نكتة
دخل أبي حجرتنا ذات مساء. كان فونوغراف قهوة فاروق — على ناصيتَي إسماعيل صبري والتتويج — يعيد — الرقم كبير، لا أذكره — أسطوانة عبد الوهاب «كليوباترة»، تخالطها أصوات الرواد، ونداءات الجرسون، وحركة الطريق.
أسند أبي يده على طرف السرير.
أدركنا — أخي وأنا — أنه يريد التحدث إلينا. توقفنا عن المذاكرة، وتطلعنا إليه.
قال: أظن أنكم في سن تسمح بأن أروي لكم نكتة للكبار فقط.
روى أبي النكتة. لا أذكرها الآن، وإن بدت ساذجة للغاية، وخيبت توقعنا.
كنا نستمع في المدرسة إلى نكت للكبار، حقيقية، ومثيرة!