لوسي تتغير أكثر
سُر فان هيلسنج لوعد دكتور سيوارد، وقال له: «سأمنحك إجابة قاطعة، الثقوب الدقيقة التي وجدوها على أعناق أهل المدينة لم يحدثها المخلوق الذي لدغ الآنسة لوسي.» ثم توقف لحظة وأردف: «بل أحدثتها الآنسة لوسي نفسها.»
قال دكتور سيوارد متعجبًا: «أستاذ هيلسينج، هل جننت؟»
قال فان هيلسنج: «أستطيع إثبات ما أقول، تعال معي الليلة إلى المقبرة.» وأخرج شيئًا من جيبه، وقال: «لقد تمكنت من الحصول على مفتاح القبر.»
لم يُصب دكتور سيوارد بارتباك كهذا طيلة حياته. وبالرغم من ذلك، فقد كان يثق في معلمه القديم ويحترمه أكثر من أي شخص في العالم، لذا وافق على الذهاب معه. سيحاول أن يصدق؛ أن يتحلى بالإيمان.
في مقبرة لوسي تلك الليلة، نظر دكتور سيوارد بينما كان فان هيلسنج يفك مسامير نعش لوسي ويرفع الغطاء. كان النعش فارغًا.
سأله فان هيلسنج: «هل هذا دليل كافٍ؟»
أجاب جون سيوارد: «ربما سرقها لص من لصوص الجثث.»
قال فان هيلسنج: «حسنًا، سأعطيك دليلًا آخر.»
في تلك الليلة انتظرا عودة لوسي. لاح بين الأشجار شبح أبيض، لكنه لم يكن لوسي. لقد كان شبح طفلة. شك فان هيلسنج في أن لوسي لم تكن بعيدة، وأنها قد تكون طاردت الطفلة. لحسن الحظ، لم تصب الطفلة بأذى، لكنها كانت منهكة ومتَّسخة ومذعورة. شعر فان هيلسنج بأن الأولوية هي أخذ الطفلة للشرطة بعيدًا عن الأذى. قال دكتور سيوارد: «أظنها فكرة سديدة.» لم يكن مقتنعًا بعد بنظرية فان هيلسنج عن لوسي.
وفي صباح اليوم التالي، عاد دكتور سيوارد مع فان هيلسنج إلى المقبرة، وهذه المرة، كانت لوسي في نعشها. وقد بدت أجمل مما كانت عليه وهي حية، أمر لا يُصدق. كانت وجنتاها متوردتين، وكانت شفتاها حمراوين.
قال فان هيلسنج: «ألم تقتنع بعد؟»
رد سيوارد مترددًا: «حسنًا، ربما أعادها لص الجثث.»
قال فان هيلسنج: «ليس هذا بوجه امرأة ميتة.» وجذب شفتي لوسي للخلف ليكشف عن أسنان بيضاء طويلة وحادة، وقال: «لكن هذه هي الأسنان التي كانت تلدغ السكان المحليين.» وأثناء حديثه، وضع بعض الثوم حول النعش ووضع صليبًا حول رقبة لوسي، وأضاف: «حسنًا يا جون. هذه هي الحقيقة الدامغة كاملة: لقد عض لوسي مصاص دماء وهي تسير نائمة. والآن تحولت إلى مصاص دماء. ولا بد أن أقتلها وهي نائمة.»
قال دكتور سيوارد وهو في حالة ذهول: «أكمل حديثك.»
قال فان هيلسنج: «لا بد أن أطعنها بوتد في قلبها. لا بد أن أفعل هذا بها أولًا ثم بمصاص الدماء الأكبر الذي فعل هذا بها. لكن ليس الليلة. علينا أن نُعلم آرثر بهذا الخبر.»
قال دكتور سيوارد متعجبًا: «آرثر! لا يمكننا أن نخبره. لن يستطيع تحمل أخبار كهذه.»
اعترض فان هيلسنج قائلًا: «بل علينا أن نخبره. إنه يشعر بوجود خطب ما، ولكن لا يعلم ما هو. وهذا يجعل الغضب والقلق يستبدَّان به. بحالته هذه، لن يبرأ حزنه أبدًا. لا بد أن يعرف الحقيقة.»
في الليلة التالية، بناءً على طلب فان هيلسنج، جمع دكتور سيوارد موريس وآرثر وقابلوا فان هيلسنج في فندقه.
سأل فان هيلسنج الرجال الثلاثة الواقفين أمامه: «هل تثقون بي؟ هل ستشدون من أزري في أي شيء يجب عليَّ فعله؟»
أحنى جون سيوارد الذي كان على علم مسبق بالخطة رأسه في صمت معربًا عن مواقفته. قال موريس: «لا أعلم ما الذي يجري هنا لكني أثق في الأستاذ وأقسم أنه أمين، وهذا يكفيني. سأشارك معكم.»
لم يقتنع آرثر بسهولة كغيره. قال: «لا أقصد أن أكون عنيدًا، لكنني رجل مسيحي ونبيل. إذا طمأنتموني إلى أن ما تعزمون عليه لا يخالف أيًّا من هذين الأمرين، فسوف أساندكم.»
قال فان هيلسنج: «وأنا أقبل بشرطك. اتبعوني.»
بينما كان فان هيلسنج يقود الرجال إلى ساحة الكنيسة حيث دُفنت لوسي، كان توتر آرثر يزداد. فأمسك بذراع فان هيلسنج وقال: «انتظر هنا، ماذا نفعل؟»
تحدث فان هيلسنج مباشرةً: «سندخل مقبرة لوسي ونفتح نعشها.»
صاح آرثر: «بالطبع لن أسمح بذلك!»
سأله فان هيلسنج: «ولماذا؟ لو كانت ميتة، فلن يضرها ذلك.»
سأل آرثر مأخوذًا: «لو؟ هل تعتقد أنها قد لا تكون ميتة؟ هل حدث خطأ ما؟ هل دُفنت حية؟»
شرح له فان هيلسنج على مهل: «إنها ليست حية، لكنها قد تكون بعيدة كثيرًا عن الموت.»
نظر إليه آرثر وكأنه على وشك أن يقتلع رأسه، وقال له: «أنا أحذرك يا سيد، من واجبي أن أحمي قبرها، وأقسم بالله أن أفعل هذا.»
أجاب فان هيلسنج: «وأنا أيضًا لدي واجب عليَّ القيام به، واجب نحو الآخرين، ونحوك، ونحو الأموات، وأقسم بالله أني سأفعله. كل ما أطلبه هو أن تأتي معي، أن تنظر وتسمع، ثم تقرر.»
ووافق آرثر.