خد بوسة
ظللت أردد كلمات الأغنية. أرتفع بالقرار، وأهبط به. ألوِّن في المفردات والحروف، وأمطها.
تنبه أبي في مجلسه، في الحجرة المطلة على المينا الشرقية، إلى الكلمات التي كنت أدندن بها. تبين معنى مفرداتها.
– أين استمعت إلى هذه الأغنية؟
– في السينما.
كنت قد صحبت عم إبراهيم زوج مربيتي «دهب» إلى فيلم «صاحب بالين» بسينما استراند. لم أعد أفلت فرصة مصاحبته إلى السينما، منذ شاهدت معه أول فيلم سينمائي «قلبي دليلي» بطولة ليلى مراد وأنور وجدي.
ما بقي في ذاكرتي مشهد شكوكو وهو يصعد على سلم خشبي إلى شرفة تقف فيها سعاد مكاوي.
قال لها:
(أتذكر الأغنية رغم مضي عشرات الأعوام على سماعي لها.)
وغنى شكوكو:
ردت عليه سعاد مكاوي بالكلمات التي خلوتُ إلى ألعابي وأنا أرددها.
رمق أبي عم إبراهيم، اللائذ بالصمت والتأدب، بنظرة متأملة: الولد صغير على مثل هذه الأفلام.
قال عم إبراهيم في لهجة معتذرة: إنها مجرد أغنية … ومحمد صغير كما قلتم.
علا صوت أبي بالغضب: لا تعد إلى هذا ثانية!