الطلاق والزواج
فأثنى الجميع على شهامته وخصوصاً خولة. وتذكرت أن والدها كان ناقماً عليها من أجله فاغتنمت تلك الفرصة لاكتساب رضاه عنهما فقال «يا بلال تقدم بإذن الأمير وقبل يدي سيدك» وأشارت إلى والدها. فتقدم بلال للحال وقبل يده فأثنى عليه فعاد إلى موقفه. وكان الحديث قد انقضى ولم يبق غير الانصراف.
فوقف عبد الله والتفت إلى عمرو وقال «أشهد أيها الأمير أن امرأتي هذه طالق مني ثلاثاً» وأشار إلى خولة.
فانتبه سعيد لما كان سمعه منه فتحقق أنه كان معقوداً له عليها. فعلته البغتة.
ولحظ عمرو فيه ذلك فقال «طب نفساً يا سعيد إن خولة لا تزال بكراً وإنما طلقها عبد الله صورةً كما تزوجها صورةً» والتفت إلى أبي خولة وقال له «إني أخطب خولة منك لسعيد».
فقال أبو خولة «هي جاريتك يا مولاي فافعل بها ما تشاء».
فخجلت خولة لتلك المفاوضة بين يديها وأطرقت.
وأمر عمرو فكتب الكتاب في الحال وهنأهما بذلك القران وأمر لبلال بالمال الذي وعده به وانصرف الجميع إلى بيت خولة بعد أن ودعوا عمراً وشكروا صنيعه.
وبعد أيام استأذن عبد الله سعيداً في الذهاب إلى مكة للقيام مع أهله وتدبير تركة جده فأذن له بالرغم عنه. فانصرف وودع خولة ووالدها والأمير عمراً وسار إلى مكة واقترن هناك بابنة عم له وعاشواً جمعياً عيشاً لا يشوبه من الغصص إلا الافتكار بمقتل الإمام عليّ. وزاد تنغيصهم ما سمعوه بعد ذلك من تنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان. فخرجت الخلافة من أهل البيت وصارت إلى بني أمية. وإنما فعل الحسن ذلك حجباً للدماء ولم يتول الخلافة إلا ستة أشهر فانتقل كرسيها من الكوفة إلى دمشق وما زال فيها إلى انقضاء دولة بني أمية.