خليج أمير المؤمنين
ثم وقف بغتة والتفت إلى ذلك الخليج وجعل يخاطبه قائلاً: «ألست الخليج الذي أشار أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بحفرك؟ قل لي بمائك الذي يجري فيك هل علم ابن الخطاب لما أذن بذلك أن دولة الإسلام سيقضي عليها بالانقسام حتى يحمل عامتهم على خليفتهم فيقتلوه ثم يختلفون على الخلافة فيقتسمونها ثم يختصمون على اقتسامها. هل خطر لابن العاص يوم نزل وادي النيل وحاصر هذا الحصن المنيع حصن بابل أنه سيجرد سيفه على المسلمين ويقتل ابن أبي بكر حرقاً بالنار ثم ينقم على ابن عم الرسول فيستخرج الخلافة من يده بالحيلة.. أين أنت يا عمر يا أمير المؤمنين يا جامع كلمة المسلمين كانت المدينة مقر الخلافة وأنت على كرسيها فأصبحت منقسمة على نفسها يدعيها غير أهلها.. آه ياربي ما هذه الحال ياليتني متّ قبل ذلك … هنيئاً لك يا أبا رحاب أن عظامك ساكنة في هذا التراب وروحك تنتظر لقاء ربها في يوم الحساب.. أما أنا الشقي فإني تائه بعدك تتنازعني عوامل لا أدري مصدرها ولا أعلم مصيرها. أأبقى لأرى مصير أخي عبد الله أم أسرع إلى الكوفة لأنبئ الإمام بما تآمروا عليه؟ … أرشدني يا جدي ويا سندي … ابقى هنا؟ وما الفائدة من بقائي هل يعفو عمرو عن عبد الله فيبقى حياً فأراه …؟ لا أظنه يفعل.. إذاً ماذا يفعل أيقتله ولا أستطيع الدفاع عنه؟؟
«آه يا خولة … يخيل لي أنك ملاك أرسلك ربك لترشديني إلى سواء السبيل …فهل يتم لي السعد على يدك فتنقذين عبد الله من القتل …».