١١ فبراير
اعتدت — في تلك الأيام من كل سنة — رفع الأعلام والزينات والأضواء على واجهات البيوت، وفي شوارع الإسكندرية وميادينها، وحول البلانسات والفلايك في المينا الشرقية، وانطلاق الألعاب النارية الملونة في منطقة السلسلة، وتعالي صفافير البواخر في المينا الغربية.
قال لي أبي إن ما يحدث هو احتفال بميلاد كل مواليد فبراير … وأنا واحد منهم!
صدقت ما قاله أبي. ووجدت في الاحتفال بعيد ميلادي — ولو مع مواليد الشهر نفسه! — دافعًا للتباهي بين زملائي في مدرسة البوصيري الأولية.
تأملت أغنية يقول مطلعها: أهو جانا حداشر فبراير.
سألت أبي عن التاريخ … لماذا حُدِّد في يوم بالذات دون بقية أيام الشهر؟
لم يجب أبي. اكتفى بابتسامة صامتة.
أعدت السؤال على جميل أفندي مدرس اللغة العربية. قال: ١١ فبراير هو عيد ميلاد الملك … الأغنية والاحتفالات من أجله!
كتمت في داخلي إحساسًا بالخذلان، أزمعت ألا أصدق أبي في كل ما يقوله لي!