نجاة معاوية
فلما قتل الإمام عليّ على ما تقدم رأت ابن ملجم مقبوضاً عليه وكانت تتوقع له ذلك من ذي قبل ففرت بعبدها وعجوزها إلى مكان خارج الكوفة وقد شفت غليلها بقتل الإمام. ولكنها مازالت ناقمة على سعيد وزادت نقمتها عليه بعد ما علمته من أمر خولة فعولت على اللحاق بالفسطاط لتشي بها إلى عمرو بن العاص لاعتقادها أنه يقدر خدمتها له حق قدرها لأنها أنبأته بمجتمع العلويين. وهي لا تشك أنها بمجرد وشايتها على خولة وإنها من أنصار عليّ يقتلها عمرو وإذا كان لا يزال حياً. وإذا كان قد قتل فتدبر حيلة أخرى. فلما خطر لها ذلك استشارت لبابة سراً فاستحسنت رأيها وحرضتها على المسير إلى الفسطاط واستشارت ريحان فقال لها أني في ركابك رحلت أو أقمت فأثنت على غيرته بألفاظ ملؤها التمليق والرياء وأصبحت في اليوم التالي تلتمس الفسطاط على أن تمر بدمشق وتستطلع حال معاوية وما كان من أمره بعد ١٧ رمضان حتى إذا كان قد نفذ السهم وقتل معاوية تحمل ذلك الخبر إلى عمرو وتحرضه على التماس السلطان لنفسه.
فقال له معاوية نعم.
قال إن أخاً لي قد قتل علياً هذه الليلة.
فقال «فلعله لم يقدر على ذلك».
قال «بلى إن علياً ليس معه أحد يحرسه»فأمر به معاوية فقتل وجعل يطبب جرحه
فلما علمت قطام بنجاة معاوية لم يبق لديها إلا الشخوص على الفسطاط للإيقاع بخولة.