التفكيك والأدب: هَيْدجر · بلانشو · دريدا
«والحق إن دريدا لا يهتم بمؤسَّسة الأدب في حد ذاتها، بل يهتم ﺑ «نصوص بعينها ترجُّ حدودَ لغتنا رجًّا». ويسلِّم دريدا بأن معظم الأدب ميتافيزيقي بكل ما في الكلمة من معنى، كأيِّ نصٍّ فلسفي. غير أن اسم مالارمه يشير إلى ظهور الأدب وانبثاقه بالمعنى الذي يحدِّده دريدا ويخصِّصه.»
يُعَد «جاك دريدا» من أبرز شخصيات تطوُّر النظرية الأدبية في القرن العشرين. ومدرسةُ التفكيك التي تولَّدت من أعماله إمَّا أنها قد استُوعِبت في متن النظريات الأدبية الحديثة، وإمَّا أنها تعرَّضت مؤخرًا للانتقاد بسبب انحرافها عن نصوص «دريدا» الأصلية. وبأسلوبٍ واضح يتتبَّع هذا الكتاب المبتكَر مصادرَ ممارسة «دريدا» للأدب بوصفه شكلًا من أشكال التفكير الفلسفي في أعمال «هيدجر» و«بلانشو»، في مجالٍ تكتنفه مصاعبُ فلسفية ولغوية؛ فيقدِّم قراءاتٍ فاحصة لعدد من النصوص الرئيسية، منها: محاوَرة «محادَثة على طريق القرية بشأن الفكر» ﻟ «هيدجر»، وكتاب «الانتظار النسيان» ﻟ «بلانشو»، وكتابا «خطوة-لا» و«إسفنجة العلامة/علامات بونج» ﻟ «دريدا». ويوسِّع الكتاب نطاقَ مناقشته لتشمل أيضًا قضايا الإبداع والتأثير والمسئولية، وأعمال «ليوتار» و«ليفيناس».