لسَّه بدري
أحب الأغنية. أترقب سماعها في أيام رمضان الأخيرة، كأني أترقب الأسى. أشعر أن عامًا في حياتي يوشك أن يغيب، حدًّا فاصلًا بين ما مضى وما سيأتي.
كم عمر الإنسان؟ خمسون؟ ستون؟ سبعون؟ … هو — في النهاية — عمر محدود. رمضان الذي يولِّي، صفحة تطوى في كتاب محدد الصفحات.
يجتذبني الشرود إلى عوالم أعرفها، وأخرى لا أتبين ملامحها. تختلط الأحداث والشخصيات، فتغيب المعاني، إلا أنه لا سبيل إلى استعادة ما فات.
يأتي العيد. تتلوه أشهر العام الهجري، ويهل رمضان. أعيش روحانيته وطقوسه وتقاليده وعاداته، حتى يتم البدر — كما تقول الأغنية — وأترنم حزينًا: والله لسَّه بدري يا شهر الصيام!