رتبة «كوكوليفورم» الكوكيات

لهذه الفصيلة ما للرتبة من خواصَّ، وكلها متطفلة في توالُدها؛ أي تضع بيضها في عُش غيرها، وتخلِّص نفسها من الحضانة وتربية الأولاد، بل تُلقي حملها على عاتق غيرها. وأهم ما في هذه الفصيلة هي هو مظهر أصابعها المتسلقة مع إصبعَين أماميتَين من أصابع القدم، واثنتَين خلفيتَين، وتتكوَّن هذه الكوكيات من حوالي ١٢٠ نوعًا تُوجَد خاصة في الأقاليم الاستوائية، ويجب أن يُفهم أن السواد الأعظم منها تبني أعشاشها بنفسها، وتربي أولادها أيضًا بنفسها، وهي ٣٤ جنسًا، وعدد المتطفل من الكوكو هو «٤٢» جنسًا فقط، وتنقسم هذه العائلة إلى الكوكيات الخاصة بالأشجار، والكوكيات آكلة الفواكه، وثالثها الكوكيات الخاصة بالنبات ﺑ «الأنيس anis» ورابعها الكوكيات الأرضية، وخامسها الكوكال.

وكل الكوكيات الشجرية متطفلة؛ أي تضع بيضها في أعشاش غيرها من طيور لا من نوعها ولا من فصيلتها أو من رتبتها أيضًا، فتضع الأنثى بمفردها بيضةً واحدة بعدما تبيضها على الأرض، ثم تحملها بمنقارها وتبحث عن عُش طائرٍ آخر يقارب لون بيضه لون البيضة التي تحملها بمنقارها، ثم تُراقب غياب الطائر الآخر عن عُشه، ثم تأتي إلى عُشه وتضع بيضتها في عُش هذا الطائر، ثم تأخذ من العُش بيضةً أخرى من بيض صاحبه الشرعي، وتُلقي بها على الأرض ثم تعمل هذه الحركة مع عدة أعشاشٍ حسب عدد بيضها. وعندما يفقس البيض في عُش الطائر الشرعي، فإن فقسَت بيضة الكوكو وكانت أول بيضة مثلًا فقسَت وعادة بيضة الكوكو قبل بيض صاحب العُش الشرعي نجد الغريزة القهرية تتمثل في الكوكو الصغير الأعمى عقب خروجه، ونجده يتحسَّس ما بالعُش من بيض أو غيره مثل الأولاد للشرعي، ثم يُحاوِل أن يُدخِل نفسه تحت البيضة أو الكتكوت ثم يقذفها خارج العُش، ويفعل هذا مع باقي العُش. وإن خرج الكتكوت الكوكو بعد خروج أولاد العُش الشرعيين، فعل معها مثلما يفعل مع البيض تمامًا، حتى يبقى العُش بنفسه كي يستحوذ على كل الغذاء ويكون فيه بمفرده، ومن العجيب أن الأم الشرعية للعُش لا تفعل معه شيئًا وتظنه ابنًا لها خرج شاذًّا من شذوذ الطبيعة، وتُطعِمه حتى يكبر ويفارقها.^٢ والطعام هو الحشرات والديدان واليرقات.