلا بعد ستة أسابيع.
جنس الواق الصغير (إجزوبرتْشُوس) الحناشية
هو واقٌ صغير لا يزيد ارتفاعه عن الأرض أكثر من ١٢ بوصة. طويل المنقار مسحوبه بشكل الخنجر. المنخر عبارة عن شق، الرقبة طويلة، الذيل ١٠ ريشات. ليس له تاج. الشقَّان مختلفان. طائرٌ ليلى. البيض أبيض وليس أزرق. أطول القوادم الثانية. يظل نهاره قابعًا في وسط وقلب الأعشاب المائية كالقصب وخلافه، أو بين فروع الأشجار، ولا يثيرها من مكمنها إلا صوتُ طلقات نارية بجواره، أو الخوف من الإنسان أو الحيوان نفسه في قلب الأدغال المائية. إذا مشى مُدَّت رقبته للأمام. تُجيد التسلق. طعامها الأسماك والضفادع والحشرات … إلخ، وقتل الطيور الصغيرة بطرف منقاره المدبَّب الذي يستخدمه حتى في وخز الإنسان إذا كان حيًّا وخاصة في العيون. العُش على سيقان القصب، ويندُر أن يكون فوق الأرض أو الماء مباشرة. البيض ٣ : ٥. يألف حياة الأقفاص سريعًا ويُبيح للهواة كثيرًا من ضروب التسلية والسرور، ولكنه خائن في نقره بطرف المنقار. أنواع منه في أستراليا ونيوزيلندا ومدغشقر وأفريقية. وقد يُطلِق صوتًا من قرار القصب يُسمَع من ثلاثة أميال.
حوالي ١٢ نوعًا منه تقطن العالم. واحدٌ منه في مصر.
الحنَّاشة (الواقة الصغيرة)
(Ixobrychus minutus minutus)
Heron Family
- الوصف: طوله حوالي ١٤ بوصة. انظر لوحة (٤٤) شكل (١٠).
- الموطن: البعض من الأوابد، والآخر من القواطع. تتوالد صيفًا في كل أوروبا (ما عدا اسكندناوة والجزر البريطانية واليونان وسردينيا وقورسيقا)، وتمتد في توالُدها شرقًا إلى جبال أورال وبحر قزوين وكشمير والهند. كذلك هي تقيم طول السنة في كل أفريقية تقريبًا، وتزداد شتاءً بما يهاجر لها من الشمال من أوروبا، ولكنها نادرة في جنوب أفريقية، وهي تهاجر من إسبانيا وإيطاليا واليونان في الخريف وتعود لها في الربيع. وعددها في شمال أفريقية. تزداد شتاءً بما يأتي لها من الشمال.
- في مصر: تقيم طول السنة بها، ولكنها تزداد في الخريف بما يهاجر لها من أوروبا، وكذلك في الربيع بما يأتي لها من جنوبها، وأكثر وجودها هو في البحيرات ذوات القصب والبردي … إلخ. ولُوحظَت هجرتها في الخريف في ١٧ أغسطس، ٤ سبتمبر، و٣٠ أكتوبر، والخريف في أبريل. ولم تُسجَّل من سيناء في أي مكان.
- مميزاتها وعاداتها: هو نفسُ ما قيل عنها في الجنس (جنس الواق الصغير). للذكَر خطٌّ عرضي أبيض يشُق ظهر الجناح. تقف ساكنة بدون حركة مثل مالك الحزين فتُدخِل رقبتها ورأسها بين أكتافها، أما إذا شغلَها شاغل حرَّكَت رأسها ورقبتها يَمنةً ويَسرة، ومدَّت رقبتها طويلًا، ووجَّهَت منقارها ناحية السماء، كما يفعل أيضًا مالك الحزين.
- توالُدها: كما قيل عنها في الجنس صفحة ٣١٣، البيض عادة ٤ بيضات، تُوضَع في مايو ويونيو، والحضانة من الاثنَين تستغرق من ١٦ : ١٩ يومًا، والإطعام بالشقَّين أيضًا من ٧ : ٩ أسابيع. ويُمكِن للصغير أن يطير بعد أن يبلغ من العمر ثلاثين يومًا.
جنس الواق الكبير (الأنيس = الوبَّة)
الأنيس = (الوبة) (شكل البلياركتك)
(Botaurus stellaris stellaris)
- الوصف: طوله حوالي ٢٩ بوصة. انظر لوحة (٤٤) شكل (١١).
- الموطن: مقيم ومهاجر: يتوالد طول الصيف في معظم أنحاء أوروبا بل كلها ما عدا اسكندناوة واليونان، كذلك يتوالد في شمال غرب أفريقية وآسيا إلى اليابان. تزور أفراد منه شتاءً جنوب مواطن توالُدها، فتهاجر إلى الهند والصين وأفريقية الاستوائية والجنوبية وبلاد العرب.
- في مصر: شائع الوجود شتاءً في نوفمبر وديسمبر ويناير وفبراير ومارس وأبريل، ولم يُشاهَد في سينا لعدم وجود البِرك والأحراش المائية.
- مميزاته: مثل ما قيل عن جنسه، وكذلك يندُر أن يفارق مخبأه نهارًا في قرار الغاب ما لم يزعجه أحد فيهب مفزوعًا. صوته للمناجاة والمناداة هكذا kee-doo وللصراخ هكذا kak. يقف غالبًا وسط قرار الغاب مُصوِّبًا منقاره ورأسه ناحية السماء، كأنه يناجي الله، مثل مالك الحزين. طيرانه في اتجاهٍ واحد.
- توالُده: العُش في قرار القصب المائي قد يبلغ غَوْره حوالي ٣٠ بوصة. ويعلو عن سطح الماء بحوالي ١٤ بوصة. والبيض من ٤ : ٦ بيضات، عادةً خمس بنية زيتونية، والحضانة ٢٥ يومًا، وتغادر الأولاد العُش بعد أسبوعَين أو ثلاثة، ولا يكمل نموُّها إلا بعد حوالي ٨ أسابيع، حتى تبدأ في عملية الطيران.