كوسة
طلبَتْ أمي أن أشتري لها أُقَّتين كوسة. لم أكن أعرف الفرق بين أنواع الخُضَر. صحبت صديقي عادل الصبروتي إلى شارع الميدان.
كان الوقت ظهرًا، وثمة — أمام الدكان أول شارع وكالة الليمون — زحام ونداءات وصيحات وروائح متداخلة، ويترامى من راديو المقهى المجاور صوت محمد عبد الوهاب:
مين عذبك بتخلصه مني.
تناول عادل «بقوطي» وبدأ في اختيار ثمار الكوسة.
همس في أذني: ساعدني في قطع رءوس الكوسة ليخف وزنها.
فاجأ البائع انشغالنا بما نفعل. أمسك بثمرة يتساقط منها ما يشبه الصمغ، وقال في لهجة مشفقة: انظروا كيف تبكي من أذيتكم لها.
وأعاد الثمرة إلى موضعها: حتى الأغنية تعيب فعلتكم!