الكوفة عاصمة الإمام علي
وكان بناؤها في أول أمرها بالقصب فأصابها حريق فاستأذنوا الخليفة عمر في بناءها باللبن فقال «افعلوا ولا يزيدنَّ أحدكم على ثلاثة أبيات ولا تطاولوا في البنيان والزموا السنَّة يلزمكم الدولة» ففعلوا ذلك وجعلوا طرقها نوعين المناهج والأزقة وجعلوا عرض المنهج عشرين ذراعاً وعرض الرقاق سبعة أذرع وما بين المناهج أماكن البناء أربعون ذراعاً. والقطائع ستون ذراعاً. وأول شيء خطوه فيها المسجد. فوقف في وسط المدينة رجلٌ شديد النزع رمى إلى كل جهة بسهمٍ وأمروا أن يبنوا ما وراءَ ذلك. وأما الساحة حول ذلك الرامي إلى مرمى سهامهِ فتبقى المسجد.
ومازالت الكوفة تعمر حتى اتخذها الإمام علي مقرًّا لهُ بعد واقعة الجمل سنة ٢٦ﻫ فازدادت عمارتها بما تقاطر إليها من الناس بعد أن صارت عاصمة الخلافة وتكاثرت فيها الأبينة وعمرت الأسواق وأنشئت حولها الحدائق والبساتين مما يلي بحيرتها.