رتبة الكركيَّات (جرويفورم)
أغلبها من طيور الماء الأصلية، والأقلية منها تعيش حيث الجفاف، وفي البراري والمراعي والحقول. تختلف طرق معيشتها؛ الصغار منها من مُبارِحات العُش، والبعضُ من مُلازِمات العُش.
الفصيلة الكركية (جروداي)
البيض بنيٌّ غامق به بُقع، والحضانة حوالي ٣٠ يومًا، وهي والإطعام بالاشتراك، ومن العجيب أن الأولاد تمكُث في العُش يومًا واحدا ثم تبارحه.
وهي طيورٌ اجتماعية يمكن أن تحبس صغارها في القفص وتنمو فيه، حتى إذا كبرَت تعوَّدَت على أن تُبارِح القفص ثم تعود إليه ثانية. وتتكاثَر فيه؛ ولذا فهي تألف حياة الأَسْر بسرعة، وتنعقد بينها وبين صاحبها صلةٌ قوية من الود والصداقة.
أنواعها كثيرة. نوعٌ واحد منها يهاجر من وإلى مصر.
جنس الكركي (جروس) الرمادي
Family leruidae = Crane Family
تشتمل طيور هذا الجنس على أنواعٍ كثيرة تستوطن آسيا وأوروبا، ولهذا الجنس ما للفصيلة من مميزات وصفات، عددها الآن ١٤ نوعًا عالمية.
الكركي الرمادي المعتاد
(Megalornis grus grus)
- الوصف: الطول حوالي ٤٤ بوصة. لوحة (٦٩) شكل (٦).
- الموطن: من القواطع ومتجول، وكان يقيم طول السنة في الجزر البريطانية، يتوالد صيفًا في شمال أوروبا (السويد ولابلاند وفنلندة وروسيا جنوبًا إلى البحر المتوسط وبولندة وشمال ألمانيا والنمسا وهنغاريا والمنطقة المشرفة على بحر الأدرياتيك من غرب البلقان). يقضي الشتاء في أفريقية من مراكش إلى مصر وجنوبًا إلى السودان والحبشة، وكذلك في فلسطين وميسوبوتاميا وقبرص وفارس وفي التركستان والهند.
- في مصر: يزورها صيفًا وشتاءً وزيارته نادرة، وهو أكثر رؤيةً في الشتاء عن الصيف، وتبدأ الهجرة من أوائل سبتمبر إلى أكتوبر، وعودة الهجرة من الجنوب هي طول شهر مارس وأبريل، وهو في الربيع أكثر رؤيةً من الخريف، وشُوهِد طائرًا في أسراب في سماء الواحات الخارجة في أواخر مارس طائرًا قريبًا من سطح الأرض، والمكان المصري الوحيد الذي يقضي فيه هذا الطائر نهاره هو بحيرة مريوط بجوار الإسكندرية، ولم يُعثَر عليه واقفًا على سطح الأرض.
- مميزاته: يأكل كل شيء يُصادفه في طريقه من الحشرات والحبوب والحشائش وحتى صغار الطيور والحيوانات الصغيرة. يسافر في هجرته على عُلوٍّ عظيم جدًّا قد لا يُرى إلا بصعوبةٍ وإمعانٍ في النظر. الرقبة نصفها والرأس أسود، ويشُق الرقبة خطٌّ بطولها أبيض، والقنة حمراءُ دموية الذيل، ريشه مسترسل مثل الشعر المتدلي (هذا الريش يغطي الذيل). يكون في أسراب، يمُد رقبته للطيران للأمام في طيرانه ويسحب رجلَيه للخلف، صوتُه موسيقي يمكن سماعه من مسافةٍ بعيدة أثناء طيرانه في هجرته هكذا تقريبًا kerr-r. كِرَّ. يطير في أسراب على شكل ٧، ٧٧ تقريبًا أو في صفٍّ واحد يقوده واحدٌ منها. اللون العام رماديٌّ مُزرق، اسمه في مصر والعراق كركي، وفي الشام «رَهْو».٣
جنس كركي دِيموازيل (أنثروبيدس) = الرَّهْو
يشمل هذا الجنس كركي ديموازيل. المنقار قصير نسبيًّا. أصغر من الكركي الرمادي المعتاد السابق. ريش الصدر طويلٌ مدبَّب ومسنَّن كالسهام. ريش الريش طويلٌ يعمل من ناحية القفا خصلةً مسترسلة، وهي ناعمة كالحرير، الريش ناعم.
يستوطن مناطق البراري من آسيا الوسطى، وينتشر حتى جنوب الهند ووادي الفولجا والدانوب وجنوب إسبانيا.
الباقي في السلوك والعادات مثل ما ذُكِر في الفصيلة صفحة ٥٠٤، نوعٌ واحد منه يحلُّ كمهاجر إلى مصر.
كركي دِمُيْزل = الرَّهْو٤
(Anthropoides vigro)
- الوصف: الطول حوالي ٣٨ بوصة. لوحة (٦٩) شكل (٥).
- الموطن: من القواطع. يتوالد صيفًا في جنوب روسيا وعند مصب نهر الدانوب وشرقًا إلى منشوريا. يهاجر شتاءً إلى الهند والسودان. في مصر: نادر الزيارة لها، ولم يُسجَّل من سينا. كما شاهدَه شلِّي ومينرتزهاجن عند بني سويف في ٢ أبريل، وفي سماء الواحات الخارجة في مارس سنة ١٩٢٨م.
- مميزاته: أصغر من الكركي الرمادي العادي، أسود الصدر، له خصلةٌ ريشيةٌ ناعمةٌ كالشعر بيضاءُ مسترسلةٌ خلف الرأس. باقي لونه العام رماديٌّ مُزْرق. من الصعب تمييزه وهو على ارتفاعٍ عظيم في الجو، بل يُعرَف بصوته الموسيقي الذي هو أعلى من السابق.
الفصيلة التفلقية (المراعية)
= Rails (Rail Family)
وهي تحب المواطن القريبة من الماء والرطبة والمستنقعات ذات الغاب والديس في البحيرات أو المروج وحقول الحنطة، كما يُوجد بعضها في الغابات، وهي تقضي حياتها مختبئةً بعيدة عن الأنظار، ولا تُعرَف إلا من صوتها في قرار القصب والخضرة، وتنشَط عند الغسَق والغلَس (وقبل طلوع الشمس بقليل). ولا تُبارِح الأرض إلا مرغمةً فلا تطير إلا نادرًا، كما أنها تُحسِن السير على الأرض وتجري بسرعة، وبعصها يستطيع السباحة، ومنها ما يغوص تحت الماء، ومنها ضعيف الطيران، والبعض لا يطير مطلقًا. والحواس حسَّاسةٌ نامية، وهي تعيش منفردة ولا تتجمَّع في غير فترات التكاثر أو أثناء الارتحال. أهم غذائها الحبوب زيادةً على الحشرات واليرقات والقواقع والديدان، وقد تلتهم أولاد الغير من الأعشاش وصغار الحيوانات الفقرية، تتدلى أرجلها عند طيرانها، وتطير لمسافاتٍ قصيرة فقط.
العُش قريبًا من الماء بين الأدغال، مُتقَن الصنع بحيث لا يصل الماء إليه، والبيض من ٣ : ١٢ بيضة، مُصفرَّة أو رمادية باهتة بها بقعٌ داكنة، والحضانة من ١٩ : ٢١ يومًا، وهي بالاشتراك من الشقَّين والتناوب. وتُبارِح الصغار العُش بعد خروجها من البيض مباشرة.
جنس التفلق (المرعة) = رالُّوس
يستوطن هذا الجنس بأنواعه شمال أوروبا ووسطها ووسط آسيا، وينتشر شرقًا حتى وادي ألامور. وهو يهاجر إلى شمال أفريقية وجنوب أوروبا والهند. ويمتاز بأن المنقار فيه أطول من الرأس، وهو مستقيم ومقوَّس قليلًا ومنضغط من الجانبَين، والأقدام طويلة، والساق (الرسغ) أقصر من الإصبع الوسطى بمِخلَبها. والأجنحة قصيرةٌ مستديرة، أطول القوادم الثالثة أو الرابعة أو هما معًا، كما أن الذنَب قصيرٌ مكوَّن من ١٢ ريشةً مقوَّسة، والريش غزير.
مواطنها المحبَّبة هي المستنقعات التي يصعُب الاقتراب منها، وكذلك الأماكن الرطبة التي يختلط فيها الطين بالماء، وتغطيها النباتات الكثيفة، وتارةً قرب الغابات حيث الغاب (القصب) والديس. أميل إلى الحياة الليلية من النهارية حيث تنشط في الغسَق والغلَس، أما في النهار فتقضيه ساكنةً وتنام جزءًا كبيرًا منه. تُجيد السباحة ولكنها تتحاشاها ما أمكن في الأماكن المتسعة المكشوفة، وإذا شعَرَت بالخطر أسرعَت طائرةً فيما يشبه الجري السريع فوق سطح الماء إلى أقرب دغلةٍ تختفي فيها، وإذا تعذَّر عليها ذلك غاصت تحت الماء. وهي لا تُحسن الطيران وتطير قريبةً من سطح الأرض ولمسافاتٍ قصيرة فقط ولا تتجمَّع إلا نادرًا. وأهم غذائها الحشرات ويرقاتها والديدان والقواقع، كما أنها تأكل البذور وخاصة بذور الحشائش والديس.
العُش من أوراق الديس الجافة وأعواد الحشائش وهو ليس متينًا، ويشبه الوعاء، وقد يكون له غطاءٌ غير متقن من أعواد النبات. ويكون العش دائمًا وسط الماء في قلب الأدغال في مكان يصعب الوصول إليه والعثور عليه. وهي تنبئ عن مخابئها بأصواتها ليلًا. والبيض من ٦ : ١٠ بيضاتٍ باهتةٍ ذات بُقعٍ رماديةٍ وبنية. وتُبارِح الأولاد العُش بمجرد الفقس، وتعدو كالفئران الصغيرة بين أعواد الغاب والأدغال، كما أنها تستطيع السباحة من أول يوم من حياتها، وتراعيها أمها حتى يتم نمُوها، والحضانة بالاشتراك، وتبيض الأنثى مرتَين في السنة، والحضانة من ١٩ : ٢٠ يومًا، والإطعام من ٧ : ٨ أسابيع.
مرعة الماء الأوروبية
(Rallus aquaticus aquaticus)
- الوصف: الطول حوالي بوصة. انظر لوحة (٧٠) شكل (١).
- الموطن: من الأوابد، والبعض من القواطع ومتجولة أيضًا. تتوالد صيفًا في كل أوروبا ما عدا شمال اسكندناوة، كذلك تتوالد في غرب آسيا، وشمال غرب أفريقية وفلسطين ومصر، وتقيم طول السنة في الجزر البريطانية كما يزور البعض منها هذه الجزيرة شتاءً أيضًا، وقليلٌ منها يقيم طول السنة في أيسلند. تزداد في وسط أوروبا جنوبًا إلى البحر الأبيض المتوسط شتاءً بما يأتي لها من شمالها.
- في مصر: تقيم بها طول السنة حيث تتوالد فيها، كما تكثُر بها أيضًا شتاءً بما يأتي لها من شمال أوروبا ووسطها.
- مميزاتها: مثل ما قيل عنها في الجنس سابقًا. والبالغ يكون منقاره طويلًا رفيعًا، والخاصرة بها خطوطٌ سوداء طولية تشُق بياض الخاصرة، أما الصغير فهو مظلم اللون دخاني، والتخطيط في الخاصرة أقل وضوحًا من البالغ، المنقار أحمرُ اللون. إذا طارت تدلَّت أرجلها خلف الذيل إلى أسفل قليلًا وهي مُخضَرة. بُنية ويُسمَع صوتها ليلًا، وتقضي نهارها مختبئة بين الأعشاب المائية في قرارها.
جنس المراعي المائية (الصغيرة والرقطاء وبلُّون) الصغيرة
Rail Family
يستوطن هذا الجنس بأنواعه كل أنحاء العالم، تشمل المراعي المائية ما عدا فرخة الغيط فهي أرضيةٌ صغيرة الجسم، والمنقار كذلك صغيرٌ مستقيم وهو بطول أو أصغر من الرأس وليس منخفضًا في فكه العلوي، وهو منضغطٌ من الجانبَين. الإصبع الخلفية بادية الطول. الرسغ أصغر من الإصبع الوسطى بمِخلَبها.
تقضي حياتها في مخابئ الغاب (القصب) والديس وطويل الحشائش وهي ليست وجلة قط لعدم الاهتمام بصيدها، بل تدع الإنسان والحيوان يقتربان منها. وهي لا تتحرك نهارًا إلا قليلًا وتنشط مع حلول الليل وهي تعتدى غالبًا على أعشاش غيرها من طيور الماء الصغيرة كما أنها سريعة الائتناس في حياة الأسر والتعلق بصاحبها ويمكن تعليمها وتدريبها بسهولة.
يُبنى العُش من أوراق الديس … إلخ ما يُوجد حولها كأعواد الحشائش وأمثالها من المواد ويُبطَّن بموادَّ لينة، وهو غير متين وغير متقَن الجدران، والعُش داخل الأعشاب وسط الماء، والبيض من ٨ : ١٢ تُوضَع على فتراتٍ متعددة، وهو مستطيلٌ لامع أملس القشرة مُصفرُّ اللون صادئٌ باهتٌ منتشر عليه نقطٌ كثيرةٌ داكنة. الحضانة للأنثى مع تربية الأولاد، ويفقس البيض بعد حوالي ٢٠ يومًا، وتَعرِف الأولاد السباحة والغوص من أول يوم تخرج فيه إلى عالم الوجود، كما أنها تتقن فن الاختفاء فلا تستطيع أن تظفر بها إلا الحيوانات القوية الشم. وتتفرَّق الصغار قبل أن يتم نضوج ريشها، تاركةً الأم لتضطلع بعد ذلك وحدها بالكفاح للحياة والبقاء.
المرعة الرقطاء
(Porzana Porzana)
Rail Family
- الوصف: الطول حوالي بوصة. لوحة (٧٠) شكل (٤).
- الموطن: من القواطع. تتوالد صيفًا في كل أوروبا ما عدا شمال اسكندناوة، وتتوالد كذلك في شمال آسيا وفنلندة إلى البحر الأبيض المتوسط وغرب آسيا إلى كشمير وياركاند وشمال غرب أفريقية. تقضي الشتاء في أفريقيا ما عدا ساحلها الغربي، وفي الهند وأفريقية الاستوائية، وجنوب الصين لا تتوالَد في جنوب اليونان ولا في صقلية.
- في مصر: شائعة فيها شتاءً وخاصة الدلتا من أوائل سبتمبر إلى أواخر مارس، وهي كثيرةٌ في الاعتدالَين أكثر من الشتاء لأن الكثير منها يواصل هجرته للجنوب.
- مميزاتها: مثل الفصيلة والجنس السابق ذِكرُهما. تمتاز بأنها رقطاءُ بيضاء على جوانب الصدر والرقبة والجناح، الأرجل مائلةٌ للخضرة، والخاصرة بها خطوطٌ طولية منحنية بنية غامقة، غطاءُ أسفل الذيل أصغرُ كريمي الذكَر كالأنثى. تهاجر وقد تصطدم بأسلاك البرق وبالمنارات، طعامها الخضروات المائية والحيوانات البحرية الصغيرة والديدان والحشرات.
المرعة الصغيرة
(Porzana Parva)
- الوصف: الطول حوالي بوصه. لوحة (٧٠) شكل (٢).
- الموطن: من الأوابد والقواطع ومتجولة أحيانًا. تتوالد صيفًا في النصف الشرقي من وسط أوروبا وجنوبها الشرقي — ما عدا البلقان وإيطاليا. كذلك تتوالد في جنوب غرب آسيا وشمال أفريقية، وتقضي الشتاء في جنوب مواطن توالُدها وفي أفريقيا إلى الصومال وكينيا وأوغندة، البعض منها يقيم طول السنة في وسط أوروبا الجنوبي الشرقي والبعض يهاجر منه وإليه شتاء، كما أنها تقيم طول السنة في الجزائر في شمال غرب أفريقية، ومنه ما يقضي الشتاء في تونس ومصر والسودان وميسوبوتاميا وبلاد العرب، شمال غرب الهند (في بلوخستان والسند).
- في مصر: شائعة شتاءً من نوفمبر إلى مايو.
- مميزاتها: الذكر: الأرجل والمنقار مثل المرعة الرقطاء؛ أي خضراءُ زيتونية ولكن ليس بها نُقط على الصدر، كما لا تُوجد خطوطٌ غامقة على الخاصرة. الأنثى: الصدر مائل للصفرة القمحية، والأرجل خضراءُ في الاثنَين، لها بُقعةٌ حمراء على المنقار أشدُّ صفرةً من السابقة، لا يُوجد لونٌ أبيض في ريش الطيران.
مرعة بلُّون الغربية
(Porzana Pusilla intermedia)
- الوصف: الطول حوالي ٧ بوصات. انظر لوحة (٧٠) شكل (٣).
- الموطن: من الأوابد والقواطع ومتجولة كذلك. تتوالد صيفًا في جنوب أوروبا (أيبيريا وفرنسا وشمال إيطاليا وشمال البلقان) ومصر وشمال غرب أفريقية، وتقضي الشتاء في أفريقية لغاية خط الاستواء، وفي فارس وحول البحر الأسود.
- في مصر: تقيم بها طول السنة وتزداد شتاءً بما يأتي عليها من أوروبا، فتُوجد في المواطن الرطبة وخاصة الدلتا.
- مميزاتها: ليس لها بقعةٌ حمراء في المنقار كالسابقة، الأرجل بنيةٌ مُحمَرة وليست خضراء، ذات خطوطٍ طولية كثيرة على الخاصرة بنية غامقة، الشقَّان متماثلان. باقي الطبائع كالسابقة والجنس.
- توالُدها: شُوهِد عُشها عند القنطرة عند قنال السويس، البيض من ٦ : ٨ بيضات، عُثر عليها في الدلتا. البيض برتقالي به نقطٌ داكنة. الحضانة من ٢٠ : ٢١ يومًا. العُش وسط الخضرة الكثيفة وسط البحيرات، وهو أشبه بفنجانٍ صغير، ومن الصعب جدًّا العثور عليه.
مرعة بلُّون الشرقية
Baillon’s Pusilla Pusilla
- الوصف: الطول حوالي ٦ بوصات. لوحة (٧٠) شكل (٥).
- الموطن: من القواطع. تتوالد صيفًا في وسط وشمال آسيا، وتقضي الشتاء جنوبًا في الهند والصين وفارس.
- في مصر: نادرة جدًّا في مصر شتاء.
- مميزاتها: أصغر مرعة تُرى في مصر، هامش القادمة الأولى أبيضُ ظاهر، قد تسبح في الماء وتغطس للحصول على طعامها. أصغر من السابقة، الأجزاء العلوية بنية بها خطوطٌ سوداءُ وبيضاء، الأجزاء السفلى رمادية إردوازية، الخاصرة وغطاء أسفل الذيل، بها خطوطٌ طولية بيضاء وسوداء. طيرانها يشبه طيران سمانةٍ صغيرة، ولكن يميِّزها أرجلها الخضراء المتدلية الطويلة عندئذٍ.
جنس «فرخة الغيط» الصفرد
يحتوي هذا الجنس على فرخة الغيط المسماة كذلك «الصفرد»، تمتاز بأن المنقار أقصر من الجمجمة، مرتفع عند القاعدة، قوي غليظ. الرسغ تقريبًا بطول إصبع القدم الوسطى بمِخلَبها أو أطول قليلًا. ريش الطيران (ريش القوادم والخوافي) وأغطية الجناح، أحمر سنامون (رملي)، مأواها المروج الخضراء ذات الحشائش والمراعي الكثيفة التي تُواريها، وتختبئ جيدًا فيها في الأراضي الجافة، ولا تأوي إلى المواطن الرطبة والمستنقعات. وهي مُغرَمةٌ بحقول الحنطة. الجناح مستدير، أطول القوادم النائية، قصيرة الذنَب وقلَّ من يلحظه لأن الغطائيات فوقه تُخفيه. الريش أملسُ وناعم.
- والحضانة: ١٧ يومًا، وهي بالأنثى وحدها، وتستميت الأم في حضن بيضها حتى إنه يمكن أحيانًا أخذها باليد من عُشها، وتُبارِح الأولاد العُش مجرد خروجها من البيض، وتتقن عملية الخبء تحت إشراف مدرستها وهي أمها.
- موطنها: شمال أوروبا ومعظم آسيا. نوعان منها في العالم. نوعٌ واحد منه يزور مصر في هجرته.
فرخة الغيط (الصفرد)
(Crex crex)
Rail Family
- الوصف: الطول حوالي ١٠ بوصات. انظر لوحة (٧٠) شكل (٦).
- الموطن: من القواطع. تتوالد صيفًا في شمال أوراسيا من الدائرة القطبية الشمالية عند خط عرض ٦٥ شمالًا في روسيا وفنلندة وأورال والنرويج جنوبًا إلى البرانس وشمال إيطاليا وغرب سيبيريا، وتقضي الشتاء جنوبًا إلى أفريقية وسطها وجنوبها حتى الكاب، كذلك في بلاد العرب والهند، كما أنها تتجوَّل بعيدًا إلى أستراليا ونيوزيلاند والولايات المتحدة.
- في مصر: تزورها في الربيع ولكنه بقلَّة، وأكثر من ذلك في الخريف، وكذلك في سينا مع السُّمَانَى في شهر سبتمبر وأكتوبر، وبمجرد نزولها إلى الأرض جرت وبحثَت عن أي مأوًى يواري حتى ولو كانت خيمة، وأكثر ما تُوجد في الخريف هو شهر سبتمبر.
- مميزاتها: نفس ما قيل عنها في الجنس سابقًا.
جنس «دجاج الماء» = جالينيولا
Rail Family
يشمل هذا الجنس صنف دجاج الماء، ويمتاز بقِصَر القدم، وأصابع القدم نفسها في غاية الطول، وإصبع القدم الوسطى بمِخلَبها أطول من الساق. ليس هناك انتفاخ على الأقدام. البالغ له ترسٌ أحمر مكان الجبهة.
مأواها أدغال الغاب، والديس في البحيرات والمستنقعات، وعلى الشواطئ التي تكتظ بالحشائش الطويلة، مثل حواف الترع وغيرها، ولكنها تكون دائمًا في الماء العذب، تُجيد السباحة والغوص أكثر من المشي، ثقيلة الطيران. تُحب العزلة فمتى اتخذَت لها مكانًا سيطَرَت عليه وطرَدَت منه غيرَها من الطيور التي تستطيع إبعادها، وتُبدي في هذه الناحية على ضعفها ضروبًا من الجرأة والإقدام، وهي تدافع عن أولادها بشجاعة، كما أنها تهاجم صغار الطيور وتقتلها. وعلى عكس ذلك فحياتها الزوجية كلها حب وحنان وعطف على الأولاد، العُش بين الحشائش المائية مرتفعٌ قليلًا عن الماء. البيض من ٤ : ٨ بيضات، وأحيانًا يصل إلى ١٠ بيضات، وعادة ٥ بيضات، ومدة الحضانة من ١٩ : ٢٠ يومًا، ويندُر أن تبيض ثلاث مرات في السنة، والبيض أصفرُ جلديٌّ قمحي به بقعٌ أرجوانيةٌ أو بنيةٌ مختلفة، ويُقال بأن أولاد أول فقسة تُساعِد كتاكيت ثاني فقسة في إطعامها.
دجاجة الماء الأوروبية
- الوصف: الطول حوالي ١٣ بوصة. انظر لوحة (٧٠) شكل (٨).
- الموطن: من القواطع والأوابد ومتجولة. تتوالد صيفًا في كل أوروبا ما عدا شمال اسكندناوة، كذلك تتوالد في شمال أفريقية وشرقًا إلى وسط آسيا في التركستان والعراق، والبعض يقيم في هذه المواطن طول السنة ومن بينها الجزر البريطانية، والبعض يهاجر إلى الجنوب، وتجوَّلَت في فاروس وأيسلند، تتوالد كذلك في أمريكا الشمالية.
- في مصر: تقيم بها طول السنة، ويزداد عددها شتاءً ما يأتي لها من الشمال من أوروبا، فتُوجد في كل مواطن البُحيرات العشبية المائية من مصر وسينا في الدلتا والفيوم ومصر العليا والسفلى ووادي النطرون وكل مكان تحلو الإقامة فيه، ولكن لا تأوي إلى الواحات الداخلة أو الخارجة أو سينا.
-
مميزاتها وعلاماتها: البالغ: المنقار أحمر، طرفه أصفر، قوسٌ
أبيضُ واضح على الخاصرة. أما الناهض: فالأجزاء
السفلية لغطائيات الذيل بيضاء، كما يُوجد
أيضًا القوس الأبيض على الخاصرة، وهو أفتح
لونًا من البالغ (بني مُسْوَد غامق — والمنقار
كله أصفرُ باهتٌ بني خفيف).
(الباقي مثل ما قيل عنها في الجنس سابقا).
جنس الغرَّة (فولِكا)
Rail Family
الغرَّة الأوروبية
(Fulica atra atra)
- الوصف: الطول حوالي ١٥ بوصة. انظر لوحة (٧٠) شكل (١٠).
-
الموطن: من الأوابد، والبعض من القواطع ومتجول.
تتوالد صيفًا في كل أوروبا ما عدا اسكندناوة،
ولكنها تتوالد في جنوبها عند خط عرض ٧٠°
شمالًا،
وتكثر في وسط أوروبا شتاءً بما هاجر إليها من
شمالها. كما أنها تقيم طول السنة في وسط
أوروبا وفي الجزر البريطانية ومعظم أوروبا
الجنوبية، كذلك تتوالد صيفًا في آسيا من خط
عرض ٦٠ °
شمالًا في سيبيريا والصين واليابان، كما أنها
تقيم طول السنة كذلك في كثير من أنحاء الهند،
والبعض يزورها شتاءً أيضًا، وفي بورما وجاوة
وسيليبس وأفريقية الاستوائية. وتجوَّلَت في
ماديرة، وقناريا وأزورة. في مصر: تقيم بها طول
السنة وتكثُر شتاءً بما يأتي عليها من الشمال
ومن أوروبا، كما أنها تقيم طول السنة أيضًا في
شمال غرب أفريقية.
تكثُر في الدلتا وبحيرات الفيوم والواحات الداخلية من نوفمبر إلى أوائل أبريل، والبعض يرحل ثانيةً إلى الشمال والبعض الآخر يبقى.
- مميزاتها وطبائعها: ثقيلة الحركة والجسم، إذا وجدَت أرضًا تعترضها في طريقها بين ممرَّين مائيَّين وجدناها تجري بسرعة، ثم تجتهد في أن تدخل إلى مأوًى كثيف من الأعشاب المائية لتتوارى فيه قبل أن يراها أحد، إذا كانت وسط الأعشاب وطارت نهضَت إلى أعلى مباشرةً ثم ارتفعَت في الجو، وتمُد أرجلها خلفها في طيرانها، وتجري على سطح الماء قبل طيرانها. الباقي كما قيل عنها في الجنس كما سبق، سُمِّيَت الغرَّة لبياض جبهتها. توالُدها: ٠ سبق ذِكْره في الجنس.
جنس «بورفيريو» Genus Porphyrio
Rail Family
طيور هذا الجنس قريبة الشبه من دجاج الماء (جالينيولا) غير أن المنقار في هذا الجنس أغلظ وأقوى، كما يُوجد على الجبهة درعٌ قرني. القدم طويلةٌ قوية، والأصابع منفصلة كليةً عن بعضها وليس أي غشاء بها. الأجنحة متوسطة الطول. أطول القوادم الرابعة. قصيرة الذنَب ولكنه أطول من ذيول بقية الفصيلة. الريش ملوَّنٌ جميل. إصبع القدم الوسطى في غاية الطول، وهي أطول بكثير من الرسغ.
يغشَى قرار الغاب والأعواد النامية في الماء، ولا يظهر في العراء وإنما يُسمع صوته من داخل الخضرة التي لا يفارقها، طعامه المواد النباتية والحبوب وخاصة الغلال والأرز وأوراق الحشائش والبذور. والطيور التي تقطن أوروبا الآن هي سليلة النوع الذي كان يقتنيه الإغريق والرومان بقرب المعابد.
وهي تفضِّل المستنقعات التي حولها أو بالقرب منها حقول الحنطة، وتأوي إلى أراضي الأرز، وهي في سلوكها أشبه بدجاج الماء.
وهي في فترة التفريخ تبحث عن عشاش الطيور الأخرى، وتسلبها بيضها وصغارها، مستعينةً بضخامة مناقيرها، كما أنها تُحب السمك، العُش بعيد عن العيون فوق سطح الماء مبني من الحشائش، والبيض من ٣ : ٥، صفراء مُحمرَّة بها بقعٌ داكنة.
وأنواع جنسه حوالي ٣٠ نوعًا، تغشى القارات الاستوائية، وحوض البحر الأبيض المتوسط، والهند والصين والملايو وأستراليا ونيوزيلند ومدغشقر وأفريقية.
ديك سلطاني ألنْ (ديك سلطاني صغير)
(Porphyrio alleni) = Lesser Gallinule
Rail Family
- الوصف: الطول حوالي ١٠ بوصات. انظر لوحة (٧٠) شكل (٧).
- الموطن: من الأوابد ومتجول. يتوالد ويقيم طول السنة في أفريقية الاستوائية ومدغشقر، وتجوَّل في أنحاءٍ كثيرة من إقليم البحر الأبيض المتوسط. ولا يمتد وجوده في السودان أبعد شمالًا من الخرطوم.
- في مصر: تجوَّل صدفةً إليها، وحصل عليه استافور ألن Stafford Allen قرب الإسكندرية، وأدخله موريتيوس Maurituis في مصر.
- مميزاته وطبائعه: كما قيل عنه في الجنس صغير الجسم، أجزاؤه السفلية زرقاء، وظهره أخضر، يحرِّك ذيله أثناء تحرُّكه. يُدلي أرجلَه عند طيرانه.
ديك سلطاني مصري
Water-hen = King Reed-hen
(Porphyrio Porhyrio madagascariensis)
egyptiaCus
- الوصف: الطول حوالي بوصه. لوحة (٧٠) شكل (٩).
- الموطن: من الأوابد. يتوالد ويقيم طول السنة في جنوب أوروبا، وشمال أفريقية ومدغشقر والسنغال وبحيرة شاد وجنوب الحبشة وموريتيوس شمالًا إلى وادي النيل وشرق مصر، ولا كذلك في مراكش في المغرب.
- في مصر: سبق أعلاه. كان سابقًا يتوالد في الفيوم، وأصبح الآن نادرًا.
- مميزاته: مثل الجنس كثير في بحيرات الدلتا (إدكو والمنزلة ومريوط) في قرار القصب. الأجزاء السفلى زرقاء، والظهر أخضر، الأرجل حمراء، والمنقار وترس على الجبهة أحمرُ اللون. يُرى غالبًا عند الغسَق قبل طلوع الشمس وبعد الغروب فوق صفحة الماء الواسعة، وحتى في المحاصيل الزراعية، ثم يختبئ إذا بزع النهار في قرار القصب المائي.