كاتب أغنيات
تكررت لقاءاتنا في ندوتي بجريدة «المساء»، في حوالي الرابعة والعشرين، ناحل الجسد، شاحب البشرة. قدم إلى القاهرة من مدينته الجنوبية، طموحه الحصول على مكانة تساوي موهبته. وكان يمتلك موهبة حقيقية، تجلت في القصائد التي كان يلقيها في الندوة.
مع أن موهبته الفعلية تجلت في قصيدة التفعيلة، فإنه بدا كمن اختصر كل أمنياته في القصائد المغناة.
كتب قصائد تصلح — في تصوره — للغناء، جعل همه أن يشتري مطرب ما، مطربة ما، إحدى قصائده، وطلب وساطة — لم أكن أمتلكها — حتى يحقق أمنيته.
لاحظت أنه يغلق ياقة الجاكت كمن يعاني البرد، وكان الجو حارًّا.
مددت يدي — بتلقائية —، فتحت الياقة المغلقة، وأنا أقول: الدنيا حر!
شعرت — في اللحظة التالية — بالأسف لما فعلت، واقتحمني الألم.
كان الجاكت ملتصقًا بصدره العاري.