وداع
علا صوت النحيب من شقة الطابق الثاني. العجوزان الإيطاليان أغلقا باب شقتهما، فلا يراهما الجيران إلَّا في تساندهما على درجات السلم.
ساكنة الطابق الأول مصرية من أصل مالطي، تجيد الإيطالية. ضغطت على جرس الشقة. طالعتها السيدة بملامح مربدَّة: مات!
أعد الحانوتي ذو السحنة الأوروبية جثمان الميت للدفن، وشاركه آخرون في النزول بالتابوت إلى مدخل البيت.
في انحناءة الدرجات الأخيرة، هتفت الجارة المصرية، المالطية الأصل: هل يرحل دون صوات؟!
وعلا صواتها كما تفعل المصريات تمامًا، تبعته بنغم حزين كلماته بالإيطالية التي أعرف مفرداتها، ولغة أخرى لعلها المالطية.