قدوم بلال
ولم يمض يومان على مكثهما في بيت خولة حتى قدم بلال وكان وصوله الفسطاط في أثناء النهار ووالد خولة في حانوته. ودخل بلال الفسطاط متنكراً فمر بحانوت سيده ونظر إليه خلسة فإذا هو هناك فهرول إلى البيت ودخل تواً إلى غرفة سيدته بلا استئذان فوجد عندها شاباً لا يعرفه و رآها بجانبه كأنها جالسة إلى شقيق أو قرين.
فبغت لذلك ولكنه اشتغل بما آنسه من ترحابها به. فقالت له «أغلق الباب وادخل».
ففعل ودنا منها وهو ينظر إلى عبد الله شذراً فأدركت خولة ما يجول في خاطره فقالت له «لا تسيء الظن إن هذا أخي بعهد الله فاقصص علينا خبرك سريعاً وقل لنا أول كل شيء كيف فارقت الإمام علياً؟»
فسكت ولم يجب.
فألحت عليه وقد علتها البغتة.
فأجابها بصوت مختنق «أن علياً قد ذهب ضحية ذلك الخائن».
فصفقت خولة كفاً بكف وصاحت «وا لهفي عليك يا أبا الحسن» وقال عبد الله مثل ذلك ثم قالت «وماذا جرى لابن ملجم» قال «أنه قتل شر قتلة لعنه الله».
فقال عبد الله «وكيف فارقت سعيداً».
قال «فارقته بخير وعافية وقد سار للبحث عن تلك الخائنة اللعينة».
قال عبد الله «أوتعني قطاماً؟»
قال «نعم وما أدراك أني أعنيها وكيف عرفتها يا مولاي؟»
قالت خولة «ألم تعلم من هو هذا الشهم؟»
قال «كلا».
قال «ألم يذكر سعيد أمامك أنه فقد ابن عمه هنا».
قال «بلى».
قالت «هذا هو ابن عمه عبد الله».
فبهت بلال وغلب عليه البكاء من الفرح وصاح «أن حي يا مولاي … آه من لي بمن يحمل هذه البشرى لابن عمك. والله إني حاملها إليه الساعة بعد أن أسر إلى سيدتي كلاماً أوتمنت عليه».