نجاة عمرو
أما عبد الله فكان قد جنح إلى هذه الحيلة أملاً بالحياة وهو مع ذلك يخاف أن يتأخر المؤامر عن الوقت المعين لسبب من الأسباب فيذهب سعيه عبثاً.
فقال له عمرو «أردتني وأراد الله خارجة. من أنت يا غادر».
قال «إني عمرو بن بكر».
قال «وممن أنت».
قال «من تميم».
فقال اقتلوه فقتلوه وقد أسفوا لمقتل خارجة ولكن المقدر كان لا يمحى.
أما خولة فإنها باتت ليلة ١٧ رمضان على مثل الجمر وهي تتوقع أن تسمع خبراً جديداً في اليوم التالية ولم تكن تتوقع أن يفعل المؤامر فعلته في الفجر فأصبحت وقد ضجت الفسطاط بخبر خارجة وجاءها أبوها فأخبرها به ولسان حاله يقول «لقد صحت أقوال عبد الله فتأهبي للاقتران به».
أما هي فإنها تحققت وقوع المحظور ولم تعد تدري ماذا تفعل وندمت لأنها لم تخرج من بيت والدها سراً قبل ذلك اليوم على أنها لم تكن من الجهة الأخرى موقنة ببقاء سعيد علي عهدها أو أنه رضي بها. وكانت لما لقيته في الفسطاط لم تتحقق ميله نحوها. فوقعت في حيرة ولكنها كانت من الجهة الأخرى في قلق على الإمام عليّ لا تدري هل نجا كما نجا عمرو أم ذهب فريسة ابن ملجم وودت لو أن عبدها يعود في ذلك اليوم بالخبر اليقين لتعلم كيف تتصرف.