يا اسمرانية
صحبني الشيخ سليمان الطائي وعبد الحكيم أحد أبنائه — من حق تعدادهم القليل ألا يعترفوا بتنظيم النسل! — إلى فندق الكورنيش بمطرح؛ مبنى قديم، له عراقة وحميمية تجتذبك، رغم أنه في مستوًى أدنى من فنادق الفلج والخليج ومسقط إنتر كونتيننتال التي شَيدت فروعًا لها في العاصمة العمانية.
طالعني مبنى جريدة الوطن المشيد من الخشب والصاج. يرتفع عن الطريق بثلاث درجات إسمنتية.
تجاوزت — بالبدء في خطوات إصدار جريدة من نقطة الصفر — ما أحاط بي من دشاديش، ومسرات، وطواقي، ولهجات تغيب عني مفرداتها، وإحساس بالوحدة، وجبال تبدأ من حيث لا أعرف، وتمضي إلى نهايات مجهولة.
بدت أغنية ليلى عبد العزيز «لا لا يا اسمرانية» مغايرة لما كنت أستمع إليه في القاهرة. شدني جمال الأداء، وبساطة الكلمات، وسهولة اللحن، وسرعة الإيقاع.
عرفت — بعد أن صادقت محيي الدين البائع الهندي في دكان المأكولات والسجاير، المجاور — أنه يدير الأغنية على ريكوردر كاسيت.
تكررت — فيما بعد — مناداتي له من داخل «مبنى» الجريدة: يا محيي الدين … يا اسمرانية!
أحاول أن أنتزع نفسي من مشاعر حزينة.